نتنياهو، ترامب وإبن سلمان مشغولون ، بمشاكلهم والخط المناهض لايران يبهت

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 3/10/2019

الزعماء الثلاثة الذين قادوا في السنوات الاخيرة الخط المناهض لايران، غارقون هذا الاسبوع،كل واحد على حدة، في أزمات صعبة داخلية. الرئيس الامريكي ترامب تورط في قضية الفساد الجديدة في اوكرانيا والتي ستكلفه للمرة الاولى محاولة عزل من قبل خصومه الديمقراطيين في الكونغرس؛ محامو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مثلوا في يوم الاربعاء للمرة الاولى لجلسة استماع بشأن لوائح الاتهام الثلاثة التي تنتظره؛ وولي العهد السعودي محمد بن سلمان غارق في ورطة معينة بشأن الموت الغامض للحارس الشخصي السابق لوالده، اضافة الى تجدد الانتقادات الدولية للمملكة في الذكرى السنوية لقتل الصحافي المعارض للنظام، جمال الخاشقجي.

القيادة الايرانية في المقابل، تمر بفترة معقولة جدا رغم ضغط العقوبات الامريكية والضائقة الاقتصادية في الدولة. هذا ليس فقط أن الهجوم المحكم والمدمر لمنشآت النفط السعودية في الشهر الماضي مر بدون رد عسكري من قبل امريكا أو السعودية، بل أن الرياض توضح بأنها تؤيد حوار سياسي مع طهران. بعد بضعة ايام على الهجوم ذهب الرئيس الايراني حسن روحاني الى المؤتمر السنوي للجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك واستقبل هناك بحماس شديد. وفي هذا الاسبوع نشر موقع “بوليتيكو” أن روحاني وترامب توصلا الى تفاهم يتكون من اربع نقاط بشأن استئناف المفاوضات بين الدولتين بوساطة فرنسية، اللذان كانا على وشك الالتقاء في القمة. حسب التقرير، روحاني، وليس ترامب، هو الذي الغى اللقاء في اللحظة الاخيرة.

في هذه الاثناء توجد تقارير حول هزيمة محلية تعرض لها السعوديون وحلفاؤهم من المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران في الحرب الاهلية في اليمن. هذا يحدث بعد وقت قصير من قيام دولة الامارات باتخاذ اجراء لتقليص مشاركتها في الحرب في اليمن. أما على الحدود العراقية – السورية فقد فتح من جديد معبر بو كمال بصورة تعزز سيطرة ايران على نفس “الممر البري” الذي ينظم الحركة بين ايران ولبنان. هذا نتيجة اخرى لانتصار نظام الاسد (بمساعدة طهران) في الحرب الاهلية السورية.

طهران وجدت نفسها في موقف متدني بعد القرار الاشكالي لترامب حول الانسحاب من الاتفاق النووي في أيار السنة الماضية. الازمة الاقتصادية ظهرت غير محتملة ووزير الخارجية الامريكي، مايك بومبيو، عرض خطة من 12 نقطة لخلق ضغط شديد على ايران، الذي اعتبره كثيرون عملية استهدفت أن تقود الى تغيير النظام هناك.

تقريبا بعد سنة ونصف فان الامور تبدو مختلفة قليلا: ترامب يخشى من تنفيذ عملية عسكرية ضد ايران، وبحق هو يخشى من التورط في حرب اقليمية في الشرق الاوسط، وهو يلاحق بصورة حثيثة روحاني على أمل عقد لقاء معه ربما يتمخض عنه اتفاق نووي بشروط جديدة. اضافة الى التشوش الامريكي ضعف اوروبي وضعف سعودي. في المقابلة التي اجراها محمد بن سلمان مع قناة التلفزيون الامريكية “سي.بي.اس” حذر من ارتفاع آخر على اسعار النفط. وحاول أن يبرر عجز الرياض في الدفاع عن نفسها ضد هجمات ايران، وأعرب عن دعمه للقاء بين ترامب وروحاني.

بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أكثر نتنياهو من التفاخر بعلاقته القريبة مع الرئيس. مشجعوه احتفلوا بتأثيره على الرئيس الامريكي وتحمسوا من اللقاءات الكثيرة مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين، وطرحوا كدليل على حسن العلاقة بينهما ايضا تعهد موسكو بابعاد ايران عن الحدود الاسرائيلية – السورية بعد استكمال سيطرة نظام الاسد على جنوب الدولة.

عمليا، تبين أن النجاح محدود في افضل الحالات. في الاسابيع الاخيرة نتنياهو صادق، ليس بشكل مباشر، على أن ترامب توجهه هو استئناف المفاوضات مع الايرانيين. ولكنه فسر ذلك بأنه من الافضل أن يكون في موقع تأثير على الرئيس الامريكي وليس منافسه رئيس الاركان السابق بني غانتس. في سوريا القوات الايرانية لم يتم ابعادها في أي يوم عن حدود اسرائيل. اضافة الى ذلك، حزب الله يعمق نفوذه في هضبة الجولان. واستمر ايضا جهد حرس الثورة الايراني للتمركز العسكري في ارجاء سوريا الى جانب تهريب السلاح لحزب الله ومحاولة انشاء خطوط انتاج للصواريخ الدقيقة في لبنان.

صورة حزينة

من مجمل المقابلات مع الشخصيات العسكرية في فترة الاعياد برزت مقابلة مع رئيس لواء الابحاث في الاستخبارات العسكرية، العميد درور شالوم، مع صحيفة “اسرائيل اليوم”. شالوم ظهر متشائم جدا. “الصورة اكثر حزن بكثير”، قال شالوم للصحافي يوآف ليمور. “في نهاية المطاف كل شيء يتمحور حول ايران في كل الملعب – بجهود التمركز لايران في سوريا والعراق، ومحاولة نقل السلاح المتطور لحزب الله. نحن نوجد امام ايران في جولة خطيرة ويجب الامساك جيدا بالدفة”.

شالوم ذكر بضعة سيناريوهات محتملة حول الاتفاق النووي، منها المفاوضات بين امريكا وايران واستمرار التصعيد العسكري الذي سيجر اسرائيل بصورة اكبر والى انتهاكات اكثر شدة للاتفاق من جانب طهران. رئيس لواء الابحاث اشار الى أن ايران نقلت الى سوريا والعراق صواريخ “كروز”. واعتبر “احتمال معقول جدا” امكانية أن تطلق ايران صواريخ كروز وصواريخ ارض – ارض أو طائرات بدون طيار من غرب العراق نحو اسرائيل كرد على الهجمات الاخيرة ضدها. ازاء القدرة التي اظهرها الايرانيون في الهجوم الاخير في السعودية يبدو هذا كتحذير ذو علاقة.

العميد شالوم وصف عملية اسرائيلية متعمدة ومحسوبة لتوسيع نطاق الهجمات ضد ايران وضد الاهداف المتماهية معها في الجبهة الشمالية. هو لم يتم سؤاله ومن المعقول أنه لم يكن ليجيب. ما هو الدور المتراكم لاسرائيل في التصعيد الاخير امام ايران – واذا كان ذلك يجري فقط لاعتبارات موضوعية أو أنه مرتبط ايضا بجهود محاولة بقاء رئيس الحكومة.

عندما تسلم التفويض لتشكيل الحكومة من رئيس الدولة قبل اسبوع، برر نتنياهو الحاجة الى تشكيل حكومة وحدة بالتوتر مع ايران. وقد وصف تهديد ايران بـ “تحد أمني كبير يقترب منا بسرعة كبيرة، بل اصبح موجود هنا”. حسب اقواله “من اجل مواجهته يجب علينا دمج القوى لأن الشعب يجب أن يكون موحد”. ربما أن الافتراض الاساسي الذي ساد لزمن طويل، وهو أن ما كان هو ما سيكون لأن نتنياهو بقي حذرا بالنسبة لأخطار الحرب، لا يسري بنفس القوة التي كانت لديه في السابق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here