الحلبوسي من الديوانية الى ابو غريب ، مشروع العراق الواحد

مجبل الناصري

اينما حل هذا الرجل حل مشروع العراق ، ومشروع العراق ليس كما يراد له سياسي فقط انه مشروع المجتمع والتاريخ والسلام والبناء والذاكرة الجمعية الواحدة ، العراق بأهله وأرضه ومدنه المتنوعة بالقيم والتقاليد وآثار الارض على الانسان وأثارها على طباعه وسلوكه وحياته اليومية .
الحلبوسي الشاب العراقي الذي حمل منصب ابن الشعب ورئيس برلمانه يعطيه مع كل مبادرة ولقاء بالناس حق قدره ، ويعكس طيبة هذا الشعب ونبله فترى حرارة اللقاء واحده سواء كانت في شوارع الانبار او مجالس النجف وكربلاء أو بين اهله في الديوانية التي التقى فيها زملاء الدراسة من المهندسين الشباب الذين استقبلوه بما يستحق أو في قضاء أبو غريب المُدمر خاصرةُ العاصمة بغداد !
هل السيد محمد الحلبوسي حالة نادرة ، ربما تبدو نادرة في السياسة التي لاياتي الى الناس من عليائها بل ياتيهم من شعابها وقواعدها وهموم الناس المتعلقة بصلاحها ، لكنها ليست نادرة في مجتمع قدم صورا متميزة للعالم في الاصالة والكرم والهمة والاستعداد للعمل و بناء هذا البلد المتعب على الصعد كافة .
لقد واجه السيد الحلبوسي اصعب الملفات الداخلية والخارجية منذ تسلمه رئاسة مجلس النواب ، المجلس الصعب المنقسم على كل شيء ، والنعرات الفئوية التي تتحكم بمسار الحياة كلها انطلاقا من اروقته ، فخرج منتصرا بالعراق بوحدته وهو يتصدى للمخطئين المقربين قبل المخطئين الأبعدين ، وكان وطنيا يعرف قيمة الدم العراقي وحدود الارهاب وداعميه ، ومثيري الفتن من جميع الجهات التي لاتريد الخير لهذا البلد العزيز.كما يعرف بالضبط كيف يمكن التوفيق بين حاجة العراق وعزة نفسه.
ولهذا كانت قوة الموقف وسرعة الحسم وتقدير المهمة سواء في لقائه مع الادباء والصحفيين او لقائه مع العمال والفلاحين والعاطلين والمتظاهرين، جنوبا او شمالا غربا وشرقا يحل القرار الصحيح ومبادرة الخير السباقة حيثما حل الحلبوسي.
لهذا اكتسب هذا الرجل كل هذا الثناء وحصد قناعة العراقي التي لن يعطيها بسهولة في هذه الايام ، قناعة العراقيين بأنّ هناك من يعمل ويفكر ويحضر بينهم حيثما تطلّب الموقف من أجل اعلاء رفعة اسم العراق في الاوساط العربية وتقديم اولويات مصالحه في لقاءاته الدولية الى حل العقد الاجتماعية التي تفرزها الحوادث الطارئة ، هذه القيم العراقية الصحيحة التي ينتظرها العراقيون منذ التغيير حتى اليوم يفتشون عنها بين من يتسلم المسؤولية ويتحمل عبء مهمة ادارة هذا البلد ، تعيد الثقة للشارع العراقي والامل بان تكون هناك اسوة عامة لشباب المستقبل من جميع المكونات والمدن تتخذ من الحلبوسي قدوة ونموذجا للادارة المتوازنة وحفظ مصالح البلاد بتواضع الاصلاء وحكمة الشباب الذين يواجهون تحديات العصر الحديث ، لننتقل من جيل الى جيل بانسيابية وتفهم ولغة الحوار الوطني المخلص .
واذا كانت زيارة الديوانية وقضاء ابو غريب ولقاءات الحلبوسي الحميمية قد فتحت قريحة هذا الموضوع فانها مناسبة لاستعادة اثر هذا الرجل البارز في زمن قياسي عَبَرَ خلاله الكثير من المصاعب والعراقيل والانفاق السياسية ، ليس ليصل بنفسه سالما من الخطأ بل ليصل بمشروع العراق الواحد ، وشعبه الكريم الامن ، والسبل السليمة لحل مشاكله المستعصية ، بالحلبوسي يتجدد الامل وبشبابنا الذين على شاكلته ينهض العراق الذي لابد له ان ينهض دائما.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here