يتفاجئون كذبا و نفاقا بما عرفوه مسبقا !

بقلم مهدي قاسم

تتظاهر كتل برلمانية و كأنها متفاجئة بفشل حكومة عادل
عبد المهدي الكسيحة *، و كأنما ليست هذه الكتل نفسها هي مَن أوجدت هذه الحكومة ، و طبلت لها و عقدت عليها أمالا كبيرة ولكنها كانت كاذبة و مضللة أصلا ، من ناحية تقديم الخدمات وتطوير المنشآت و تحديث الدوائر والمرافق والمؤسسات ، فعلوا ذلك وهم يعرفون جيدا أن حكومة
عادل عبد المهدي ما هي سوى امتداد لحكومات محاصصتية سابقة التي أوجدتها أغلبية هذه الكتل نفسها و التي أثبتت فشلها وفسادها لمرات عديدة ، و حتى الشارع العراقي نفسه لم يعوّل كثيرا على هذه الحكومة ، لأنه حدس و فطن مدركا ، و انطلاقا من تجارب مريرة سابقة ، أن هذه
الحكومة سوف لن تكون أفضل من سابقاتها لسبب بسيط وواضح إلا وهو : ـــ نفس الأحزاب والساسة الفاسدين والفاشلين هم من يقفون خلف هذه الحكومة الكسيحة ، مثلما وقفوا خلف حكومات فاشلة سابقة ، إذن فما الذي يجعل هذه الحكومة تنجح بخلفيتها المكوّنة من” الحرس القديم ” في
الوقت الذي فشلت كل الحكومات السابقة بسبب أحزابها الفاسدة حتى النخاع ؟. و بتعبير أدق أليست الأحزاب المشاركة في حكومة عادل عبد المهدي هي نفسها التي شاركت بكل الحكومات السابقة و بنفس العقلية المتخلفة و الروحية الجشعة والفرهدة المنظمة للمال العام و العاجزة عن
البناء و التطوير و التحديث ؟ ..

وها هو بعض من هذه الكتل النيابية تتظاهر و كأنها فجأة
اكتشفت ” الآن ” بؤس و عجز حكومة عادل عبد المهدي المشلولة ، و كيف إن هذه الحكومة عمليا لم تنجز شيئا مهما ونافعا لصالح المواطنين ، على الرغم من مرور ما يقارب من عام على تشكيلها ، و كيف أن الأمور والأوضاع السيئة و الرديئة و المتلكئة لا زالت باقية كما هي عليها
منذ الحكومات السابقة ، أن لم تكن تسوء يوما بعد يوم ، طبعا ، أن كل هذه التظاهرات و المفاجأة من قبل هذه الكتل النيابية أو من قبل تلك ما هي إلا حركة سيركية بائسة و مضحكة هي أخرى ، إذ تحاول إعطاء انطباع أو إيحاء زائفين وكاذبين للشارع العراقي : كم هذه الكتل النيابية
حريصة على مصالح الشعب العراقي و مهتمة بمصيره و بتفاصيل حياته المريرة و الشاقة و المعذبة !!.

وقد سبق لهم أن لعبوا نفس اللعبة ” البايخة ” في عهد الحكومات
الفاسدة والفاشلة السابقة ، محملين بعضهم بعضا مسؤولية الفشل و الفساد ..

ولكن عبثا !..

فالشارع العراقي بات يعرف جيدا بأن هذه الأحزاب الحاكمة
محاصصتيا كلها سواسية تحت سلة الفساد و الفشل ، و سواء بسواء ، و أن أية لعبة بايخة من هذا القبيل سوف لن تنطلي على أحد بعد الآن بالرغم من التهديد الفارغ باستجواب الحكومة أو سحب الثقة عنها ..

و لعل عادل عبد المهدي كان أول العارفين بأن حكومته قد
تشكّلت وهي محكومة عليها بالفشل مسبقا ، لكونها جاءت قسرا من أرحام مجدبة و عقيمة بالمرة لأحزاب هي أقرب إلى عصابات الإجرام المنظم ، عندها ميول لا تقاوم نحو اللصوصية و التخريب أكثر مما نحو البناء و التعمير والازدهار، ولكن الرغبة القوية في حب الظهور و الأضواء
و الفخفخة الرئاسية و السيادية كانت أقوى بكثير من عوامل الحفاظ على بقية باقية من قطرة خجل و حياء من التاريخ ومن الأجيال العراقية القادمة !..

فلِمَ الاستغراب ؟ ، فاليس عادل عبد المهدي هو الأخر قد
هبط علينا من أكمام معاطف أحزاب الإسىلام السياسي ” الشيعية ” ذات الجشع الكلبي المهووس نحو المال والامتيازات واللصوصية المزمنة ؟!.

