عامان على تحرير نينوى: مليون مشرد والتخصيصات تكفي لإصلاح 10% من الدمار فقط

بغداد/ وائل نعمة

مرت في الأسبوع الماضي الذكرى الثانية لتحرير نينوى بالكامل، المحافظة الأكثر عرضة للدمار بين المدن التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش،

ورغم ذلك ما زالت نسب الإعمار متدنية ونحو مليون مواطن مشرد وبعيد عن منزله.

وتلقت نينوى خلال العامين الماضيين – بعد التحرير- أموالاً تقدر بنحو تريليون دينار، لكنها تعتبر وبحسب مسؤولين قطرة في بحر بالنسبة للدمار الهائل الذي خلفه داعش والعمليات العسكرية التي استمرت لما يقارب 10 أشهر.

وبحسب تقديرات الخبراء والمسؤولين في نينوى، فان إعادة إعمار المحافظة يحتاج إلى ما يقارب 50 مليار دولار.

حسام العبار، عضو لجنة الخدمات في مجلس محافظة نينوى يقول لـ(المدى) إن نسب الإنجاز في عملية إعمار نينوى “تتفاوت بين مفصل وآخر من المفاصل الحيوية في المحافظة”، وذلك لأسباب تتعلق بالميزانية المرصودة وإجراءات إحالة المشاريع.

واستناداً إلى العبار فان نسب الإنجاز في قطاعات الصحة والجسور وتبليط الشوارع، هي الأقل، حيث تتراوح بين 20 إلى 25 %.

المجمعات الصحية الأكبر في نينوى والتي تقع في الموصل، بعضها بنسب الإنجاز لا تتعدى صفر % مثل المجمع الطبي في الساحل الأيمن والذي يضم 3 مستشفيات وكلية الطب.

بالمقابل يقول المسؤول المحلي إن هناك 28 مليار دينار مرصود إلى مستشفى السلام في الساحل الأيسر، لكن العمل لم يبدأ حتى الآن.

أما الجسور الخمسة الحيوية في الموصل والتي تربط المدينة ببعضها وبالمدن الأخرى، فانه ووفق ما يؤكده العبار، جسر واحد منها فقط قد تم إعماره، بينما العمل في الجسر الثاني والثالث فان نسب الإنجاز 30%، والاثنين المتبقيين لم يبدأ العمل بهما حتى الآن.

في قطاع المدارس، يتحدث المسؤول المحلي عن نسب إنجاز تصل إلى 60%، حيث تمت إعادة إعمار 1200 مدرسة تعرضت إلى أضرار بنسبة 30%، بينما هناك 250 مدرسة مدمرة بالكامل لم يعمر أي منها حتى الآن.

بالمقابل يقول المسؤول المحلي إن هناك نسب إنجار جيدة بحدود الـ70% فيما يخص قطاع المجاري والماء الصالح للشرب، و60% بالنسبة لأعمال الكهرباء، مؤكدا حاجة المحافظة إلى 60 مليون دولار لإكمال القطاع الأخير.

واستنادا للعبار، فان المحافظة تسلمت عام 2018 (إعلان تحرير نينوى بالكامل كان نهاية آب 2017)، 131 مليار دينار، وفي العام الحالي 256 مليار دينار، ضمن المبالغ المخصصة لتنمية الأقاليم.

بالإضافة إلى 180 مليار دينار في 2018، و270 مليار في 2019 ضمن مبالغ إعادة الاستقرار في نينوى، لكن المسؤول المحلي يقول إن “تلك المبالغ تساوي 10% من حاجة نينوى لإعادة إعمارها”.

تعويضات ومنح الحرب

وتعرضت نينوى خلال السنوات الثلاث تحت سيطرة داعش إلى دمار هائل في المنازل قدر بـ70 ألف منزل مدمر 20 ألف منها في الساحل الأيمن للموصل، نصفها على الأقل في وسط الساحل، المعروفة بـ”المدينة القديمة”.

