رباط الكلام : الدب العراقي إإ

يوسف أبو الفوز

رويت ذلك مرارا، وان بأساليب مختلفة، حسب المكان والمناسبة، لكن ملخص الحكاية هو واحد. إذ تحفظت شادمان في اول لقائي وتعرفي بها على العيش وطبيعة الحياة في فنلندا، فكان عليّ، انا العاشق المتلهف لكسب قلبها وعقلها ان أقنعها بأن ما سمعته عن هذا البلد فيه الكثير من المبالغات. لا اعرف من روى لها وكيف اقتنعت بان فنلندا، البلد المرمي عند حافة القطب، تعيش ستة أشهر في ليل طويل وستة أشهر نهار دائم. وإذ تجاوزنا هذا كان عليّ اقناعها بالتهويل في الامر بان الدببة تجوب شوارع المدن الفنلندية!

بعد عام، ومن وجود شادمان في فنلندا، ومعيشتنا معا، في بيت في مركز مدينة كيرافا، في ضواحي العاصمة هلسنكي، أطلق التلفزيون الفنلندي إشارة تحذيرية، وتكون هذه بصوت حاد كالمورس يلفت الانتباه مع شريط عريض مقروء، وهي عادة متبعة في هذا البلد:

ـ الى سكان مدينة كيرافا. احذروا. الزموا بيوتكم، شوهد دب يتجول في أحد شوارع مدينة كيرافا. أبلغونا بالمستجدات.

حصل ذلك مرتين، وفي كلتا الحالتين، صرخت بي شادمان:

ـ الم أقل لك!

رباط الكلام..

من المعروف ان الدببة من صنف السباع، وهي تدخل في سبات عميق لكنها تستيقظ وتكون نشطة، ورغم انها عموما خجولة، الا انها تدافع بشراسة عن اطفالها إذا ما تعرض لها أحد.

فيا حكومات المحاصصة والفساد والحرامية بلا ضمير وسياسي الصدفة من كل لون. ان الدب العراقي الغاضب، نهض من سباته، وهاهو يجوب شوارع المدن العراقية، لأجل حياة كريمة، وسيدافع بشراسة عن مستقبل ابناءه، فعليكم ان تتدبروا حالكم والتصرف بحكمة. الزموا بيوتكم، او اهربوا الى اسيادكم. ولات ساعة مندم!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here