الترجمة والسلام العالمي

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

جامعة عالية ،كولكاتا – الهند [email protected]

رقم الجوال: 0091 9836086772

إن العالم المعاصر يئن اليوم من صراعات كثيرة وحروب عديدة بين قوى متنافسة وجماعات وأفراد متنافرة ومجتمعات ودول معتدية، وأن الأوضاع التي يواجهها العاالم ويعيش الإنسان لنبذ العنف والكراهية التي نشاهدها ونحس بخطرها على الأمن والسلام العالمي.

إن الترجمة تبنى جسورا بين الجماعات البشرية لأن الترجمة هي جسر السلام والتعاون والتنوع الثقافي بين الشعوب، والمترجمون هم حملة مشاعل التفاهم والخير والجمال والعدالة في العالم، ورسالتهم هي التضامن من أجل تعزيز هذه المثل والقيم في كل ناحية من العالم.

يشكل التواصل الاجتماعي مرتكزا أساسيا في علاقات الأفراد مع بعضهم البعض وفي تحقيق قدر من التفاعل الاجتماعي، فكلما كان التواصل واضحا ومحددا وهادفا، كلما ساعد في انجاح حالات التفاعل الاجتماعي وبناء علاقات متميزة بين أفراد المجتمع. وقد حققت الترجمة دورا مهما في اكتشاف الآخرين عن طريق التفاعل الاجتماعي.

إن التواصل الثقافي يلعب دورا محوريا في التقريب بين الشعوب والثقافات بصورة عامة، فالترجمة ليست مجرد مهنة تمارس كمورد رزق ووسيلة للكسب بقدر ما هي عامل إغناء لغوي وفكري وإسهام حقيقي في نقل المعرفة وأداة انفتاح وتثاقف. يستمر دورها في نقل العرفة والثقافة والأفكار وحوار الحضارات وتفاعلها الاجتماعي بين الأمم والشعوب.

لقد أكدت الترجمة على ضرورة فهم الآخر وانفتاح الثقافات والشعوب على بعضها بعضا من منطلق تسامحي مبني على احترام الآخر ومراعاة الخصوصية الثقافية لكل بلد، بوصف الترجمة إداة ريادية في إذابه الحواجز المعرفية بين جميع الحضارات.

إن الترجمة قدر مشترك بين كل الحضارات والأمم، ولا توجد أمة، ولا حضارة لم تأخذه عن غيرها، لقد حفظت الترجمة تراث الإنسانية كلها وزادت عليه ونقلته من تلاها. هكذا كانت الترجمة دائما جسرا للتواصل بين الشعوب والحضارات على مر التاريخ، تدحض الصدام وتدعم الحوار الثقافي بين أمم الأرض وتفتح النوافذ على الثقافات الأخرى.

قد لعبت الترجمة وما تزال دورا عظيما في حوار الثاقفات والحضارات وتلاقحها، وهي عامل رئيسي لنهوض الحضارات، يطلع الناس بواسطها في بلدانهم الأصلية على حياة البلدان الأخرى وتاريخها وحضارتها وحصيلتها من المعارف من بلد إلى آخرن ومن ثقافة إلى أخرى، يحدث حوار تفهم من خلاله ثقافة من ثقافة أخرى، فيحدث التبادل والاغتناء ويتم النهوض والتطور. وقد يجلب هذا التفاهم بين الشعوب والأمم، فيحدث الوئام والسلام ويبعد شر الانعزال والتعصب والحرب.

تحمل الترجمة رسالة السلام والتسامح بأن الترجمة وسيلة لفهم الآخر في زمن السلام والحرب. فالترجمة هي الأداة التي يمكننا بها مواكبة الحركة الفكرية والثقافية في العالم. والترجمة بذاتها هي اعتراف بالآخر وبناء جسور سلام وتعاون سيتم تقديم أبحاث متعددة من زوايا مختلفة للإضاءة على مسألة دور الترجمة في الحفاظ على هاتين المسألتين في حياة الشعوب.

بمناسبة يوم الترجمة العالمي الذي ارتقى للاعتراف الرسمي به يوماً عالمياً للترجمة ودورها في بناء السلام العالمي. يمثل هذا اليوم أهمية خاصة في ترسيخ الاعتراف بدورنا في تعزيز السلام وترسيخ أسس التعاون والتفاهم بين الشعوب والتنمية والتقدم. فالترجمة ليست عملية يمكن استبدالها بأخرى، بل هي فكر وثقافة ورؤية للعالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here