هامش ذات صلة :

( أربع كتل سياسية “محرجة” من جمهورها “المتذمر” تدرس إقالة
عبد المهدي

تتصاعد التكهنات المتشائمة هذه الأيام بشأن مستقبل رئيس
الوزراء عادل عبد المهدي، وحكومته، وإمكانية أن يقدّم الأخير استقالته الطوعية، أو أن تتفق الكتل السياسية الكبيرة على إزاحته من منصبه.

وجاءت تغريدة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أكبر الداعمين
لعبد المهدي، والتي أعلن فيها “نهاية الحكومة”، إن لم تتخذ إجراءات صارمة لتعديل مسارها، لتزيد من حدة تلك التكهنات، كما عزز من ذلك عبارة غير متداولة ويشاع أن عادل عبد المهدي وجهها لزعماء بعض الكتل السياسية وقال فيها “هذا كل ما أستطيع عمله، ابحثوا عن بديل”.

وقال مصدر، فضل عدم الإشارة إلى اسمه ان “بعض الكتل السياسية
باتت تشعر بحرج شديد أمام جمهورها المتذمر من حالة الركود التي تعاني منها أغلب مفاصل البلاد في ظل حكومة عبد المهدي”.

وأشار إلى أن “كتلا سياسية غير قليلة متفاجئة من الضعف
الذي يلازم عمل رئيس الوزراء الحالي وعدم إظهاره ما يكفي من القوة للوقوف بوجه التحديات التي تواجهها الدولة، خاصة في مجال الخروقات الخارجية وبعض الفصائل المسلحة المنفلتة والملف الاقتصادي”، بحسب الشرق الاوسط.

لكن المصدر يرى أن “الكتل السياسية تدرك أن إقالة رئيس
الوزراء معقدة وصعبة، لذلك هي تفضل محاصرته سياسياً وتضطره إلى تقديم استقالته الطوعية”.

ولم يسبق أن قامت الكتل السياسية أو البرلمان العراقي باستبدال
أو إقالة رئيس الوزراء منذ 2003، كما لم يخرج أي رئيس وزراء خلال الدورات البرلمانية الأربع الأخيرة من منصبه عبر الاستقالة الطوعية خلال فترة حكمه البالغة 4 سنوات ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

(أربع
كتل سياسية “محرجة” من جمهورها “المتذمر” تدرس إقالة عبد المهدي

تتصاعد التكهنات المتشائمة هذه الأيام بشأن مستقبل رئيس الوزراء عادل عبد
المهدي، وحكومته، وإمكانية أن يقدّم الأخير استقالته الطوعية، أو أن تتفق الكتل السياسية الكبيرة على إزاحته من منصبه.

وجاءت تغريدة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أكبر الداعمين لعبد المهدي،
والتي أعلن فيها “نهاية الحكومة”، إن لم تتخذ إجراءات صارمة لتعديل مسارها، لتزيد من حدة تلك التكهنات، كما عزز من ذلك عبارة غير متداولة ويشاع أن عادل عبد المهدي وجهها لزعماء بعض الكتل السياسية وقال فيها “هذا كل ما أستطيع عمله، ابحثوا عن بديل”.

وقال مصدر، فضل عدم الإشارة إلى اسمه ان “بعض الكتل السياسية باتت تشعر بحرج
شديد أمام جمهورها المتذمر من حالة الركود التي تعاني منها أغلب مفاصل البلاد في ظل حكومة عبد المهدي”.

وأشار إلى أن “كتلا سياسية غير قليلة متفاجئة من الضعف الذي يلازم عمل رئيس
الوزراء الحالي وعدم إظهاره ما يكفي من القوة للوقوف بوجه التحديات التي تواجهها الدولة، خاصة في مجال الخروقات الخارجية وبعض الفصائل المسلحة المنفلتة والملف الاقتصادي”، بحسب الشرق الاوسط.

لكن المصدر يرى أن “الكتل السياسية تدرك أن إقالة رئيس الوزراء معقدة وصعبة،
لذلك هي تفضل محاصرته سياسياً وتضطره إلى تقديم استقالته الطوعية”.

ولم يسبق أن قامت الكتل السياسية أو البرلمان العراقي باستبدال أو إقالة رئيس
الوزراء منذ 2003، كما لم يخرج أي رئيس وزراء خلال الدورات البرلمانية الأربع الأخيرة من منصبه عبر الاستقالة الطوعية خلال فترة حكمه البالغة 4 سنوات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here