ما كتبته قبل أيام يؤكده تقرير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في تفاصيل كثيرة

بقلم مهدي قاسم

فيما يلي نص التقرير التالي لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي
لتعقبه مقالتي أدناه بعنوان جميعهم في مأزق بين خوض حرب و عدمها ضد إيران : مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي :

(
تقرير يكشف : لهذه الاسباب يمتنع ترامب عن الرد العسكري على إيران
.. ولكن؟

اعتبر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أن الرئيس دونالد ترامب أصبح الآن
في مأزق صعب بعد الاعتداء الأخير على منشآت النفط السعودية، إذ يبدو أنه عازم على عدم الانجرار إلى حرب ضد إيران بسبب تأثير ذلك على حملته الانتخابية.

وأشار المجلس في تقرير نشره أمس السبت، إلى أن ترامب لا يريد الانزلاق في
طريق تدفعه إلى خوض مواجهة عسكرية ضد إيران رغم علمه بأن عدم الرد على استفزازات طهران سيؤدي فقط إلى تشجيعها للقيام بمزيد من الاستفزازات.

وأعرب المركز عن اعتقاده بأن ترامب يسعى جاهدًا لتفادي الدخول في حرب؛ لأن
ذلك يعني ارتفاعًا حادًّا في أسعار النفط، واحتمال توقف تدفق إمدادات النفط من الخليج، وحالة ركود في الاقتصاد الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وغضب في قاعدة الناخبين الذين يعتمدون عليه من أجل تجنب التورط في نزاع مسلح خارجي.

وأوضح التقرير أن هذا ما يفسر امتناع ترامب عن القيام برد عسكري على إيران
رغم تصريحاته النارية واللجوء بدلًا من ذلك إلى فرض مزيد من العقوبات عليها على الرغم من تصريحاته الأخيرة بأن الضغوط القصوى وصلت إلى أقصى مستوى لها.

وقال:“من الواضح أن ترامب عازم على تجنب الدخول في حرب قدر الإمكان، لكن كان
عليه ان يفكّر مليًّا قبل أن يتخذ قرارًا بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 وفرض عقوبات، اعتقد بأنها سترغم إيران على التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد، لكن ما نراه الآن هو أن القرار دفع بإيران إلى مزيد من التشدد وتنفيذ تهديداتها بأنها لن تسمح لدول الخليج الأخرى
بتصدير النفط في حال لم تستطع تصدير نفطها.“

وختم قائلًا:“والآن نرى أن ترامب دخل في مأزق صعب ، فإمّا أن يتراجع أمام
إيران وإمّا أن يصعّد النزاع الذي هو نفسه يريد أن يتحاشاه ، إنه حقًّا مأزق كان عليه أن يأخذه في الاعتبار قبل الانسحاب من الاتفاق النووي ، والحقيقة أن ما يمكنه عمله الآن هو العودة إلى اتفاق عام 2015 مقابل تنازلات إيرانية واضحة وهو ما سيمثل تحولًا هائلًا في المواقف
السياسية.“

(
جميعهم في مأزق سياسي كبير : أمريكا و إيران و السعودية !

بقلم مهدي قاسم ــ صحيفة صوت العراق

مع توتر الوضع السياسي مجددا في منطقة الشرق الأوسط ،

مع قرع طبول حرب غير وشيكة ، بسبب قصف مصدره ” مجهول ” لحقول نفط سعودية بطائرات
مسيّرة ، يبدو الجميع في موقف محرج و مأزق كبير ، بحكم وجود وضع أخذ يتسم بسخونة أجواء حرب و بلا حرب في الوقت نفسه ، فإيران تحاول جر أمريكا إلى حرب بدهائها المعروف و المتسم بتوجيه

ضربات تحت حزام ضد حلفائها ولكن بأيد غير إيرانية ، ولكنها قد تبدو جاءت بأوامر
إيرانية حسب زعم سعودي ــ أمريكي، تفعل إيران ذلك لكي تتزحزح وتتنفس قليلا عن وضعها المخنوق ماديا بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية ، غير أن ترمب الطامح برئاسة أمريكية ثانية ، لا يرغب

في خوض حرب ضد إيران في الوقت الحاضر ، على الأقل ، ربما إلا بعد الانتهاء
من حملات انتخابات الرئاسة المقبلة و التي لا زالت بعيدة بعض الشيء ، فضلا عن إنه لايريد أن يجد نفسه متناقضا أمام ناخبيه حينما وصف حربي العراق وأفغانستان بالخطأ و الكارثي ” ، فكيف يسمح لنفسه

بتكرار نفس ” الخطأ الكارثي ” مرة أخرى ؟! ، غير إن ” مقبلات ” وطلائع حرب
ذات طاقات تدميرية لحقول النفط وهي تُقاد من قبل قوى ” مجهولة ” تعمل لصالح إيران وبتوجيهاتها المباشرة ــ بحسب بعض التحليلات الأمريكية والسعودية ” ــ تضع ترمب في وضع محرج يصل لحد النيل من

الهيبة الأمريكية كشرطي حراسة لدول الخليج ، لأن الإدارة الأمريكية لا تستطيع
الإيفاء بوعدها من ناحية تأمين الأمن لحلفائها الخليجيين بالرغم من قبض ثمن ذلك مضاعفا و مثلثا و مكعبا ، أما السعودية فأنها أضعف من أن تخوض حربا مباشرة مع إيران، لعلمها أن ذلك سيكلفها ثمنا كبيرا

جدا* ، في الوقت الذي هي لم تستطع الانتصار على مقاتلين شبه حفاة وهزيلي الأجسام
، بالكاد يمكن التمييز بين خناجرهم العريضة المغروزة في أحزمتهم و بين أضلاعهم البارزة من سوء التغذية فكيف بها أن تواجه جيشا عقائديا مدججا بصواريخ بعيدة المدى و ذات قوة تدميرية هائلة

كالجيش الإيراني ، فضلا عن ملايين من ميليشياته التي تفضل الدفاع عن النظام
الإيراني من أن تدافع عن أوطانها الأصلية في حالة حدوث تصادم بين إيران و بلدان هذه الميليشيات ؟..

فمن هنا اعتقادنا بوجود الجميع ، أي أمريكا و إيران و

السعودية في وضع محرج : فلا هي راغبة في خوض حرب ولا تريد تجنبها بشكل نهائي
في الوقت نفسه ، إنما كل طرف ينتظر ” الفرصة المؤاتية ” والمناسبة ليخوض حربه وهو في وضع متفوق ومريح منتصر .

بالمناسبة : ذكرنا في مقالات سابقة لنا ، معبرين عن اعتقادنا

بأن أمريكا تستطيع أن توّجه ضربات تدميرية قاصمة ضد إيران و تحطم أجزاء كبيرة
وواسعة من بنيتها التحتية ، ولكنها سوف لن تتمكن من إسقاط النظام الإيراني ، لأن هذا الأمريحتاج إلى احتلال جميع الأراضي الإيرانية الواسعة الشاسعة برمتها وهو شيء شبه مستحيل أو بالأحرى

ستُكفل أمريكا خسائر هائلة بالأرواح والمعدات ، و ذلك بحكم قوة الوعي القومي
” الفارسي ” عند الإيرانيين ــ من غير الأقليات ــ و رفضهم لاحتلال بلدهم من قبل قوى أجنبية غازية ، حتى ولو كان هذا البعض من معادين للنظام الإيراني ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here