حميد مراد في مؤتمر لمناسبة يوم السلام العالمي يؤكد: ابناء الاقليات هم حَمَلة راية السلام والتعايش وثقافة التسامح.

Image preview
بمناسبة اليوم العالمي للسلام اقامت مؤسسة بارزاني الخيرية مؤتمرا ً تحت عنوان ” مستقبل التعايش ما بعد داعش ” في قاعة الشهيد سعد عبد الله بمحافظة اربيل بحضور عدد من الوزراء واعضاء برلمان اقليم كوردستان ورجال دين وممثلين من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية والاكاديميين وحشد كبير من المهتمين والمتابعين لقضايا السلام والتعايش.

عزف السلام الجمهوري العراقي والكوردستاني .. ثم القيت كلمة لرئيس مؤسسة بارزاني الخيرية السيد موسى احمد تلتها كلمة وزير الاوقاف والشؤون الدينية الدكتور بشتيوان صادق .. بعدها تم عرض فلم عن (44) امرأة ناجية من قبضة داعش.

وفي الجلسة الاولى التي ادارها الدكتور جواس حسن حول ” مستقبل التعايش ” تألفت من الدكتور ديندار زيباري رئيس اللجنة العليا للمتابعة والرد على التقارير الدولية في حكومة الاقليم، والكاتب والباحث عبد الرحمن صديق، وسكرتير الجمعية العراقية لحقوق الانسان حميد مراد.

وجرى توقيع كتاب ” حكايات جحيم داعش للكاتبة ” رسالة الشركاني ” .. وعرض فيلم حول مستقبل المسيحيين في العراق.

وفي الجلسة الثانية ادارها الدكتور ادم بيدار والتي كانت حول ” دور الاديان في التعايش السلمي ” .. وتألفت من سيادة المطران ربان القس مطران ابرشية زاخو والعمادية، وملا جعفر كواني عضو لجنة الافتاء في أقليم كوردستان، وبير خدر عضو مركز الابحاث الايزيدي في المانيا.

وقدم سكرتير الجمعية العراقية لحقوق الانسان حميد مراد ورقة في هذا المؤتمر تحدث فيها عن الاديان والمذاهب والاثنيات والقوميات العراقية ولغاتهم المتعددة وثقافتهم ونمط حياتهم والاعراف والتقاليد الخاص بهم، وهم امتداد للشعوب السومرية والأكادية والبابلية والكلدانية والاشورية متعايشين معا ً منذ آلاف السنين قبل الميلاد.

وتحدث عن الاجندات الخارجية التي تحاول اختراق المجتمع العراقي واطيافه المتآخية لزرع ثقافات جديدة لم يعرفها العراقيون من قبل .. الغاية منها تدمير مرتكزاته الاجتماعية والفكرية، والتوجه للعنف والحقد والفتن والتطرف وفرض مفاهيم دينية معينة على المجتمع وبالقوة بدل التعايش والسلام والبناء .. فبدأوا بدعم الانشقاقات في صفوف الهويات العريقة ونشر ثقافة العنف والتعالي والاهمال والتهميش والتمييز والاستهزاء والاستصغار والمشاحنات ومضايقة ابناءهم في الدوائر والجامعات والمدارس والتجاوز على الممتلكات ان كانت دورهم او محلاتهم او اراضيهم الزراعية .. وكانت الحصة الاكبر للذين تأثروا بهذا الاسلوب هم ابناء المكونات الاصيلة في العراق، ختمت هذه الخطة او الاجندة بإدخال تنظيم داعش الارهابي الى الاراضي العراقية ليرتكب عناصره ابشع جرائم القتل والسبي والاغتصاب التي تخالف الشرائع السماوية واللوائح والاعراف الدولية لحقوق الانسان ليهدد التنوع الديني والقومي والثقافي بالزوال.

واوضح ان ابناء الاقليات هم حملة راية السلام والتعايش وثقافة التسامح لكونهم لا يؤمنون بالصراعات والانشقاقات واستخدام القوة وبث الافكار المتطرفة .. ومنذ عقدين من الزمن توجد مشكلة وطنية الا وهي وجود نزيف الهجرة للمسيحيين والصابئة المندائيين .. وبعد داعش التحق بهم الايزيدون .. لكن الحكومة والمجتمع الدولي لم ينصفهم فالعديد منهم لغاية الان هم في مراكز ومخيمات النزوح والقسم الاخر هم لاجئين في دول الجوار بانتظار استقرارهم في بلد ثالث يمنحهم الحرية والكرامة .. واصبح وجودهم في البلد مسالة وقت، وسوف يقل عددهم بشكل مخيف في المستقبل.

وعبر كذلك عن اسباب الهجرة والضغوطات التي تعرضوا لها في المجال الامني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي .. وكانت الاخطر هي عمليات الخطف والابتزاز والقتل .. فشعروا بالخوف والقلق وأنهم ليسوا شركاء حقيقييًّن في الوطن.

وتناول كذلك موضوع العودة بعد التحرير حيث برزت حالة الإرباك والاستفزازات المتكررة من قبل الفصائل المسلحة المدعومة حكوميا ً في المناطق المحررة الى جانب الضعف في اعادة الاعمار وتقديم الخدمات الاساسية، وانتشار البطالة والسلاح في هذه المناطق.

وقدم عدد من التوصيات منها:

– تعزيز الحماية الفعلية لاتباع الديانات، والعمل على ايجاد ارضية ناضجة للتفاهم بين ابناء العراق.

– دعم التعايش السلمي بين الأديان المتعايشة في العراق والتصدي لخطاب الكراهيّة والنهج الطائفي المقيت ومكافحة الفكر المتطرف.

– المطالبة بتعديل بنود الدستور ليضمن الحقوق والحريات العامة وتكريس الوجود لجميع الهويات الفرعية وان يكون على مسافة واحدة من جميع العراقيين.

– اهمية تعديل المناهج الدراسية وتغيير المواد التي تدعو الى الغاء الاخر او الفرقة والكراهية او الانتقاص من كرامته.

– ملاحقة المجرمين من الذين ارتكبوا الجرائم ضد ابناء المكونات وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم امام الرأي العام العراقي لإعادة الطمأنينة والثقة وحفظ الكرامة للأعداد المتبقية في الوطن.

وفي الختام اوضح ان من يبني السلام في العالم هم العاملون في مجال السياسة ورجال الدين الاجلاء من خلال تبنيهم الحوار الحضاري ووضع خطط للسلام الدائم وإشاعة ثقافة التسامح والاحترام ونبذ خطاب الكراهية والفرقة والسعي لتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية.

ثم دعا المراجع الرشيدة في النجف الاشرف .. وفخامة الرئيس مسعود بارزاني الى دعم حقوق الاقليات في المركز والاقليم وعدم السماح لأي طرف او جهة كانت بالتجاوز او الاعتداء على ابناء هذه المكونات الاصلية.

وقال اذا اردنا العيش بسلام فيجب المحافظة على الشركاء .. كي يساهم الجميع في بناء البلد، وان يكون العراق لكل العراقيين.

الجمعية العراقية لحقوق الانسان

في الولايات المتحدة الامريكية

23/أيلول/2019

Image previewImage previewImage preview

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here