روح الأمة!!

الأمة حية متحدية متوثبة واعدة بالقدرات الحضارية الأصيلة , وهي تعيش في محتدم التناقضات المفضية إلى صيرورات حتمية متميزة.

الأمة لم تفقد روحها , وما ضاع منها جوهرها , ولهذا تشق طريقها وسط الصعاب وتتسلق سفوح العاليات ولا تتعب , وتصمم على أن المستقبل أفضل والحاضر محطة إنطلاق مطلق.

الأمة ليست في محطات إنتظار عودة الروح , فروحها فاعلة متوهجة متغلغة في أعماق وجودها وقلوب مجموعها وذات كلها , وبروحها الخلاقة تخطو بثقة وكبرياء وعزيمة سامقة وإندفاع وإصرار على أن تكون بإرادة ما فيها من القدرات.

الأمة متفائلة مستبشرة ومقتدرة , فتيار كينونتها الحضارية يجري بوتيرة متنامية , ولن تمنعه المصدات الطارئة , والترع الواهية , والإنحرافات البالية , فنهر حقيقتها يغذ السير إلى الهدف المنشود وأمواجه تتكلم بلسان رسالتها وفكرها السامي المنير.

الأمة قوة مبذورة في تربة أبنائها , متجذرة في أعماقهم ومتبرعمة في قلوبهم ونفوسهم وعقولهم , ومحفزة لتوثباتهم الإبداعية ومساراتهم التنويرية , المحصنة بالولادات المبشرة بإضافات إقتدارية نوعية ذات تأثير إنساني عميق.

الأمة أوكسجين وجودنا , وفضاء خيالنا , ونور وعينا , ونبض قلوبنا , وفكر عقولنا , ومبعث إبداعنا , ومعين ديموتنا , وإشراق شمسنا , وبهجة أجيالنا , وينبوع روحنا , وهوية ذاتنا , وعنوان كينونتنا , ومصباح دروبنا , ومفتاح أحلامنا وموئل أمانينا.

الأمة أقوى من الفرد , وأسمى من الصدّ , وأغنى من العدّ , أمة أحد أحد , إنسانها وربها واحد , والخلق فيها بإنسانيتهم سواء , فابوهم آدم وأمهم حواء , والرحمة فيها اصدق الثراء , وفي أغنيائها حق للفقراء , وإن تقلبت بين سرّاء وضراء , فإنها ذات إيمان مطلق بسيادة الرجاء.

الأمة بخير , وتحت رماد الإنكسارات والإنتكاسات جمرات إنتصارات وإنبثاقات لهابة ذات تطلعات وثابة , وتلك ىيات البقاء والرقاء والإنتماء لنواميس الوجود الكبرى ومنطلقات الأكوان الأخرى , التي بموجبها يتعاقب الليل والنهار , وتدوم الأرض في دورانها المنان , وما عليها بين آتٍ وفان.

الأمة أمتنا , ونبع قوتنا , وصورة مسيرنا , ومسلة ما فينة , ومرآة افكارنا , ونبراس عقولنا , هي نحن وهي أنا.

فأمتنا قوية أبية , وعلينا أن نراها بكاملها , ولا يخدعنا ما يطفو على سطوج وجودها , وما ييب ثياب طلعتها من بقع التداعي والخذلان والهوان , فهذه ستزول بإرادة الإنسان.

عاشت أمة الضاد الواعدة , فالتأريخ على ما تقدم شاهد!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here