جبهة الانقاذ والتنمية إنعطافة تاريخية وضعت المسار الصحيح لتحرك عراقي وطني فاعل يضع للمواطنةُ قيمةٌ عليا

عامر الدليمي

يعد إنبثاق جبهة الانقاذ والتنمية ، برئاسة السيد أسامة النجيفي ، وقادة القوى والاحزاب السياسية الذين انضموا تحت لواء هذه الجبهة ، والتي أعلن عن تشكيلها يوم السبت الرابع عشر من أيلول ، إنعطافة تاريخية وضعت المسار الصحيح لتحرك عراقي وطني فاعل، يضع للمواطنةُ قيمةٌ عليا ، لا تطعنُها أجنداتٌ أجنبيةٌ أو مصالحُ ضيقةٌ ، وهي بحسب الاهداف التي أنشأت من أجلها تعني العدالةَ والمساواةَ والشراكةَ الحقيقيةَ في صنعِ القرارِ، ورفض وصاية أي جهة اقليمية او طرف دولي ، أو محلي ، على مقدرات العراقيين ، والعملِ على تحقيقِ نهوضٍ وإصلاحٍ شامل ، والوقوفِ بالضدِ من كلِ منهجٍ أو سياسةٍ أو إتجاهِ يطيلُ معاناةَ الشعبِ ، ويُفقِدَه الأملَ في المستقبلِ .

ويؤكد السيد أسامة النجيفي ضمن مشروع جبهة الانقاذ على إننا ” حين نطالبُ بالحقوقِ والعدالةِ والشراكةِ فإننا نفعلُ ذلك من بابِ رفضِ المنهجِ الطائفيِ الذي يمزقُ النسيجَ الوطنيَ ، وحينَ نطالبُ بمعرفةِ مصيرِ المغيبين او إنهاءِ معاناةِ النازحين فإننا نفعلُ ذلك رفضاً للطائفيةِ التي تطيلُ معاناةَ اهلِنا ، وليكنْ واضحا ان السكوتَ عن الحقوقِ وعدمَ المطالبةِ بها يعني في جملةِ ما يعنيه تشجيعَ المنهجِ الطائفيِ وضربَ الوحدةِ الوطنيةِ ، وان الدفاعُ عن المظلومِ شرفٌ في ايِ زمانٍ ومكان ..مشيرا الى إننا مؤمنون أنَ رياحَ التغييرِ تبدأُ بإزالةِ هذا الرماد لمصلحةِ توهجٍ يَليقُ بدورِ شعبِنا الكريم..”

لقد ارتعب الأشرار والحاقدون وأعداء العراق ، ومن ارتضوا الارتماء والارتهان في المشروع الايراني من تلك الجبهة العريضة الواسعة، ومن انبثاقها ، بهذا الحجم من القوى والشخصيات التي قبلت الانضمام تحت رايتها الخفاقة، وهي تهدف الى انقاذ العراقيين وانتشالهم من واقعهم المأساوي المرير ، وانتهاك كراماتهم ، وهم الان يعولون على قيادة جبهة الانقاذ والتنمية، تحت زعامة قائدها الهمام السيد أسامة النجيفي ، بعد إن أعاد الرجل رسم خارطة طريق نهضة العراق الى حيث المعالي ، وما يرفع الرأس، وقد عمد جبين الاحرار بالشموخ والكبرياء ، ليصنع أملا مشرقا وضاء ، لعراق يكون كل ابنائه مشاركين في صنع قرارهم الوطني، ويعيدون انتشال الجمهور العريض من محن الفقر والفاقة والحرمان والتشرد والضياع والتهجير والتغييب والاختطاف والاعتقالات، ويعيد ابناء العراق المخلصون الأوفياء الآمال العريضة لجمهورهم ونخبهم، بأنهم قد اوفوا العهد وادوا الأمانة، وكسبوا رضا الدارين، بعد ان رضي الله عنهم ، لأنهم هم المعبرون عن أمل الامة والشعب في التوق والخلاص من رقة الزمن الأسود الاغبر المرير الحالك الظلمة، لتعود شمس العراق واقماره البهيجة تضيء كل زاوية مظلمة ، وتعود شمس إشراقة الكرامة تتلألأ من جديد!!

