صرخة الحسين صرخة الحرية والانسان الحر

لا شك انها اول صرخة للحرية صرخها الأمام الحسين فكان اول انسان حر على وجه الارض ( كونوا أحرارا في دنياكم) انه لم يطلب المساعدة لم يطلب الانتماء اليه والتفرق عن عدوه بل كل ما كان يطلبه هو ان يكونوا احرارا في عقولهم في قناعتهم

لانه يريد انسان حر في عقله في قناعته فالانسان الحر حتى وان اختلف في وجهة نظره في رأيه في معتقده فمنطلقه الخير والاصلاح والبناء على خلاف العبد المحتل عقله فهذا منطلقه دائما الشر والفساد والتخريب

لهذا وقف الامام الحسين في يوم الطف بين الصفين بين انصاره والطرف الآخر قائلا نحن وانتم على دين واحد (رغم الاختلاف في وجهات النظر في الرأي والفكر) فأذا وقع السيف بيننا وبينكم اصبحتم انتم دين ونحن دين أنتم أمة ونحن أمة وهذا يعني الاختلاف في الفكر في الرأي في وجهة النظر في المعتقد لا يعني اننا اعداء بل اننا على دين واحد اي اننا جميعا نريد الخير الاصلاح بناء الحياة وسعادة الانسان لان هذا الاختلاف في الرأي في الفكر في وجهة النظر هو وراء كل تغيير وتجديد ولولا هذا الاختلاف لما حدث اي تغيير وتجديد في الحياة

وهذا يعني حرية العقل تطور العقل وتخلق الاختلاف في وجهات النظر في الرأي في الفكر وهذه الاختلافات الفكرية من خلال تفاعلها تلاقحها مع بعضها تخلق فكرة جديدة نتيجة لهذا التفاعل والتلاقح لا التصارع يحدث التطور والتجديد في كل مجالات الحياة

فصرخة الامام الحسين في رفض الاعتراف ببيعة الطاغية يزيد بن معاوية كانت صرخة للحرية حرية العقل كانت رفضا للعبودية لاحتلال العقل بوجه الطاغية وقام الطاغية بذبحه وهكذا جسد الامام الحسين الجهاد الاسلامي ما هو الجهاد فالجهاد في الاسلام ليس غزو الأخرين وفرض رأيك وجهة نظرك عقيدتك عليهم وقتلهم وسبي نسائهم ونهب اموالهم فهذه عادة جاهلية حرمها الاسلام وكفر من يقوم بها التي سميت بالفتوحات لهذا لم شترك فيها احد من اهل التشيع واذا هناك بعض الروايات تؤكد ذلك فانها كذب وافتراء وضعها اعداء الحرية اعداء الحياة

وعندما طلب منه الطاغية يزيد عدو الله والحياة والانسان فرد بقوة قائلا( والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما) فالانسان الحر يرى الموت مع الظلم مع العبودية سعادة والحياة معهم الا شقاء

فمهمة الانسان الحر اقامة العدل وأزالة الظلم فهي المهمة الاساسية على خلاف مهمة العبد فهذا لا يعيش الا في ظل العبودية وكل همه ان يرضي سيده للحصول على مكرمته وهذا ما شاهدناه في تصرفات عبيد معاوية وال سعود وصدام وغيرهم

فأقامة العدل وازالة الظلم ليس امر سهل يتطلب اولا رفض العبودية والتصدي للعبيد يعني تحرير العقول من اي قيد وينطلق من عقل حر وقناعة حرة لهذا قال اني سمعت جدي رسول الله من رأى منكم حاكما ظالما جائرا ولم يتصدى له بقول او فعل فكان من انصاره

فالخلاف بين الامام الحسين الحر وبين يزيد العبد هي

الامام الحسين يدعوا الى الحرية والتصدي بقوة للحاكم الظالم المستبد ومن لم يتصدى له بقول او فعل يعتبر عاصيا لله

اما يزيد العبد يدعوا الى العبودية ويحذر من الخروج على الحاكم الظالم الفاسد مهما كان ظلمه وفجوره وجرائمه حتى وان ضرب جلدك وهتك عرضك ونهب مالك ومن يخرج عليه فهو عاصيا لله

كان الامام الحسين يرى الفقر كفر الظلم كفر ويدعوا الى الانتفاضة ضد الفقر ضد الظلم ومن يدعوا اليهما

اما يزيد فكان يرى الفقر من الله والظلم من الله ومن يعترض على ذلك فهو كافر يجب قتله واغتصاب زوجته وسلب ماله

هذا هو سبب الاختلاف بين الفئة الباغية بقيادة ال سفيان وبين الحركة الشيعية بقيادة الامام علي وليس التكتف والاسبال وغسل الرجل او مسحها

متى نصل الى مستوى صرخة الامام الحسين

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here