حال العراق اذا ما أندلعت الحرب ..

حكمت مهدي جبار.

يصخب العالم بتوقعات نشوب حرب جديدة بين ايران والولايات المتحدة الامريكية أو بين أيران والمملكة العربية السعودية.حيث تتناقل ألأنباء مابين مختلف القنوات الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة استمرار التصعيد الحالي من قبل تلك الاطراف مما قد يشعل حرباً وشيكة في المنطقة.. فبعد أن حملت الولايات المتحدة الأمريكية إيران مسؤولية هجومين استهدفا ناقلتي نفط في بحر عمان يوم الخميس (13 حزيران/ يونيو 2019). وهذه ثاني حادثة مشابهة في غضون شهر، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات “تخريبية” قبالة السواحل الإماراتية الشهر الماضي. ورغم اتهامات واشنطن لطهران، فإن إيران تنفي مسؤوليتها عن الحادثتين.وفي مقابلة مع DW حذر الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط غيدو شتاينبيرغ من حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وإيران.

أما فيما يخص ايران والسعودية فان السلطات الحكومية السعودية تحمل أيران مسؤولية ضرب شركة ارامكو النفطية حيث صرح فهد بن جليد في صحيفة “الجزيرة” السعودية قائلا :إن كل هجوم إرهابي يستهدف التأثير على مصادر النفط العالمية في السعودية تقف خلفه طهران، هذه حقيقة يعرفها العالم وإن حاولت بعض الدول تجاهلها وعدم التعامل معها لمصالح خاصة وضيِّقة، المتورِّط والمتعاطف سيدفعان الثمن -يوماً ما- فإقرار مثل هذه الأنشطة الإرهابية أو الصمت حيالها هو جريمة بحق العالم واقتصاده وليس السعودية وحدها”.

وبغض النظر عن حيثيات ودوافع الحرب المتوقعة مابين امريكا وايران ومابين ايران والسعودية فما هو الحال الذي سيتوقع أن يصير اليه العراق وهو المنطقة الوسط مابين الاطراف المتصارعة؟ ماهي المسافة التي يقف فيها عن ساحة الحرب؟ وما هي طبيعة الوضع السياسي الذي سيكون عليه وهو في أرض مفتوحة بلا غطاء يحميه من سهام المتحاربين التائهة وليس لديه دروع تحميه من الرماح..وهل له شأن في هذه الحرب؟ كيف سيكون موقف قيادته السياسية (المسكينة) التي لاتملك اليوم سوى حرب الاتهامات فيما بين اركانها وأتهام زعماءها بعضهم البعض بالفساد والسرقة وخيانة الوطن بينما الحرب على الابواب.!!

من الواضح أن موقف العراق ازاء توقعات الحرب هو موقف عائم مظلل ليس له قرار.فألأطراف المتصارعة يدعي كل منها ان له أستحقاق في العراق.وكل يدعي انه صاحب الفضل في مواقفه أزاءه.فالولايات المتحدة الامريكية سوف تقول انها حررت العراق من الدكتاتورية بقوتها وسلاحها (فجزاها الله الف خير)) وأيران من حقها أن تقول انها حمت بغداد من السقوط بيد داعش عندما (ارسلت قواتها بقيادة قاسم سليماني للدفاع عن بغداد)!!!!.

فهل سيقف العراق مع ايران ضد امريكا وهي صاحبة الفضل في خلاصه من الدكتاتورية وتحريره وتسليمه عرش السلطان على طبق من ذهب (فقدم العراق شكره لبوش)..ام تقف مع أمريكا ضد أيران التي احتضنت كل احزاب المعارضة لتحميهم اعوام طويلة حتى ترسلهم ليستلموا السلطة؟ وينسى العراق كيف حمت القوات الايرانية بغداد وكيف دعمت قوات الحشد الشعبي في تحريرها للمدن العراقية التي احتلها داعش؟.

