الكنيسة الأنجليكانية: المسيحيون تنتابهم أزمة ثقة من الحكومة

ترجمة / حامد احمد

راعي الكنيسة الأنجليكانية في بغداد القس فائز جرجيس 53 عاما، يقول ان المسيحيين يشكلون نسبة 1% من مجموع السكان في العراق

ولكن الكثير منهم غادر البلاد عندما تعرضوا لوحشية وانتهاكات تنظيم داعش لهم.

في لقاء مع موقع بريمير الاخباري البريطاني قال القس جرجيس الذي يرعى كنيسة مار جرجيس الأنجليكانية في بغداد انه رغم تعرض الكنيسة لعدة هجمات فانها بقيت ومنذ فترة طويلة محافظة على نهجها كمركز للعلاقات الايمانية المختلفة ومركز خيري خدمي يقدم الرعاية الصحية من خلال العيادة الموجودة فيها لكل من المسيحيين والمسلمين على حد سواء. ويوجد فيها طبيب اسنان وصيدلية مع مختبرات . وتشتمل الكنيسة ايضا على دار حضانة ومدرسة ابتدائية ومركز تأهيل مهني الذي يساعد في توفير تدريب للافراد من الشباب لتعلم مهنة او مهارات حرفية من اجل الحصول على فرصة عمل .

وبخصوص ما تعرض له المسيحيون من انتهاكات على يد تنظيم داعش خلال اجتياحه لمناطق سهل نينوى في العام 2014 وهجرة العديد منهم خارج البلاد، يقول القس جرجيس ان ما يقلق المسيحي الآن في البلد هو انعدام الثقة.

وقال راعي الكنيسة الانجليكانية “اصعب شيء يواجهه المسيحيون في بلدهم هو انعدام الثقة. السبب الرئيس لهذا هو ما حصل لهم من تهجير وتقتيل واضطهاد بعد قدوم تنظيم داعش وسيطرته على مناطقهم . انهم لا يستطيعون العودة لمناطقهم وبيوتهم لانهم خائفون من ان يحصل نفس الشيء معهم مرة اخرى .” ومضى القس جرجيس بقوله “ثانيا هناك أزمة ثقة بالحكومة لان المسيحيين متأكدين من ان الحكومة لا تقدم أي شيء لصالحهم ولم تقدم لهم اي نوع من الخدمات. هذان السببان المتعلقان بانعدام الثقة هو ما جعل المسيحيين يلجأون الى مغادرة البلاد .” وقال انه منذ العام 2003 لم تستطع اي حكومة جمع الاطياف العرقية والدينية والثقافات المختلفة في البلاد سوية على نحو سلمي . واضاف القس قائلا “أنا اتمنا ان يكون هناك فصل بين الدين والامور السياسية، هو ان تصبح البلاد ذات طابع علماني وحكومة علمانية. هذا الشيء سيحفز المسيحيين للعيش في البلاد وعدم التفكير بالمغادرة .” ويقول القس جرجيس “اعتقد ان حكومة علمانية ستعمل على معاملة الجميع بالتساوي وان لا تفصل بين مجموعة واخرى فيما اذا كانت من هذا الدين او من ذاك او من هذه الطائفة او تلك .” من جانب آخر تترقب عائلات الاقليات العرقية العودة الى مدنها المحررة أواخر العام الجاري بعد نحو عامين من سيطرة تنظيم داعش على مناطقهم. واستطاعت قلة من عائلات المكون المسيحي العودة الى مناطقها المحررة في سهل نينوى رغم افتقارها للخدمات الاساسية . وقال مسؤول محلي من منطقة تلكيف المسيحية في سهل نينوى في تصريح له الاسبوع الماضي ان عدد العائلات التي عادت الى تلكيف لا يتجاوز 50 عائلة وما زالت العودة ليست بالمستوى المطلوب، مشيرا الى ان هناك اسبابا كثيرة ومتشعبة تعيق عودتهم منها سياسية وامنية واقتصادية، وان العودة ما تزال متعثرة .

عن: موقع بريمير البريطاني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here