قرارات فراش المدرسة عادل عبد المهدي

الكل يلوم الفراش عادل عبد المهدي على نقل اللواء عبد الوهاب الساعدي الى مقر وزارة الدفاع، وكأن عادل عبد المهدي يمتلك من أمره شيء، فهذا الفراش عادل عبد المهدي واجهة للمدير الحقيقي للمدرسة الذي يدير كل شيء بواسطة خيوط من خلف الكواليس، وكما قرار دمج الحشد بالجيش لم يكن من عنده، وكذلك كل قرار يصدر من خلاله، وسيستمر موجة الإقالة والنقل والإحالة للتقاعد لكل من ليس له ارتباط بمدير المدرسة، فلابد ان يكون لكل المسؤولين ارتباط بالمدير وإلا يكون مصيرهم التحييد، والتلاميذ الذين يصرحون بعدم قبولهم للقرار الذي مرر من خلال الفراش عبد المهدي، في الحقيقة هم ينفذون تعاليم المدير، فالتلاميذ عمار الحكيم وحيدر العبادي ونور المالكي وشيخ التلاميذ ابراهيم الجعفري ليسم سوى دمى يؤدون ادوارهم وفق الخطة المرسومة في المدرسة. فكل شيء تحت سيطرة المدير وحتى مقتدى الصدر اصبح تحت سيطرة المدير، لقد باعوا الدولة العراقية للمدير الذي لا يهمه من امر العراقيين غير تنفيذ سياساته، والعراقيون يشاركون ويساعدون المدير على تغيبهم، فيسمح لهم المدير ان ينتقدوا وان يناقشوا وان يعترضوا على التلاميذ ولكن المهم انهم ينفذون سياساته في اخر المطاف. يُسيّرون في مسيرات مليونية نحو كربلاء كل عام بمواكب بأسماء مختلفة ولمناطق مختلفة، وهذه المواكب تتنافس في التخريف والتجهيل فيما بينها، فالكل يريد ان يثبت انه اكثر جهلاً وتخلفاً، فالذي كان يلطم باليد صار يلطم بالنعال، والذي كان يجلد نفسه بالسلاسل (الزنجير) صار يضرب رأسه بالسيف، والذي كان يزحف صار يزحف وينبح كالكلب، فهذه المسيرات واللطميات تجمعات لغسل الادمغة ونشر الخرافات، وكذلك المدارس صارت أماكن لنشر التخلف بدل العلم،وهذا التخلف والخزعبلات لا يسمح به المدير به في بلده، ولكنه ينشره ويروج له بين العراقيين من خلال تلاميذه النجباء، لان المطلوب هو مجموعة خراف بدل شعب يفكر ليسهل عليه اقتيادهم الى حيث ما يشاء، ففي الأيام التي إنفلت فيها السلاح في المدن، أعطي له شرعية بموجب قرار مجلس الفاسدين واللصوص، وبعدها قرار مرر من خلال الفراش عادل عبد المهدي لضم الحشد الشعبي الى الأجهزة الأمنية، وهنا هلّل العراقيون لقرار دمج الحشد الشعبي بالقوى الأمنية، وكأن القرار كان يعني الحد من انتشار السلاح، او عدم تقسيم البلد الى مليشيات وقوى أمنية ، ولكنهم لم يفكروا في تداعيات هذا القرار وأين سيتموضع هؤلاء في الجيش وأي المناصب سيحصلون عليه؟ وكان لا بد من افراغ مناصب ومواقع في الأجهزة الأمنية لاستيعاب هؤلاء الذين يضاهون باعدادهم كل ألقوات الأمنية، يعني بعبارة اخرى كان على العراقيين الذين يستهجنون قرار نقل اللواء الساعدي الان، ان يعترضوا على قرار ضم الحشد الشعبي للاجهزة الأمنية، وان يضعوا حد لمدير المدرسة وتلاميذه، وان لا يرموا بغضبهم على فراش المدرسة فهو ليس الا ساعي بريد للقرارات التي يصدرها المدير.

بهاء صبيح الفيلي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here