العصر البرونزي* – لورد بايرون ( 1788 – 1824 ) –

ترجمة بهجت عباس

” الأوقات القديمة الطيّـبة ” مضتْ ؛ – كل الأوقات طيِّـبة عندما تكون قديمة –

ربما يكون الحاضر إذا رغبوا ؛

الأشياء العظيمة كانتْ ، وتكون ، والأعظم منها لا يزال

يريد من بعض الناس القليلَ ولكنَّ إرادتَهم :

مسافةً واسعةً ، حقلاً أكثرَ اخضراراً ، أُعطيَ

أولئك الذين يلعبون ” أحابيلَهم أمامَ السّماء ”

لا أدري إذا الملائكة ُ تبكي ، ولكنَّ الرجالَ

بكوْا ما يكفي – لأيِّ شيء ؟ – يبكون مرّة أخرى !

II

كلُّ شيء انفجر … جيداً كان أم سيئاً …

أيها القارئُ ! تذكّرْ عندما كنتَ غلاماً ،

عندما كان بِتْ ** كلَّ شيء ، أو ، إنْ لم يكنْ ، كان الكثيرَ .

منافسُه القويّ يعتبره هكذا إلى حد كبير.

نحن ، رأينا جنسَ العمالقة الألمعيَّ منتصباً ، مثـلَ الجبابرة ، وجهاً لوجه …

آتوس *** وإيدا **** ، بخِضَمٍّ منطلق من

اللباقة بينهما ، جرى كلُّه دون عائق ،

كما تهدر الأمواج الجبارة العميقة في بحر إيجة ،

بين اليونان وساحل الأناضول .

ولكن أين همُ – المنافسون! بضعةُ أقدام ٍ

من أرض متجهِّمة تجزّئُ كلَّ منطقةٍ متحركة .

كم هادئٍ وقويّ هو القبرُ ،

الذي يُخرِسُ الكلَّ ، موجة هادئة ، غير عاصفة ،

تكتسح العالَم . الفكرة ” تراب إلى تراب ”

قديمة ولكنَّ نصفَ قصّـتها لمْ يُـرْوَ :

زمنٌ لا يـخفِّـفُ إرهابَـه … لا تزال

الدودة تلفّ طيّاتِـهِـا الباردةَ ، يحفظ القبرُ شكلَها ،

مختلفةٌ في الأعلى ، ولكنْ لا تزال متشابهةً أسفلَ ؛

ربّما تشُعّ الجرّة ، الرماد لا يتوهّج ،

ولو أنَّ مومياءَ كليوباترا عبرت البحرَ

الذي عَبْرَه أغـوَتْ أنطونيو من إمبراطورية ؛

ولو أنَّ جرّة رمادِ الإسكندر مشهد يتنامى

على شواطئَ بكى ليحتلَّ ، ولو أنّه غير معروف …

كم هو بلا جدوى ، وأسوءُ من لا جدوى ، على طول مدى

تَبينُ رغبةُ الرجل المجنون ، دمعُ المقدوني !

بكى ليُخضعَ العالمَ … نصفُ الأرض

لا يعرف اسمَه ، أو موتَـه ، ميلادَه ،

وما دمّـر ؛ ولكنَّ موطنَـه الأصليَّ اليونان

لقيَ كلَّ الدّمار ، حفظ السّلام .

بكى ” ليُخضِعَ العوالمَ ! ” هو مَنْ

لمْ يعِ العالمَ أبداً ، لهثَ لا ليستـثـنيَ أحداً !

حتّى الجزيرة الشَّماليّة المجهولة النّاشطة ،

التي احتفظت بجرّة رماده ، ما عرفتْ عرشَه قطّ ُ .

—————————————————–

* العصر الذي استعملت فيه الأدوات البرونزية ( 3500 ق. م. )

**وليم بت الأكبر William Pitt The Elder ( 1708 – 1788 )

رئيس وزراء بريطانيا وابنه

وليم بت الأصغر William Pitt The Younger رئيس وزراء

بريطانيا أيضاً من 1783 إلى 1801 ومن 1804 إلى 1806 وربما

هو المقصود في القصيدة.

*** آتوس هو أحد الجبابرة في الميثولوجيا الإغريقية وكذلك أحد الفرسان في

قصة إسكندر دوماس ( الفرسان الثلاثة ).

**** إيدا إحدى آلهة الهندوس.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here