مطار بغداد الذي يسمى “دولي”! نموذج للفوضى والقذارة والقِدَم!

سالم لطيف العنبكي
شاءت الظروف والأقدار أن نزور العراق “المحتل” كل سنة على الأقل لعلنا نجد فيه شيء جديد يبعث على العزم بالعودة والاستقرار في “الوطن”! الأم ومسقط الرأس! كما يقال؛ إلا أننا وللأسف نجد – في كل مرة نمر عليه- الأسوأ ..– قبل الدواعش وبعد الدواعش- تلك الحجة التي يختبأ خلفها الفاسدون والعملاء واللصوص.

رغم كل ما سمعناه من تصريحات المسئولين حول معالجة مشاكل المسافرين عن طريق مطار بغداد الذي يدعى بـ “الدولي” وهو أسوأ من أي مطار محلي.

في البداية فإن التطور الذي يلاحظ هذه الأيام هو اختفاء العاملات العراقيات في بعض المواقع التابعة للمطار وخاصة عاملات السونار العراقيات التي كنا نشاهدهنّ ونعرف التكلم معهنّ في الاستفسار والسؤال والجواب وبكل ارتياح وسرور! إلا أن هذه المرة وفي شهر أيلول/2019 بالتحديد لم نشاهد العنصر النسائي العراقي على أجهزة السونار الأولى والثانية وفي قاعات المطار المتواضعة! وكثرة العنصر النسائي الأجنبي (كوريات على أفريقيات على تايلانديات) يتبخترنَ في لباسهن الضيق وهو أمرٌ غريب ومؤلم أن نرى فتياتنا الخريجات خاصة يتظاهرن لطلب التعيينات هنا وهناك وإدارة مطار بغداد تستخدم الأجانب والأجنبيات والبطالة بشكل عام تعم البلد والشباب حائرون ومستقبلهم مجهول. من هو المسئول عن هذه الظاهرة ولماذا هذا التصرف؟

في داخل مطار بغداد كما في خارجه نرى العنصر الرجالي يتوزع من ناقلي الأمتعة إلى المنظفين والباعة في محلات المطار القليلة.. هل عجز شبابنا حتى من العمل في تنظيف القاعات أو التواليتات! وإذا كانت الحجة أن العامل العراقي صعب ولا يتفاهم فهو عذر مردود ويمكن السيطرة عليه من قبل الإدارة ومعاقبة المقصرين واستبدالهم.

في مطار بغداد الدولي وعند القدوم يلاقي القادم مشكلة عدم وجود حتى سلم أو مصعد مدرج للنزول وأمتعته إلى مكاتب تسجيل الدخول لدى سلطات المطار الحكومية! وهي ظاهرة مؤلمة أن لا تجد وسيلة مريحة للنزول وتستعمل سلم الحجر المتكسر وخطر التدحرج والسقوط!

مظاهر القَدَم والهلاك للجدران والممرات تبعث على الأسى في عراق العهد الجديد ذو الإمكانيات الهائلة؛ وقلة الإضاءة وخراب بعضها ويلاحظ قذارة الكافتيريات البائسة وخدمها وحتى التدخين داخلها رغم منع التدخين في المطار بشكل عام ولكن الاستهتار واللامبالاة ظاهرة وملموسة وأسوأ ما في الوضع هو حال المرافق الصحية المتهالكة وأكثرها عاطلة ومواد التنظيف والوقاية معدومة وتوجد قوالب الصابون على المغاسل! وكأننا فعلا في “كراج العلاوي”! لا في مطار بغداد “الدولي”! وهناك مشاكل أخرى تناولتها وسائل الإعلام المختلفة ولا من سميع أو مجيب! آخر أخبار مطار بغداد الدولي اليوم عودة طائرة بعد دقيقتين من إقلاعها بسبب تحطم زجاج غرفة القيادة فيها وهبطت بسلام..!!

جهاز أو طاقم الاستقبال والتوديع الرسمي يقوم بالواجب بشكل يشكرون عليه وبسلاسة وتقدير مع كل المواطنين أو المسافرين والقادمين الآخرين؛ كما أن جهاز الأمن والسلامة كما يبدو جيد جدا وبارك الله فيهم ونتمنى لهم العمل في مطار جديد يليق بهم وبالعراق وبالعراقيين وضيوفهم.

ومقارنة بسيطة لمطار بغداد الذي يسمى دولي! مع مطار الدوحة في “قطر”.. فإن مطار بغداد لا يكون سوى قاعة من قاعات المغادرة فيه! والتي يبلغ عددها مئة قاعة ويعتبر مطار “الدوحة” من أنظف المطارات في المنطقة وربما في العالم؛ وطواقم تنظيم الرحلات بملابسهم الخاصة الأنيقة يعد بالمئات وأكثرهم من الأجانب! وتجد قطري واحد لكل عشرة عاملين وهذا الوضع لأن مطار “الدوحة” يديره مستثمرين أجانب ويمكن القول أن مطار الدوحة هو “قَطَر” كلها!! ويسير في الطابق الثاني منه قطار ذور أربعة عربات “دي لوكس”! .. أليس العراق هو الأجدر بمثل هكذا مطارات يا عالَم يا هو؟؟؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here