ويقول العبار إن ملف التعويضات الخاصة بأضرار الحرب ما زال متعثراً “ولم يحصل أي مواطن على أي تعويض حتى الآن”. وقدرت طلبات التعويض بملايين الملفات.

بالمقابل حصلت نينوى على عدة منح، منها 100 مليون دولار وهي منحة من تركيا لإنشاء مطار الموصل. ويقول العبار إن إجراءات الإحالة لم تكتمل بعد وإن شركتين تركيتين تتنافسان على المشروع.

بالإضافة إلى 50 مليون دولار منحة من الإمارات تحت إشراف اليونسكو لإعمار المناطق الأثرية، وهي مخصصة لجامعين بينهما جامع النوري وكنيسة الساعة، مشيرا إلى أن مدة إنجاز جامع النوري هي 5 سنوات.

وما زالت هناك 3 مقترحات قدمت من 3 جهات تتعلق بالمدينة القديمة التي تضم مواقع أثرية، ولم يتم اعتماد أي مقترح حتى الآن.

وعن تراجع نسب الإنجاز فيها، يقول العبار إن “المنح التي وعدت دول بإعطاها إلى المناطق المتضررة في العراق بمؤتمر الكويت قبل نحو عامين لم تصل حتى الآن، كما أن هناك خلافات سياسية ما زالت تعطل بعض المشاريع”.

بالمقابل مهد الاستقرار الأمني في نينوى إلى أن تبدأ بعض القطاعات بالعمل في المحافظة، فيما يقول المسؤول المحلي: ما زلنا ننتظر وعود وزارة الداخلية بإعادة أكثر من 13 ألف عنصر أمني، كان من المفترض أن يعودوا في أيلول الحالي، لكن لا يوجد تخصيص أموال لهذه الشريحة حتى الآن.

أزمة النازحين

من جانب آخر يعطل إعادة الإعمار خصوصا في الساحل الأيمن وغرب نينوى عودة مئات آلاف من النازحين.

واستنادا لشيروان الدوبرداني، وهو نائب عن نينوى أنه قال في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس إن هناك “17 مخيما في كردستان خاصا لسكان سنجار وتضم 350 ألف شخص لم يعودوا حتى الآن إلى مناطقهم”.

بالإضافة إلى مخيمات الخازر قرب أربيل، وتضم نحو 4 آلاف عائلة من سكان الحضر والبعاج وتلعفر وتل عبطة. وأشار النائب إلى أن أغلب هؤلاء العوائل “لديهم مشاكل عشائرية تمنعهم من العودة”.

إلى جانب ذلك هناك 4 آلاف عائلة أخرى موزعة في مخيمات أخرى داخل نينوى، فضلا عن 42 ألف عائلة في مدن كردستان يسكنون في منازل مستأجرة (أربيل، دهوك، والسليمانية)، ومئات العوائل الأخرى التي تسكن مناطق الفرات الأوسط وخصوصا من سكان تلعفر. بالمقابل يؤكد الدوبرداني، وهو عضو لجنة الأقاليم في مجلس النواب، صدور قرار من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يقضي بإخراج “جميع نازحي المحافظات الساكنين في مخيمات داخل نينوى وهم من صلاح الدين وديالى وكركوك والأنبار”، مبينا أن أغلبهم لا يملكون منازل أو عليهم منع من فصائل مسلحة في مناطقهم.

ويقول النائب إن “هؤلاء عددهم 5 آلاف عائلة كانوا يسكنون في مخيمات جنوب الموصل التي تضم بنسبة 80% منها عوائل تنظيم داعش”. وأكد الدوبرداني أن تلك العوائل “قسمت إلى خمس وجبات ونقلت إلى الأنبار وكركوك وصلاح الدين”، فيما منع السكان عودتهم إلى مناطقهم ولاحقت البعض منهم بالرمانات اليدوية.

وينتقد النائب عملية ترحيل النازحين من مخيم إلى آخر بدون حلول، فيما قال إن “بعض المرحلين هربوا إلى مخيمات الخازر لأنهم لا يريدون العودة إلى محافظاتهم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here