مقابر الأمراء *شعر كريستيان شوبرت

مقابر الأمراء *

شعر كريستيان شوبرت

ترجمة جميل حسين الساعدي

هنـــا قــدْ حلَّ أهــلُ الكبريـــــاءِ

مِن الأمــراءِ في هــذا العــــراءِ

نعوشــاً ضمّــها قبــرٌ وكانــــوا

هــمُ الأصنــام في دنيا الريـــاءِ

شُعـــاعاً مُفزعــأً ألقـى عليــــهِ

نهــــارٌ شاحبٌ واهــي الضياءِ

***

فها هُمْ هامــــدونَ هنــا رقــودٌ

زبانيــــةُ الأنـــامِ كما الحديـــدُ

فمـــا يبكــي لفقدهــمُ مُحـــــبٌّ

ولا يرثيهـــمُ حُزنــاً مُــــــريدُ

فُرادى في قبورٍ مـــن صخورٍ

وذلٍّ فـــاقَ مــا ذاقَ العبيـــــدُ

***

وجدرانٍ كجــدرانِ السجـــونِ

تطوّقهـــمْ وذا حكــمُ المنـــونِ

عتــــاةٌ لـمْ يحسّوا أو يخافــوا

وعيدَ الدينِ ينذرُ فــي يقيــــنِ

لقدْ حسبـوا كرامَ النــاسِ بُهْماً

تُســــخّرُ للمصالحِ كًــلَّ حِيـنِ

***

جماجمُ قد عجزنَ عنِ الجوابِ

ذوتْ نظراتُهــا تحتَ التــرابِ

هنــا انظفأتْ وكانتْ في تعالٍ

تلّوحُ بالوعيــــدِ وبالعقـــــابِ

لِمنْ هوَ دونها وتشيعُ رعبـــاً

بإيماءاتهــا مِنْ كـلِّ بـــــــابِ

فإيماءاتُها للنــاسِ تعنـــــــــي

حياةً أو مماتــــاً فـي عـــذابِ

***

وثمّـةَ في الترابِ يدٌ لواها ألْـ

تعفّــــنُ فانحنتْ نحــوَ العظامِ

وكمْ مِنْ قبلُ قدْ آذتْ حكيمـــاً

إلى العرشِ اشتكى ظلمَ الطغامِ

ببضعةِ أحرفٍ خُطّـتْ رمتــهُ

بأغلالٍ غـــــلاظٍ فــي الظلامِ

***

وصدرٌ قد تحوّلَ ساقَ ميْـتٍ

وكــانَ يلفّـــهُ ثوبٌ مُـذهّـــبْ

عليهِ نجمــــةٌ قــدْ زيّنتـــــــهُ

ونيشـانٌ علـى دنــس ٍمُركّبْ

كأنّهمـــا إذا لاحــــا لعيـــــنٍ

من اللمعـانِ أشبهَ بالمُـذنّبْ (1)

***

* كريستيان فريدريك دانيال شوبرت شاعر وعازف ومؤلف موسيقـــــي

وصحفي ألماني، ولد في. 24.03.1739 في أوبرسونتهايم وتوفي فــي

179110.10. في شتوتغارت عن عمر يناهز الثانية والخمسين، ويعتبـر

احد الاسماء المهمة في الحركة الادبية المسمّاة ب( العاصفة والإندفاع) ،

التي بدأ كل مـــــن غوتة وشيللر نشاطـــــه الأدبـــــي فيها، وأهـم مـــــا

تدعو إليه هذه الحركة هو العــودة إلى الطبيعــة بدلا مـــــن الحضــــارة،

والأصالة بدلا من التقليد، والدين بدلا من السخرية والعاطفــة بدلا مـــــن

العادات الرسمية . لم ينشر الشاعر في حياته سوى ثلاث قصائد وهــــذه

واحدة منها ، وقد أحدثت وقتها دويّا في الأوساط الثقافية والأدبيـــه ، لمـا

تضمّنته من نقدٍ لاذع للأمراء الذين يحكمون ألمانيا، وكان الشاعر شيللر

يحملها معه أينما ذهب مكتوبة على قصاصات ورقية وقد ألهمته هــــــــذه

القصيدة مضافا إليها أفكار عصــــــر التنوير كتابة مسرحيته الشعريـــــة

الشهيرة ( اللصوص) ، التي جسّدت الرفض المطلق للسلطة المطلقــــــــة

والنزوع تحو الحرية ألإنسانية من الإضطهاد والظلم الإجتماعــــــــي .

وأحبّ أن أنوّه إلى أنّ القصيدة طويلة وقد وقع أختياري على هذه المقاطع

التي أراها معبرة عن روح القصيدة ككل.

(1)المذنّب: هو جسم جليدي، حين يدخل في مجال جاذبية الشمس، تزداد

حرارتهُ ممّا يسبب انصهار القطـــــــع الجليدية، فيصبح ذيلاً برّاقاً يزداد

كلّما طولهُ اقتربَ من الشمس.

Fürstengruft

Christian Friedrich Daniel Schubart

Da liegen sie, die stolzen Fürstentrümmer,

Ehmals die Götzen ihrer Welt!

Da liegen sie, vom fürchterlichen Schimmer

Des blassen Tags erhellt!

Sie liegen nun, den eisern schlaf zu schlafen,

Die Menschengeißeln, unbetraurt!

Im Felsengrab, verächtlicher als Sklaven,

In kerker eingemauert.

Sie, die im ehrnen busen niemals fühlten

Die schrecken der Religion

Und gottgeschaffene, beßre menschen hielten

Für Vieh, bestimmt zur Fron;

Da liegen Schädel mit verloschnen Blicken,

Die ehmals hoch herabgedrot,

der Menschheit Schrecken!- Denn an ihrem nicken

Hing Leben oder Tod.

Nun ist die Hand herabgefault zum Knochen,

Die oft mit kaltem Federzug

Den Weisen, der am Thron zu laut gesprochen,

In harte Fesseln schlug.

Zum Totenbein ist nun die Brust geworden,

Einst eingehüllt in Goldgewand,

Daran ein Stern und ein entweihter Orden

Wie zween Kometen stand.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here