التأثير الفكري التخريبي للإخوان المسلمين في الخارج

بقلم مهدي قاسم

من المعلوم للكثيرين إن معظم المساجد والجوامع في الخارج
، و لاسيما في دول أوروبية عديدة ، حيث حرية العقيدة والتعبير متوفرة و مضمونة للجميع ، فتكاد أن تكون هذه المساجد مقسومة القيادة والتوجيه بين المؤسسات الوهابية المدعومة من قبل مؤسسات سعودية ــ منها جمعيات خيرية كواجهة فضفاضة ــ و الأخوانجية المدعومة من قبل
قطر العظمى و تركيا الكبرى ، حيث الإخوانيون يصولون ويجولون نشاطا حسب مزاجهم و كيفهم مع دعم مادي جزيل !، من جراء ذلك تجري عملية تحويل تلك المساجد والجوامع إلى منابر لغسل الأدمغة بالتطرف والمغالاة والتشدد و ” الروح الجهادية ” بين شباب اللجوء والمهجر المسلمين
البالغين بالملايين ، و ذلك تمهيدا لدفعهم إلى القبول بالفكر التكفيري أو” الجهادي ” في البداية ، بغية القيام بالأعمال ” الجهادية “و على الأصح الإرهابية في النهاية ، كخاتمة نشاط مرسوم لعديد من شيوخ وأئمة تلك الجوامع و المساجد ..

و المُثير إن أجهزة مخابرات دول أوروبية على علم جيد بأنشطة
الاخوانجيين و كذلك بمدى دورهم الخطير في تحويل أعداد كبيرة من أولئك الشباب إلى قنابل بشرية موقوتة لا يعلم إلا الله و دواعش أو القاعدة متى و أين سيفجّرون أجسادهم الملغومة ، ليقتلوا عددا من أناس مسالمين و أبرياء سواء داخل أوروبا أو حتى خارجها حيث ثورات شعبية
وهمية أو حروب أهلية تُخاض بأيد محلية نيابة من أجل مصالح دول أجنبية ..

و إذا بدأت بعض الدول الأوروبية بتضيق الخناق الأمني على
مؤسسات ” وهابية ” معنية بتجنيد إرهابيين ، بل و حتى السلطات السعودية نفسها ـ بعدما أصبحت أنشطتها و الفكرية ذات الطابع التكفيري والإرهابي السافر مكشوفة ومفضوحة ، فأن هذه الأجهزة لا زالت تتفرج على نشاطات الأخوان المسلمين وتدعهم للمضي قدما و حثيثا نحو التأثير
المسموم على عقول الشباب المسلمين ودفعهم إلى القيام بأعمال إرهابية أو تخريبية سواء في هذا البلد العربي أم ذاك الإسلامي و حتى داخل دول أوروبية ذاتها ..

هذا بالنسبة للطرف “السني المتشدد ” أما بالنسبة للطرف
” الشيعي ” الولائي حيث يقوم النظام الإيراني في الغالب في تمويل المساجد و” الحسينيات ” طبعا ،إلى جانب مؤسسة الخوئي في لندن ، فإلى جانب ترويج لفكرة الدفاع عن مصالح النظام الإيراني في أية بقعة من بقاع العالم !! تحت ذريعة الدفاع عن ” المقدسات ” ، وبالتوازي مع
نشر أفكار وقيم الاتكالية والتفرج السلبي على الأمور و احتقار قيم العمل والإنتاج ، وكذلك رفض و بغض و كرهية القيم الجمالية الأخرى ، فأنه من حسن الحظ أن عمليات غسل أدمغة الشباب ” الشيعة ” من قبل أئمة مساجد و حسينيات في دول الغرب ، و الموالين بغالبيتهم للنظام الإيراني
، نقول من حسن الحظ أن عمليات غسل الأدمغة هذه لا تشجّع على قيام بأعمال إرهابية مباشرة في داخل الدول الأوروبية ، كتفجير أحزمة ناسفة أو دهس الناس بالشاحنات أو مهاجمتهم بالسكاكين مثلما فعل و يفعل ” جهاديون ” دواعش ـــ بحسب تعبير وكالات الأنباء الغربية !! ، غير
إن سمومها الفكرية الروحية السقيمة لا تقل فتكا وهتكا وتدميرا روحيا عن الإرهاب ” الجسدي السني ” ..

فمن هنا ضرورة التصدي ليس فقط لهذه الأنشطة المتشددة والخطيرة
من قبل الاخوانجيين ،إنما يجب و ينبغي بالضرورة التصدي أيضا لممن يروّجون أو يدافعون عن الأفكار والنشاطات السياسية للأخوان المسلمين بأقلامهم المسمومة هي الأخرى بهدف التحشيد الجماهيري المعادي ، وذلك تحت ذريعة التنديد بهذا النظام الفاسد أو ذاك الديكتاتوري ــ
حسب زعمهم .

و بما أنه حتى في الدول الأوروبية ذات الأصالة العريقة
بالقيم الديمقراطية يُمنع إفساح مجال للفكر الفاشي او النازي بالترويج و الانتشار، أو لمن يروّج لهم بقلمه ، فعلينا أن نكون حذرين من تسلل هكذا أناس بين صفوفنا ، سيما مَمن يروجون للفكر الأخوانجي بشكل مبطن أو يقفون خلف الكواليس، ولكن كطابور خامس إعلامي مثابر لهم
ــ لكون الفكر الأخوانجي ــ سوية مع الفكر التكفيري ــ يُعد فكرا تخريبيا هداما بالفعل ولا يّقل خطرا عن الفكر النازي ، أو يختلف كثيرا عن الفكر النازي والفاشي ، سيما من ناحية الإقصاء والإلغاء للآخر المختلف بأساليب العنف و الإبادة ..

علما أن سكوت وتفرج بعض الأجهزة الغربية على النشاط السياسي
للأخوان المسلمين أو لشيوخ التكفير له غاياته و أسبابه السياسية و التكتيكية المعروفة ــ سيما بخصوص الأخوان المسلمين ــ و ذلك منذ الخمسينات من القرن الماضي و المتجسدة أصلا في استخدامهم أدوات خلق اضطرابات وتقلبات سياسية عنيفة تمهيدا لتغيير أنظمة حكم أو رؤساء
دول بعدما تكون صلاحيتهم للغرب أوأمريكا قد انتهت بشكل غير قابل لتجديد بعد !!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here