نيويورك تايمز: داعش يستخدم الأبقار لتنفيذ هجمات على القرى المحررة

ترجمة / حامد أحمد

لم يعد تنظيم داعش يستعين بالبشر لتنفيذ هجماته الانتحارية وذلك بعد النقص الحاد الذي يعانيه في تعداد مسلحيه الآن،

ولهذا السبب فانه لجأ إلى إسلوب تكتيكي جديد وذلك باستخدام أبقار كانتحاريين . استنادا إلى العقيد غالب العطية، المتحدث باسم قيادة شرطة محافظة ديالى فان سكنة منطقة الإصلاح ذكروا السبت أنهم شاهدوا منظرا غريبا: بقرتان تتجولان في الجانب الشمالي من القرية وقد ربطت حولهما أحزمة ناسفة .

وقال العقيد العطية إن الحيوانين تجولا عند أطراف التجمع السكني للقرية وعندما كادا أن يصلا قرب بعض البيوت تم تفجير الأحزمة الناسفة عن بعد حيث قتلت البقرتان وتسببتا بإلحاق أضرار بالبيوت المجاورة ولكن دون حدوث أي خسائر بشرية .

واستنادا لتقييم العقيد للحادث فان الهجوم يؤشر إلى أن تنظيم داعش، الذي يعاني الآن نقصا حادا بين صفوفه بعد أربع سنوات من المعارك مع القوات العراقية المدعومة من القوات الأميركية الخاصة وقوات التحالف، قد لجأ إلى أساليب غير تقليدية في تنفيذ هجماته لافتقاره إلى القوة البشرية .

مع ذلك، ذكر عدة شهود عيان أن استخدام أبقار لنقل قنابل ومتفجرات تعد ستراتيجية غريبة في العراق وذلك لغلاء ثمن هذه الحيوانات للحومها ولبنها. أقل سعر بقرة يمكن ان يكلف بحدود 1,200 دولار أو أكثر، وليس هناك أحد في المنطقة يذكر أنه شاهد مرة في حياته أن يتم إرسال بقرة لتلاقي حتفها بهذه الطريقة الشنيعة . وقال مسؤولون أمنيون في قيادة شرطة ديالى إن الأبقار قد تم التبرع بها لتنظيم داعش من قبل بعض القرى في المنطقة التي يعتقد بأنها متعاطفة معه .

استخدام الحيوانات كوسيلة للتفخيخ ليس بالأمر الجديد. خلال حقبة الحرب الأهلية الطائفية للفترة من 2003 إلى 2009 استخدم الإرهابيون في حينها من تنظيم القاعدة في العراق جثث الحيوانات والماشية لحشوها بقنابل ومتفجرات ووضعها في قارعة الطريق لكي تنفجر على المدنيين والعوائل وهم يحاولون إخلاء الطريق منها.

عقيد الشرطة العطية وصف الهجوم بأنه يخدم عدة أغراض لصالح تنظيم داعش، الغرض الأساسي هو أن يبين استمرارية تواجده في المنطقة. وكذلك فان ربط القنابل بالأبقار وإرسالها إلى القرية يعني أن مسلحي تنظيم داعش استطاعوا الوصول لمكان قريب جدا بحيث يمكنهم إطلاق الأبقار قرب مدخل القرية دون أن يمسكهم أحد وأنه باستطاعتهم البقاء ضمن مسافة قريبة تمكنهم من تفجير القنابل عن بعد.

وأضاف عقيد الشرطة أيضا أن هذه الهجمات تظهر أهداف التنظيم ببث الرعب في المناطق التي يرومون دخولها مستقبلا. هذه المنطقة هي قريبة من الطرق الرئيسة المؤدية لمحافظات مجاورة .

وقال العطية: “سيستمر تنظيم داعش بمحاولاته لاختراق تلك المناطق التي يعتبرها ستراتيجية لتحركاته .”

خلال العام الماضي شهدت مناطق شمال شرقي ديالى هجمات تكاد تكون أسبوعية من قبل مسلحي تنظيم داعش، بضمنها هجمات استخدمت فيها هاونات وعبوات ناسفة وكذلك هجمات بأسلحة خفيفة واختطافات . وقال خبراء أمنيون إن بعض تلك الهجمات استهدفت قرية الإصلاح، رغم ذلك فانها تعتبر من أحد المناطق التي ذكر الجيش العراقي مؤخرا أنها خالية من أي تواجد لتنظيم داعش.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here