الخلافات داخل هيئة الحشد تبلغ الذروة .. تراجع عن تشكيل قوة جوية وتوقع انشقاقات

الخلافات داخل هيئة الحشد تبلغ الذروة .. تراجع عن تشكيل قوة جوية وتوقع انشقاقات

اشتدت حدة الخلافات ، بين نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، في العراق المقرب من إيران أبو مهدي المهندس، ورئيس الهيئة فالح الفياض، على خلفية إعلان المهندس تشكيل قوة جوية، فيما هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالتبرؤ من الحكومة.

وقررت هيئة الحشد الشعبي يوم الخميس، تأسيس قوة جوية، وذلك بعد أيام على سلسلة هجمات جوية طالت معسكرات ومخازن العتاد التابعة لها في البلاد.

لكن الهيئة تراجعت عن تشكيل تلك القوة بسبب الخلافات بين المهندس والفياض ، إذ نفى المكتب الإعلامي لرئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، فالح الفياض، في اليوم نفسه (امس الخميس)، الأنباء المتداولة حسب وثيقة موقعة من نائبه، أبو مهدي المهندس، حول تشكيل قوة جوية في الحشد.

وذكر بيان صدر عن إعلام الحشد أن ”مصدرًا مخولًا في هيئة الحشد الشعبي، نفى، صحة صدور قرار بتشكيل قيادة للقوة الجوية للحشد“.

وقال المصدر، الذي لم يُذكر اسمه، إنه ”لا صحة لما تداولته بعض وسائل الإعلام بصدور قرار بتشكيل قيادة للقوة الجوية للحشد الشعبي“.

وكان قد جاء في وثيقة موقعة من نائب رئيس الهيئة ، جمال جعفر آل إبراهيم الملقب بأبو مهدي المهندس، «بالنظر للصلاحيات المخولة إلينا ولمقتضيات المصلحة العامة، نسبنا تشكيل مديرية القوة الجوية، ويكلف السيد صلاح مهدي حنتوش مديراً للمديرية بالوكالة للتنفيذ».

من جهته ذكر مصدر مطلع ، على طبيعة الخلافات داخل الهيئة بين المهندس والفياض ، أن ”رئيس الهيئة فالح الفياض، كان في زيارة إلى خارج العراق، عندما أعلن نائبه أبو مهدي المهندس، تشكيل القوة الجوية، دون الاتفاق على ذلك، أو معرفة طبيعة تأسيس تلك القوة من قبل القيادات الأمنية العراقية“.

وأضاف المصدر، رافضاً الكشف عن اسمه، أن ”الخلافات بين الطرفين تفاقمت، إذ رفض الفياض الحديث عن قوة جوية في الوقت الراهن، واعتبر ذلك مجازفة بالعراق، في ظل الظروف الإقليمية المعقدة، خاصة مع صعوبة تأسيس هذا التشكيل، مع العداء وتوتر العلاقة بين الولايات المتحدة، والحشد الشعبي، فضلًا عن مسألة تجهيز الطائرات، والقواعد المناسبة، وتدريب الكوادر، وغير ذلك من التفاصيل الجزئية التي تحتاج إلى سنوات للانتهاء منها“.

ومن شأن تلك القوة أن تمكن الحشد الذي يضم في صفوفه ميليشيات موالية لإيران، من امتلاك طائرات عسكرية، وقواعد جوية للرصد والمتابعة.

وكان مصدر مطلع في هيئة الحشد الشعبي، كشف لـ (باسنيوز)، إن «الإعلان عن هكذا مديرية إعلامي فقط، والهدف منه القول بأن مليشيات الحشد أصبحت لديها قوة جوية، وسوف ترد على أي طيران معادي».

وبيّن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه «في الحقيقة فإن مليشيات الحشد الشعبي لا تملك أي منظومات دفاع جوي أو رادارات ، والهدف من هذا الإعلان إعلامي بحت وللاستهلاك المحلي، والدليل أن الهيئة هي من سربت الكتاب إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي».

وكانت قوات الحشد الشعبي التي تشكلت في العام 2014 بفتوى من المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني وتضم فصائل غالبيتها موالية لإيران، حمّلت إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية سلسلة الانفجارات والهجمات بالطائرات المسيرة التي استهدفت مقارها خلال الأسابيع الأخيرة، لكن بغداد امتنعت عن توجيه أي تهمة مباشرة حتى الآن.

على الجانب الآخر أثارت تغريدة أطلقها زعيم التيار الصدري التكهنات بغضب الصدر وتياره الواسع من تحركات أبو مهدي المهندس، وحديثه عن قوة جوية للحشد الشعبي.

ولوّح مقتدى الصدر في تغريدة عبر ”تويتر“ بالبراءة من الحكومة العراقية.

وقال الصدر، إن ”ذلك (لم يسمه) نهاية الحكومة العراقية، ويُعدُّ تحولًا من دولة يتحكم بها القانون إلى دولة الشَغَب”، معلنًا “براءته من الحكومة إذا لم تتخذ إجراءاتها الصارمة”.

ولم يُحدّد الصدر في تغريدته؛ الأمر الذي دعاه لإطلاق التهديد بالبراءة من الحكومة.

لكن مراقبين للشأن السياسي، في البلاد اعتبروا أن الصدر يشير بذلك إلى نشاطات بعض قادة الفصائل المسلحة غير المنضبطة، والتي تسعى إلى زج العراق في أتون حرب خارجية.

وقال المحلل السياسي العراقي ، أحمد العبيدي، إن ”تغريدة الصدر وتوقيتها واضح، وهي بلا شك تتجه نحو مسألة إعلان المهندس تأسيس قوة جوية للحشد الشعبي، وهو ليس خوفًا من امتلاك الحشد العراقي سلاحًا جويًا، بقدر الشكوك من هيمنة الإيرانيين على هذه القوة في حال تشكيلها، خاصة مع عدم امتلاك الحشد الإمكانيات المعقولة في هذا الجانب“.

وأضاف العبيدي، في تصريح صحفي ، أن ”تحركات أبو مهدي المهندس الأخيرة، وتحفيزه الفصائل المسلحة على القتال في صفوف الإيرانيين، وإعلانه إمكانية استهداف سفارة واشنطن في بغداد، على الرغم من امتلاكه صفة رسمية في الدولة، أزعج الكثير من القيادات السياسية، مثل عمار الحكيم، ومقتدى الصدر، وبرهم صالح، إذ مثل تلك التعليقات تجعل الحكومة في حرج بالغ أمام المجتمع الدولي“.

وتابع أن ”الخلافات داخل هيئة الحشد بلغت ذروتها، وربما خلال الساعات المقبلة سيشهد الحشد انشقاقًا واضح المعالم، بين الموالين لإيران، ويقودهم أبو مهدي المهندس، والموالين للقرار العراقي الذين يمثلهم بشكل كبير فالح الفياض“.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here