وتقول الصحف ووسائل الاعلام الاخرى:أن هناك تسريبات تتحدث عن تكثيف القوات الأمريكية لوجودها، في العراق، بعد تهديد إثر صاروخ استهدف سفارتها في مقر الحكومة الاتحادية في بغداد، وسط وعود لفصائل عراقية مسلحة بارزة بالقتال دفاعا عن إيران، ضد أمريكا.

ان اغلب المحللون والناس الشارع العراقي يتوقعون أن العراق سيقع في مشاكل عديدة بل ويعاني من جديد بألام جديدة تتمثل بداية في تدمير الاقتصاد وإحراق قوت الشعب، إلى إرباك الوضع الأمني حتى في المنطقة.فضلا عن أن العراق اليوم رغم شجاعة جيشه وبسالة رجاله فهو أرض رخوة بسبب تعاقب الضربات والمصائب والمحن وفوضى زعماءه وأضطراب وضعه السياسي فانه يفتقد إلى عناصر القوة، والانسجام، والوئام، ومقومات الدولة.

لقد بات من الواضح أن حال القوة العسكرية في العراق متشظي مابين الجيش النظامي ومؤسساته الامنية وبين الفصائل المسلحة التي لم تزل بعد لم تأخذ أستحقاقها الرسمي الحكومي فضلا عن ميليشيات متناثرة هنا وهناك لديها سطوة لاتقل شأنا عن القوات المسلحة الوطنية..وأن اغلب الفصائل المسلحة مقربة من إيران، ((تسمى بالفصائل الولائية لإيران وتتحدث بجرأة أنها تذهب إلى سوريا تقاتل الإرهاب، وتقف مع النظام السوري، وكذلك تقاتل تنظيم “داعش” الإرهابي، في الأراضي العراقية، وخارجها.) فهل ستذهب تلك الفصائل العراقية للقتال الى جانب ايران ضد اميركا؟

أن الاجابة على هذه التساؤلات يمكن استخراجها من تصريحات قادة تلك الفصائل بل ومن كبار السياسيين العراقيين المقربين الى أيران منهم من يقول أن :(العراق سيبذل أقصى ما بوسعه لإنهاء التوتر في المنطقة) وآخرين يقولون:(بأنه لو حدثت معركة فإنه يتوجب ليس هي فقط على الفصائل أن تقف مع إيران، ضد أمريكا، وإنما يتوجب على الشعب العراقي أن يقف مع إيران كون لها موقف عندما دخل “داعش” الأراضي العراقية، حيث استطاعت أن تقف مع الجيش وتمده، وهذه الفصائل، بالأسلحة والثقيلة، والمتوسطة من أجل القضاء على هذا التنظيم الإرهابي..طيب..

أما نحن فنسأل:(والولايات المتحدة الامريكية الم يكن لها فضل اسقاط نظام صدام وتهيئة الطريق الى السلطة لتلك القوى السياسية والفصائل سواء التي كانت في المعارضة او التي أستحدث تشكيله) ؟.انها بالتأكيد حرب معقدة وفوضوية تتناثر فيها المواقف وتتعارض فيها ألآراء.ذلك لأنها ان وقعت فانما اسبابها لم تزل غامضة عائمة كل يتهم الآخر بالاعتداء عليه.فأن لم تجلس الاطراف المحتشدة والمتهيئة للقتال وتلقي نفسها في حرب ضروس فأنها سوف تتحمل نتائج الدمار والخراب والموت لاسيما العراق الذي سوف لن ينجو لاسمح الله من تداعياتها وآثارها المرعبة..فلا حل ألا أن يرعوي اولئك ويجلسوا على مائدة الحوار والعمل على تلافي ألأمر حيث مازال هناك وقت لنزع الفتيل.وألا فسوف تشتعل نيران الحرب وتحرق الأخضر بسعر اليابس..

ترى ماذا سيفعل قادة العراق ازاء هذا الصراع الذي نتمنى أن لاينشب ابدا والذي سيدور في أرضه التي ستكون جزء من ميدان القتال؟…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here