الرعي العشوائي يتصدر المشهد في بغداد .. والرعاة يحملون السكاكين للمواجهة

الرعي العشوائي يتصدر المشهد في بغداد ..  والرعاة يحملون السكاكين للمواجهة

أعلنت أمانة العاصمة العراقية بغداد اليوم الثلاثاء، تعرض موظفيها لاعتداءٍ هو الثاني  خلال أقل من 24 ساعة، وذلك خلال عملهم في مصادرة المواشي التي ترعى داخل المدن.

وذكرت الأمانة في بيان: إن «كوادر الأمانة في منطقة الشعب تعرضوا إلى اعتداء بالسكاكين خلال حملة لإزالة التجاوزات المتمثلة بحظائر الأغنام ضمن منطقة الشعب شمال شرق بغداد».

وقالت الأمانة، إن «الأمر، دعا القوة الامنية المرافقة للكادر إلى اعتقال أربعة من المتجاوزين، وتسييرهم إلى الجهات المختصة مع استمرار الحملة التي شهدت مصادرة عدد من الأغنام وإزالة الحظائر».

وتمثل ظاهرة الرعي داخل المدن والأحياء السكنية مأزقًا لسلطات العاصمة، إذ تنتشر تلك المواشي بين البيوت، وتسبب على الدوام النفايات والزحامات في التقاطعات المرورية والشوارع الرئيسية.

وتعمد أمانة بغداد إلى احتجاز تلك الأغنام أو الأبقار في أماكن غير مخصصة لذلك، مع صعوبة توفير الطعام والشراب لها، إلى حين عرضها في مزاد لبيعها مرة أخرى.

أين تذهب المواشي المصادرة؟

ويقول الموظف في أمانة بغداد ماجد الحياني، إن «كوادرنا تتعرض على الدوام إلى اعتداءات بالسكاكين أو حتى بالأيدي أو الأسلحة، لكن القوات الأمنية ترافقنا وتنفذ إجراءتها ضد المتجاوزين»، لافتًا إلى أنه «خلال الساعات الماضية تعرض عدد من الموظفين إلى الاعتداء ونُقلوا إلى المستشفيات القريبة».

وأضاف خلال حديث لـ (باسنيوز)، أن «المواشي المصادرة بالفعل تشكل مأزقًا لنا، فليس هناك مكان مخصص في أمانة بغداد لاستيعابها، خاصة وأنها بحاجة إلى رعاية من الطعام والشراب، وغير ذلك، لكن تقوم الكوادر أحياناً بالذهاب بها إلى الحدائق العامة، لإطعامها، لحين عرضها على المزاد».

وتابع «المزاد هو لإعادة بيعها مرة أخرى، ونحرص على إبلاغ صاحبها بموعد عرضها في المزاد، ليتسنى له المشاركة في شرائها مرة أخرى، وفي الغالب يرفض المشترون المزايدة عليها، من باب الإنسانية، والسماح لصاحبها بشرائها بنصف السعر تقريبًا، وهو نوع من العقوبة في محاولة لإنهاء تلك الظاهرة».

واتخذت عدة مدن عراقية إجراءات صارمة خلال الأيام الماضية ضد الرعاة داخل المدن، لما تسببه تلك الظاهرة من أمراض يصعب الوقاية منها، فضلًا عن المنظر غير اللائق داخل المدن.

فساد في كوادر الأمانة

ويشاهد الذي يجوب عددًا من أحياء العاصمة وشوارعها الرئيسية في مركز المدينة المئات من رؤوس الأغنام تباع وتذبح على قارعة الطريق، بل إن بعضها يعرض قرب مؤسسات حكومية، فيما يرجع السكان المحليون تلك الظاهرة إلى غياب الرقابة وشيوع ظاهرة الفساد بين المسؤولين في الأمانة الذين يتحصلون في بعض الأحيان على مبالغ مبالية من الرعاة وأصحاب المواشي مقابل تركهم وعدم ملاحقتهم.

ويقول محمد العبيدي، أحد الرعاة الذين يجوبون مناطق العامرية والغزالية في بغداد، إن «لجوءنا إلى هذه المناطق بسبب بعدنا عن أماكن الرعي، وقربها على منازلنا، فضلاً عن توفر النفايات بشكل كبير، ما يعد طعاماً مناسباً للمواشي، دون دفع أية تكاليف لشرائها، خاصة وأن العلف الحيواني غالي نسبيًا، ومن الصعوبة الحصول عليه في مناطقنا غير الزراعية».

وأضاف  في حديث لـ (باسنيوز) أن «البلدية بالفعل محقة في فرض القانون، ونحن نبتعد قدر الإمكان عن منازل المواطنين، أوالشوارع والتقاطعات، لكن تلك الجهات، تنفذ القانون على بعض الأشخاص، وتتجاهل تنفيذه عندما يتعلق بآخرين، وهذا يعود إلى المبالغ التي يتحصلون عليها من رعاة المواشي، شهريًا، إذ يدفع أغلبهم رسوم أو إتاوات لهؤلاء، مقابل غض النظر عن وجودهم غير القانوني».

وبحسب خبراء في المجال الزراعي فإن رعي الأغنام يسبب ضررًا كبيراً بالأشجار، فالأغنام تأكل تلك الأغصان الصغيرة التي من ستزهر في الفصول المقبلة، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية للتربة والضرر على نوعيتها وأيضاً يخفف من ترشيح الماء في التربة.

لكن (أبو وائل)، وهو أحد سكان العاصمة، يقول إن «رعي الأغنام داخل المدينة مظهر غير حضاري، بسبب ما يخلفونه من أوساخ في الطرق العامة، وبعضهم يعتدي على الأراضي التي ليست ملكاً له، مما ينتج عنه شجارات مع أصحاب هذه الأراضي تصل إلى إشهار السلاح أحياناً».

ويضيف في حديث لـ (باسنيوز) «لانرغب بانتشار الرعي داخل المدينة بسبب الإزعاج الذي يسببه لنا إلا أنه أصبح أمراً شبه طبيعي فقد اعتدنا على وجودهم كل صباح داخل المدينة في معظم الأحياء السكنية».

ورغم انزعاجٍ سكان العاصمة من تلك الظاهرة، إلا أنها تنتشر حتى باتت أمراً من شبه المستحيل إيقافه، على الرغم من الحملات التي تنفذها أمانة بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here