ذكرى يوم 22,9 1980 قيام صدام الجرذ في اعلان قادسيته السوداء،

نعيم الهاشمي الخفاجي
في مثل هذا اليوم أعلن صدام قيام قادسيته الظالمة والتي كان يمكن تجاوز الحرب لولا سفالة صدام وانقياده لدعم غربي لشن الحرب ضد نظام الجمهورية الإسلامية بزعامة الإمام الخميني، وحسب شهادة ابن خالة صدام الجرذ الهالك صلاح عمر العلي التكريتي قال حضرنا قمة هافانا لعدم الانحياز واجتمع الدكتور إبراهيم يزدي وزير خارجية إيران بحكومة مهدي بزركان الانتقالية مع صدام وقال له تعالوا لنحل المشاكل ونحن شعبين جارين تجمعنا روابط مشتركة، يقول صلاح عمر العلي بعد انتهاء الاجتماع قلت لصدام كل قادة العالم تتقاتل لخدمة شعوبها وما طرحه ابراهيم يزدي طرح جيد، يقول صمت صدام وضحك وقال راح اضربهم ضربة اخلي طشارهم ماله والي، يقول عندها أيقنت أننا على أبواب حرب سوف يشنها صدام بدعم إقليمي ودولي، في شهر نيسان عام 1980 بدأت استحضارات صدام لشن الحرب، في الكوت شاهدنا الجهد الهندسي قام بفتح طرق على طول الحدود مع إيران من بدرة إلى الشهابي لحدود شلات مع محافظة العمارة، شاهدنا شفلات وحفارات قامت بحفر مواضع تبين فيما بعد أنها مواقع المدفعية والدبابات ولمقرات الالوية والفرق ومواضع لقوات المشاة، كذلك الحال بقاطع العمارة وديالى حيث بدأت عمليات حفر المواقع وشق الطرق، صدام شن حربه ضد إيران طبق الطريقة الإسرائيلية في هزيمة العرب في حزيران عام ١٩٦٧ حيث وجه الطيران العراقي وكتائب صواريخ الأرض ارض ضربات للمطارات والقواعد العسكرية الإيرانية وبدأت قوات المشاة والدروع بالتوغل داخل الأراضي الإيرانية وتم قراءة بيان رقم واحد من قبل المذيع رشدي عبدالصاحب ليعلن انطلاق الحرب، دخل جيش العراق ولم يجد جيشا ايرانيا وانما وجدت قوات حرس حدود منتشرة بالمخفار الحدودية فقط، إيران لم يكن لديها جيش، المعارضة الإيرانية ماسكة بكل مفاصل ايران، رئيس الجمهورية ابو الحسن بني صدر كان مع المعارضة ميليشيات مجاهدي خلق والأحزاب الشيوعية ممسكة بالمدن، ردت إيران في اليوم الثاني بقصف جوي مكثف ودفاعات العراق أسقطت سبعين مقاتلة إيرانية في يوم واحد وتم إخراج السلاح الجوي الإيراني من المعركة والسبب معظم الطيارين كانوا برتب ملازم، رد الامام الخميني عندما ابلغوه بنشوب الحرب قال الخير بما وقع، لازلت اتذكر يوم الثاني والعشرون من شهر ايلول واتذكر كيف تلفزيون بغداد يذيع البيانات العسكرية وايضا الجانب الإيراني ايضا يذيع بيانات الحرب، صدام كان يعتقد حربه تستمر اسبوع واحد ويعقد مجلس الأمن ويصدر قرار وقف إطلاق النار لكن الذي حدث إيران رفضت إيقاف الحرب بدون انسحاب جيش صدام وترك أسلحته بالأراضي التي احتلها، دخلت وساطات كثيرة لإيقاف الحرب لكنها لم تتوفق في إيجاد نهاية للحرب، بدأت نعوش القتلى تشاهد وبكثرة بالشوارع وبدأت عمليات تسليم القتلى إلى اهاليهم وعمت الاحزان والالم، في أول يوم الحرب صدام اتخذ قرار بعدم تسليم القتلى لذويهم ودفنهم بمقابر خاصة، لكن بعد أن أيقن أن الحرب قد طالت قام بتسليم جثث القتلى لاهاليهم، عندي ابن عمة شاب مواليد ١٩٦١ كان جندي خريج إعدادية زراعة