إن جبهة الانقاذ والتنمية ، ليست محاولة للانقلاب من أجل السلطة، وهي لاتبحث عن كراس مكسورة متهرئة، وهي نفسها من تمنح القيمة والمنازل الرفيعة لتلك الكراسي ومنابر السلطة ، وهي التي تبحث عن تغيير المرتكزات السياسية للعراق الجديد، وتحت أطر الديمقراطية، والدستور والقانون، وهي تنشد السلام والطمأنينة ولا تدعو الى العنف او الكراهية ضد الآخر، بقدر ما تريد ان تحفظ لمكونها هيبته، التي ضاعت، وداس عليه من جاءت بهم الاقدار في غفلة من الزمان، وقد نصبتهم الاقدار اللعينة ليكونوا هم ادوات قهر العراق وسلب كرامته والاستهانة بمقدرات شعبه، وراح كل من هب ودب يتحكم في مصير العراقيين، وترى الضربات تنهال على رؤوسهم من كل حدب وصوب ، ولا أحد يرد على حالات المذلة والهوان، ولم يعد أن بإمكانهم أن يطمأنوا أن لهم مستقبلا يمكن ان يركنوا اليه، بعد أن خذلهم سياسيو الزمن الأغبر، وقادوا شعبهم وبلدهم الى تهلكة، لم يتوقف تدهور أحوالها وزمنها، وهي تسير يوما بعد يوم من سيء الى الأسوأ!!

إنه جمع خير من رموز العراق وقادته السياسيين وبرلمانيين حاليين وسابقين وكفاءات ونخب وطنية وطاقات شابة ، إمتلأ صدرها بالايمان والشجاعة والقيم العليا، أبت الا ان تدخل مشروع نهضة وحياة وانقاذ ما يمكن انقاذه، بعد ان انحدرت مستويات الحياة بالكثيرين منهم ، وتدنت مستويات التفاؤل والأمل ، وضاقت بهم سبل الحياة ، ليجدوا في مشروع جبهة الانقاذ والتنمية التي أرسى دعائمها ووضع لبناتها الأولى السيد أسامة النجيفي رئيس تحالف القرار العراقي الأمل والتفاؤل والابتسامة وهي ترتسم على وجوه ومحيا الملايين من ابناء محافظاتنا المحررة من داعش وكل محافظات العراق، عندما ترى الاخيار والمصلحين من ابناء العراق وهم يتناخون من أجل اعلاء شأن مكونهم ورفعة رأسه ، ومن أجل الحفاظ على شرف العراقيات والعراقيين من الامتهان، تدفعهم غيرتهم الوطنية وشعورهم العالي بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية، ليؤكدوا لمن في أذنه صمم ، أن زمن الخنوع للاجنبي والاصطفاف مع أعداء العراق قد ولى وانتهى ، وان على من رضخ لارادة إيران او غيرها من دول المنطقة ان يعيد حساباته ، قبل ان يلعنه ابناء الأمة وشعب تلك المحافظات، ويلقون به في مزابل التاريخ ، غير مأسوف عليهم، لكنهم ان عادوا وتابوا وأصلحوا شأنهم ورفضوا الخنوع والمذلة من أجل بعض مكاسب لاتغني ولا تسمن فقد تغفر لهم الجماهير الغاضبة ، لكن عليهم التفكير مليا ان عودتهم مشروطة بالتبرؤ من المشروع الايراني ومن كل المشاريع الطائفية الساعية الى الاخلال بمبدأ التوازن في المكونات العراقية، وان يعلنوا على الملأ أنهم كانوا مغفلين ، وقد استهوتهم أحلامهم المريضة بالتحالف مع اعداء العراق، وها هم يريدون العودة الى احضان الوطن والشعب، وان قبل الشعب توبتهم وارتضى عودتهم، فهو أمر يعود اليهم هم أنفسهم ، قبل ان تلعنهم الاجيال ويلعنهم اللاعنون!!

وها هم أصحاب الغيرة والنخوة والشجاعة وأصحاب الضمير والوقفة المسؤولة تحت زعامة السيد أسامة النجيفي وجبهة الانقاذ العريضة الواسعة ، هم من تعلق عليهم الآمال في ان يكونوا عنوان رفعتها ونهوضها واعادة الاعتبار لمكونها ، الذي عاني ما عانى من شظف العيش وانتهاك الكرامات والاحتلالات البغيضة ، وذهب الآلاف من أبنائه تحت سياط وجور وظلم الجماعات والعصابات المسلحة ، وداعش واخواتها ، لتذيق ابناء تلك المحافظات شر الهوان ، قتلا أو تدميرا أو اختطافا او سجونا او معتقلات او مغيبين لايعرف مصيرهم وهم بالملايين ، وترفض الحكومة التعاون مع الجهات الساعية للكشف عنهم ، وليؤكد الرجال الرجال من قادة جبهة الإنقاذ والتنمية ، أن زمن الخضوع لإرادة الأشرار، وزمن الإستكانة والخنوع، وقبول الارتماء في أحضان الأجنبي ، قد ولى الى غير رجعة!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here