حَتَّى بِغَيْرِ مَتَى

برشلونة – إسبانيا / مصطفى منيغ

الإعلام النظيف، لا شأن له بالخوف، إن ادَّعى المعني به الاستقلالية عن لوبيات الضغط مهما كان العنوان الذي تختفي وراءه بأسلوب للقانون وشرف المهنة مُخالف ، للسلطة في ذاك الشرق الفاقد الأوسط بسبب اختيارها الإبقاء على التخَلُّف ، إن كانت لا تؤمن بثقافة الرأي والآخر ما عليها إلا إلغاء الإعلام بتسليط ما تتقنه من عوامل الإتلاف ، واستبداله بشمولية “الصمت” تُشَرِّعُ له قوانين و تُعَيِّنُ في حكومتها وزيرا بحقيبة تدبير شؤونه على المستوى الوطني بتطبيق لغة الإشارات و تحويله مادة عليمة هامة بمواصفات خاصة يتم ضمها للبرامج التعليمية انطلاقا من الأساسي الأولي لغاية الجامعي حيث تُمْنَحُ للخرجين مباشرة درجة الدكتوراه المؤهل حاملها لتدريس علم “الصمت” الأكاديمي الحديث ، ممَّا يجعل تلك السلطة سباقة لتقديم ابتكار نظري / تطبيقي عربي جديد، يُذَكِّرً الغرب بعبقرية العرب المبتكرين الصفر ليظلوا الآن، أكثر من أي وقت مضى، “صامتين” داخل دائرته المُغلقة ، المساعِدة على التدحرج مع المنحدرات لغاية السقوط في هذه المرحلة، القائمة في محيط بعض بلدانهم المشرقية تحديداً ، على تكريس عدم الاحترام للرأي الآخر تحت طائلة تكنولوجية “الصمت” السَيِّد المطلق مهما كان الموقف ، المشير بلغة العصر لتضاف لأسماء كل مواطنيها كلمتي “الخائفة” بالنسبة للنساء وللرجال “الخائف” .

… مهما تأخرنا عن مستقبل المتقدمين علينا لن نيأس ، سنظل معبرين عن رأينا مستقبلين الرأي الآخر بما يستحق من الاحترام ما دام فحوي الموضوع موجه لعامة الناس ، كل على حسب فهمه في جو لا يُحَرِّم الحوار الهادف لضمان حقٍ من حقوق الإنسان بكيفية تعطي لواجهة أوطاننا ما نستطيع به قطع المراحل بسرعة عسى نمسك بالأيادي الممدودة لنا من ألمانيا والسويد وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والنمسا والدنمرك وبلجيكا وهولندا وأستراليا و نيوزيلندا الراغبة في إخراجنا مما يحوم بين يسارنا ويميننا ووسطنا من إحباط فكري لم يسبق في تاريخنا العربي الطويل العريض أن عرف مستواه الحالي الفاصل بيننا والغرق فقط بما يسمح لنا بالتنفس حتى لا يخنقنا الوسواس .

… صراحة لم يعد، لغير القوة أسلوبا لفرض وجود ، لا عدالة ومشتقاتها ولا قيم حميدة ولا تشبث بمسؤولية الحفاظ على أوثق العهود ، يكفي أن ينشر أي مستبد ، أفراد شرطته وهم بالآلاف وما يعادلهم من الجيش كجنود ، لمنع غالبية الشعب من الإدلاء برأيها في تظاهرة سلمية متحضرة لأبعد الحدود، كأن الحاكم سلطة لا تعلو فوقها سلطة يجازي من يسانده خوفا بكيس داخله وجبة غذائية ومشاركة مجانية في احتفاء يحييه أكثر الفنانين شهرة ويتابع من يعارضه بتهم تعرضهم للسجن وقد وصل عددهم مساء هذا اليوم الجمعة 27 سبتمبر2019 بما فيهم النساء 2001 أغلبهم في عمر الورود .

مصطفى منيغ

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here