كان ينتظر أن يتسرح من الجيش ويوظف قتل في أول ثلاثة أيام من بداية الحرب وتم إبلاغ أهله أنه دفن بمقبرة خاصة ومنع أهله من زيارة القبر، وعندما التقى صدام الجرذ بعوائل القتلى طلبوا منه جثث ابنائهم وبعد سنة من تاريخ قتلهم تم حفر القبور واستلم والد وإخوة ابن عمتي جثت المرحوم الشاب حميد بطي والذي دفن بملابسه العسكرية ووجدوا الجواريب في بقايا رجليه، وتم دفنه في مقبرتنا في النجف الاشرف، عندما اندلعت الحرب كنت طالب صف خامس اعدادي واكملنا الإعدادية عام١٩٨٢ وتم سوقنا للعسكر عام ١٩٨٣ وكنا ضحايا لحرب صدام الجرذ الهالك عليه اللعنة كتب الله لنا النجاة في اعجوبة، بعد مضي ٣٩ عاما على إعلان صدام قادسيته السيئة الصيت لازالت ذاكرتي ماثلة ليوم الثاني والعشرون من ايلول الأسود عام ١٩٨٠ يوم أعلنت البداية لقتل مئات آلاف الشباب العراقي والايراني لأسباب تافهة كلفت الشعبين أكثر من مليون ونصف مليون ضحية وضعف ذلك جرحى ومعاقين وملايين من البشر مرضى نفسانيون، بعد هروبي من العراق قبل ٢٩ عاما لازلت يوميا اتذكر واعيش تلك الأيام السوداء المظلمة واعيش كوابسها ليومنا هذا، مرات عديدة اشاهد كوابيس تلك الحرب وعندما انهض من النوم أجد نفسي في الدنمارك وفي العاصمة كوبنهاكن، عانيت ما عانيت من اجرام صدام وقد وثقت أكثر من خمسون مرة نجوت من موت محقق بل إحدى المرات ساقوني لكي يتم اعدامي في شهر آذار عام ١٩٨٨ وارسلوا معي ملازم اول رفيق حزبي كان نائب ضابط ومنحهم صدام لكونهم بعثيين رتبة ملازم، هذا الرفيق من أهل الناصرية من الرفاعي اسمه ملازم عبدالرحمن ذهب بي مأمورا ليسلمني للفرقة لكي يعدمونني والرجل صحيح كان رفيق وبعثي لكن الأمر ليس بيديه وكان متعاطف معي هذه الحقيقة والإنصاف واذا مات نسال الله له الرحمه واذا بقي حي نسال الله له الصحة والعافية, نجوت في اعجوبة، وكنت عندما ذهبت للكلية العسكرية الثانية شاب عمري ١٩ سنة وعشت مع خنازير البعث وحتى أن أحدهم احضر جهاز تسجيل ليسجل لي كاسيت ننتقد صدام حتى يعدموني ههههه والذي انقذني ضابط اسمه خليل سليم العقابي من بابل الإسكندرية أصله من قضاء الحي كان عند ضابط التوجيه السياسي وقال له راح اذهب الى نعيم اسجل له كاسيت هههههه الله يرحم خليل سليم جاءني مسرعا احترس نعيم ترى ضابط التوجيه السياسي ملازم قندرة راح يسجل لك كاسيت وفعلا بعد ساعة جاءني ضابط التوجيه السياسي الحقير اسمه ملازم رحمه الله لايرحمه فتح حوارات معي لم اتكلم ولا حرف واحد، في الختام الرحمة لضحايا هذه الحروب التي أشعلها صدام والسعادة والموفقية لمن نجوا من حروب وإرهاب صدام وحثالاته بزمن حكم البعث أو بزمن إرهابهم مابعد سقوط صنم سيدهم جرذ العوجة في يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣، ساعد الله شعب العراق وساعد الله مواليد الخمسينيات والستينيات الذين حرقتهم نيران قادسية صدام جرذ العوجة الهالك وعارها، اشكر الله الذي ابقاني حي لكي افضح صدام والبعث ونعاهد الله سوف استمر بفضح صدام الجرذ والبعثيين مادمت حي مع خالص التحية والتقدير
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here