أي رثاء هذا يا أبا عبد الله

سالم سمسم مهدي

عندما يخرج شعب كامل في أطول مسيرة عرفها التأريخ لأحياء ذكرى أفجع عزاء أصاب بيتاً من بيوت الانبياء ….

وعندما تتخلى المدللات عن خدرهن ليقصدن كربلاء ماشيات حافيات مرهقات كي يعدن للأذهان ما حصل لزينب وسكينة وبنات هاشم في الغاضرية …

وعندما يتخلى ذوي الجاه والأموال عن تزمتهم ووسامتهم ويتزاحمون مع الفقراء في طريق يا حسين من أجل أن يتشرفوا بلمس شباك ضريح سبط النبي ….

وعندما تشهد المطارات في أغلب دول العالم تزاحماً بالركاب الذين يطمحون بالوصول إلى أرض العراق كي تتكحل نواظرهم بمرأى قباب أضرحة النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ….

وعندما تتزاحم الملايين طوابير عند بوابات الحدود من دون أن ينال منها التعب والنصب وهي تسعى متلهفة للوصول إلى ثرى أرض الطفوف …

وعندما تمتد أطول سفرة طعام في العالم تيمنا بسفرة هاشم الذي كان أول من هشم الثريد لإطعام جياع مكة فقيرهم وغنيهم يوم ضربت المجاعة أرضهم وأصبح المال لا قيمة له مقابل شحة الغذاء …

وعندما تخرس ألسنة السوء من التكفيريين والوهابيين وأعداء الأنبياء وتتقصد تجاهل ما يحصل هذه الأيام في أرض وادي الرافدين التي أختارها الإمام علي داراً ومقراً …..

وعندما تشهد مختلف عواصم العالم مجالس عزاء تصدح فيها الاصوات بذكر الحسين وصحبه بلا كلل أو ملل أو تراخي …..

وعندما تخرج موسوعة غيتس عن مبادئها ولا تسجل للعراقيين هذا الفوز الساحق وهذه المرتبة التي لا يدانيها استعدادا للبذل في سبيل الحسين الشهيد …..

عندها فقط يعرف الجميع كم أن الله الكريم قد وقف مع شهداء كربلاء في ذكرى استشهادهم ليهبهم هذه المنزلة التي لا تدانيهاً منزلة فهنيئا لكم جميعاً ما أنتم فيه من عز وكرامة وحياة خالدة….

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here