تأملات في القران الكريم ح435 سورة المرسلات الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ{20}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ ) , حقير , ضعيف , النطفة , منتن .

فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{21}
تستمر الآية الكريمة ( فَجَعَلْنَاهُ ) , النطفة , ( فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ) , مكان حصين وهو الرحم .

إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ{22}
تستمر الآية الكريمة ( إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ) , الى المقدار الذي قدره الله تعالى للولادة .

فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ{23}
تضيف الآية الكريمة ( فَقَدَرْنَا ) , على ذلك , ( فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) , نحن .

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{24}
تستمر الآية الكريمة مكررة ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , وعيد للمكذبين بقدرته جل وعلا .

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً{25}
تضيف الآية الكريمة ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً ) , ضامة او مساكن .

أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً{26}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً ) , تضم الاحياء مما لا يحصى عددهم على ظهرها , وتضم الاموات مما لا حصر له في باطنها .
( نظر أمير المؤمنين عليه السلام في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال هذه كفات الاموات أي مساكنهم ثم نظر إلى بيوت الكوفة فقال هذه كفات الاحياء ثم تلا هذه الآية ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .

وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً{27}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ ) , جبال مرتفعة , تشمخ بعلوها وضخامتها , ( وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً ) , عذبا .

وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{28}
تستمر الآية الكريمة مكررة ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , وعيد وتهديد للمكذبين بمثل هذه النعم .

انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ{29}
تستمر الآية الكريمة مخاطبة الكفار ( انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) , من العذاب .

انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ{30}
يستمر الخطاب في الآية الكريمة ( انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ ) , ذي ثلاث شعب من النار , او هو الدخان المتصاعد من جهنم يتفرع الى ثلاث شعب , يستظلون به .

لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ{31}
تضيف الآية الكريمة ( لَا ظَلِيلٍ ) , لا يظلهم ذلك الظل , فيقيهم من حر ذلك اليوم , ( وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ) , كما ولا يمنع عنهم شيئا من حرارة اللهب .

إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ{32}
تضيف الآية الكريمة ( إِنَّهَا ) , أي النار , ( تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) , تقذف شرارا , حجم الشرارة الواحدة كالقصر من البناء .

كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ{33}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ ) , جمع جمال , ( صُفْرٌ ) , سود , وذلك لان سواد الجمل يميل الى الصفرة .

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{34}
تستمر الآية الكريمة مكررة ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , وعيد وتهديد للمكذبين بوعيده جل وعلا .

هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ{35}
تستمر الآية الكريمة ( هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ ) , في هذا اليوم لا ينطق الكفار ، يحتمل لعدة اسباب منها:
1- من فرط الذهول.
2- او لعدم الاذن لهم بالكلام.
3- او ليس لديهم ما يقولونه.
4- كل ما سيقولونه سيكون حجة عليهم .

وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ{36}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) , لا عذر لهم ذلك اليوم .
( عن الصادق عليه السلام الله أجل وأعدل وأعظم من أن يكون لعبده عذر لا يدعه يعتذر به ولكنه فلج فلم يكن له عذر ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{37}
تستمر الآية الكريمة مكررة ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , وعيد وتهديد للمكذبين بما تقدم .

هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ{38}
تضيف الآية الكريمة ( هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ) , بين الحق والباطل , ( جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ ) , يجمع فيه الكفار اللاحقين مع الكفار السابقين .

فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ{39}
تستمر الآية الكريمة ( فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ ) , حيلة في دفع العذاب , ( فَكِيدُونِ ) , فأفعلوه , لتنقذوا انفسكم من العذاب والانتقام , وذلك اظهارا لعجزهم .

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{40}
تستمر الآية الكريمة مكررة ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , وعيد للمكذبين , اذ لا حيلة لهم في الخلاص من العذاب .

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ{41}
تستمر الآية الكريمة مقررة ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ) , ان الذين اتقوا واعدّوا العدة لهذا اليوم , فهم في الجنات ذات الظلال الوارفة والانهار المتنوعة والمتعددة .

وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ{42}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) , وايضا لهم فيها ما تشتهي انفسهم من مختلف صنوف الفاكهة , وفيها بيانين :
1- ان ارزاق اهل الجنة تكون وفقا الى ما تشتهيه انفسهم , خلافا لأرزاق الدنيا التي لا تكون الا على قدر السعة والطاقة .
2- بيانا الى حالة الترف اللامتناهي لسكان الجنة , خلافا الى حالات الترف في الدنيا , حيث ينتظر المترف فيها ما يطلبه .

كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{43}
تضيف الآية الكريمة ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) , يقال لهم على لسان ملائكة الجنة “كلوا واشربوا ما تشتهون , مهنئين , حيث لا منغصات , وذلك ثمرة اعمالكم في الدنيا” .

إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ{44}
تستمر الآية الكريمة ( إِنَّا كَذَلِكَ ) , بمثل هذا الجزاء , ( نَجْزِي الْمُحْسِنينَ ) , من احسن العمل .

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{45}
تستمر الآية الكريمة مكررة ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , وعيد للمكذبين بهذا الثواب .

كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ{46}
تنتقل الآية الكريمة لتخاطب الكفار في الدنيا ( كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً ) , فأن متاع الدنيا سريع الزوال , ( إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ ) , بكفركم وشرككم ومعاصيكم .

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{47}
تستمر الآية الكريمة مكررة ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , وعيد للمكذبين , وذلك لانهم عرّضوا انفسهم للعذاب ببيعهم اخرتهم الدائمة بمتاع الدنيا الفانية .

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ{48}
تضيف الآية الكريمة ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا ) , صلوا , اخشعوا , ( لَا يَرْكَعُونَ ) , لا يصلون استكبارا .
مما يروى في سبب نزول الآية الكريمة , انها نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة فقالوا لا نحني , بمعنى لا نحني ظهورنا , او ننكب على وجوهنا .

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{49}
تستمر الآية الكريمة مكررة ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) , وعيد للمكذبين للمستكبرين على عبادته جل وعلا .

فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ{50}
تختتم الآية الكريمة ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) , ان لم يؤمنوا بالقرآن , فبأي كتاب سيؤمنون ؟ ! .

حيدر الحدراوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here