افتتاح مكتبة عامة في بلدة قرة قوش بعدما دمّرها داعش

ترجمة / حامد أحمد

من بين الممتلكات العامة التي تعرضت لانتهاكات وعبث تنظيم داعش عند اجتياحه لمنطقة سهل نينوى في صيف عام 2014

كانت المكتبة المسيحية العامة في قرة قوش حيث قام مسلحو التنظيم بتدمير وحرق أو نهب معظم محتوياتها. وبمساعدة الاهالي والمتبرعين تمت اعادة فتح ابوابها للناس على أمل ان تصبح مرجعا ثقافيا وتربويا لروادها .

كان مسلحو داعش قد اضرموا النيران في المكتبة المسيحية لبلدة قرة قوش وذلك بعد سرقتهم ونهبهم لمعظم محتوياتها الثقافية والتاريخية .

ويقول القس الكاثوليكي دريد، انه عبر تعهدات من منظمات خيرية مسيحية ومتبرعين محليين بضمنها الكنيسة الكاثوليكية السريانية تمت اعادة فتح ابواب المكتبة واصبحت تباشر أعمالها كمرجع للمنطقة .

في صيف عام 2014 اجتاح مسلحو داعش بلدة قرة قوش وقاموا بتدمير بيوت وهدم كنائس بالاضافة الى المكتبة العامة وأماكن اخرى ذات اهمية في المدينة. عشرات الآلاف من المسيحيين اضطروا للهروب من منازلهم على عجل، حيث تعتبر قرة قوش ومنذ فترة طويلة بمثابة اكبر واهم تجمع للسكان المسيحيين في سهل نينوى .

قرة قوش، التي تعرف ايضا باسم بغديدة، تحررت من مسلحي التنظيم بعد مرور سنتين من احتلالها وذلك في عام 2016. وعند عودة قسم من العوائل للمدينة وجدوا آثار النهب والسرقة والدمار قد حلت بممتلكاتهم. اغلب كتب ومحتويات المكتبة قد احرقت وتم الاستيلاء عليها .وبمساعدة من متطوعين ومتبرعين تمت اعادة ترتيب المكتبة وتنظيفها ورفدها بمجموعة من كتب ومجلدات مع ترميم الكتب الباقية المتضررة على امل اعادة الحياة لها كمركز ثقافي وتربوي .

خلال فترة شهرين من العمل وباشراف من القس السرياني الكاثوليكي دريد، الذي تعهد بتنظيم المكتبة تمت اعادة فتح ابواب المكتبة للزوار .

وقال القس عن هذا الانجاز “بعد ان كانت انقاضا ودمارا ولدت المكتبة من جديد لتصبح مركزا ثقافيا. أملنا ان تكون المكتبة مكانا للالتقاء والبحث بالنسبة لطلاب العلم والادباء والاكاديميين والشعراء وكذلك القراء من عامة الناس .”

تحتوي المكتبة قسما يتعلق بالانشطة الثقافية والاجتماعية المسيحية، وتحوي ايضا ما يقارب من 650 عنوان وكتاب متوزعة على مختلف الاختصاصات والاهتمامات العلمية والدينية والرواية والكتب السياسية والادبية وكذلك كتب للاطفال والمراهقين باللغة العربية والانكليزية والفرنسية والالمانية .

وقال القس دريد ان المكتبة بحلتها وبنايتها الجديدة تعود مرة اخرى لعامة الناس وللكادر الديني والعلمي في المدينة وستكون بمثابة مركز لتثقيف جيل جديد، مشيرا الى انه يعتقد بان المكتبة ستكون عاملا مهما جدا في تحفيز الناس على القراءة وتقوية مستواهم العلمي والتربوي .

ومضى بقوله “رغم ان معالم الدمار والخراب بالاضافة الى الانقاض ما تزال تبدو للعيان في المدينة فهذا لا يمنع الناس والطلبة والكوادر المثقفة من العودة للمجيء الى المكتبة من اجل الدراسة وابحاثهم العلمية. الخطوة الثانية ستكون بانشاء ونصب شبكة انترنيت لتحقيق ارشفة رقمية أوسع في المكتبة.”

واستنادا لمصادر من كنيسة محلية فانه لحد الآن عادت اكثر من 5100 عائلة من الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم قبل خمس سنوات عادوا الى مدينة قرة قوش والمنطقة ليبدأوا بأعمال إعادة الإعمار .

عن موقع آسيا نيوز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here