أبو بكر البغدادي يحضّ مناصريه على “انقاذ” مقاتليه وعائلاتهم المحتجزين في السجون ويدعوهم إلى مضاعفة جهودهم واستمرار عمليات “الاستنزاف”

نشرت مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية، اليوم الإثنين، رسالة صوتية منسوبة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بعنوان “وقل اعملوا”، يحذر فيها من أن “العمليات اليومية” مستمرة.

وقال البغدادي في كلمته الصوتية إنَّ “دولة الإسلام التي أقامها تنظيم الدولة الإسلامية ما تزال قائمة ومستمرة لتحقيق أهدافها عقب نصف عقد مضى على إقامتها”.

ودعا زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي الإثنين في تسجيل صوتي عناصره إلى “إنقاذ” مقاتليه وعائلاتهم المحتجزين في السجون والمخيمات متوعداً بـ”الثأر” لهم.

وقال البغدادي في التسجيل “العمليات على قدم وساق وفي مختلف الجهات وبشكل يومي”.

وأشار البغدادي إلى أنَّ تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يستقبل العناصر والمبايعين الذين ينضمون إلى صفوفه حتى اللحظة، وسيستمرون في قتال أعداءهم على حد قوله.

وكرر البغدادي التذكير بما قاله في كلمته المرئية التي خرج بها في الـ 29 من شهر أبريل/نيسان الماضي، والتي كانت بعد غياب لخمس سنوات، قائلاً إنَّ التنظيم شنًّ فيما أسماه غزوة الثأر لأهل الشام عمليات استهدفت ثمانين منطقة في ثمان دول، بما مجموعه خلال 4 أيام 92 عملية.

كما أضاف البغدادي أنَّ عناصر تنظيمه استهدفوا في “غزوة الاستنزاف” 11 دولة بما مجموعه 63 عملية خلال 3 أيام، متبعين إياها بـ “غزوة الاستنزاف الثانية” بما مجموعه 152 عملية، ضربت ما أسماه 10 ولايات تابعة للتنظيم ودولته على حد زعمه.

وتوعد البغدادي القوات الأمريكية وحلفاءها في مالي والنيجر الأفريقيتين واليمن وتونس وليبيا ومناطق من آسيا بمصير مشابه لمصير تلك القوات في العراق وأفغانستان وسوريا بحسب ما أفاد.

وخصص البغدادي وقتًا من كلمته لأتباعه لحثّهم على نشر عقيدة التنظيم بين المواطنين، منبهًا إياهم بقبول توبة “العاصيين” الذين يتوبون ويبايعون التنظيم، ومحذرًا أتباعه من ظلم المدنيين، ومطالبًا إياهم بتحرير المسلمين من سجون الطواغيت، وفق قوله.

ويقبع الآلاف من مقاتلي التنظيم في سجون مكتظة في العراق ومناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا حيث تؤوي مخيمات أيضاً عشرات الآلاف من أفراد عائلات الجهاديين، السوريين والعراقيين والأجانب.

وقال البغدادي في تسجيل صوتي نشرته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام “السجون السجون يا جنود الخلافة”. وأضاف “إخوانكم وأخواتكم جدّوا في استنقاذهم ودكّ الأسوار المكبلة لهم، فكوا العاني (…) واقعدوا لجزاريهم من المحققين وقضاة التحقيق ومن أذاهم”.

وسأل البغدادي “كيف يطيب لمسلم العيش ونساء المسلمين يرزحن في مخيمات الشتات وسجون الذل؟” مشيراً على وجه التحديد إلى تلك الموجودة في العراق وسوريا تحت سيطرة قوات مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، كما “في شتى بقاع الأرض”.

ودعا المعتقلين والمحتجزات إلى “الصبر”، وقال “والله ما نسيّ ولن ينسى إخوانكم الثأر لكم”.

وتؤوي مخيّمات يسيطر عليها المقاتلون الأكراد في شمال شرق سوريا عشرات الآلاف من عائلات عناصر التنظيم، بينهم 12 ألف أجنبي، هم 4000 إمرأة و8000 طفل، من عائلات الجهاديين الأجانب.

كما يقبع مئات الجهاديين السوريين والأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم في السجون.

وجرى احتجاز هؤلاء على مر السنوات الماضية على وقع هزائم مني بها التنظيم أمام قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي، والتي أعلنت في 23 آذار/مارس القضاء على الخلافة الإسلامية بعد طرد الجهاديين من آخر معقل لهم في شرق سوريا.

ورغم ذلك، لا يزال التنظيم حاضراً من خلال مقاتلين و”خلايا نائمة” في عدد من مناطق البلاد ويشنون بين الحين والآخر هجمات تستهدف بشكل خاص مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية.

وفي نهاية العام 2017، أعلن العراق “النصر” على التنظيم غير أنه واصل عمليات اعتقال المشبوهين بالانتماء إليه.

ولم تقدم الحكومة العراقية أرقاما رسمية عن مراكز الاعتقال أو السجناء، لكن بعض الدراسات رجحت وجود 20 ألف معتقل للاشتباه بصلتهم بالتنظيم.

ومنذ العام 2018، حكم القضاء العراقي على أكثر من 500 رجل وامرأة أجانب دينوا بالانتماء إلى التنظيم. وُحكم على البعض منهم بالإعدام، لكن لم ينفذ حتى الآن أي من أحكام الإعدام الصادرة بحق أي أجنبي.

ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم مجدداً.

ونادراً ما يصدر التنظيم تسجيلات صوتية لزعيمه الذي ظهر مرتين فقط، الأولى حين أعلن الخلافة الإسلامية في الموصل في العام 2014 والثانية في تسجيل صوتي في نهاية نيسان/أبريل الماضي، توعد فيه ب”الثأر” بعد معركة الباغوز في شرق سوريا.

وكرر البغدادي في التسجيل الصوتي دعوته المقاتلين إلى مضاعفة جهودهم، مشدداً على ضرورة استمرار عمليات “الاستنزاف” في مختلف الجبهات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here