بعد كشف ألمستور:هل تضع ألمرجعيّة ألنّقاط على آلحروف؟

عزيز الخزرجي
مرّ العراق منذ عقود وقرون بأزمات كبيرة و مدمّرة بل و قاتلة, و بينما الناس في العراق و كما بيّنا .. أناس ما زالوا يعيشون حالة البداوة و البساطة و التعامل الشكلي ألعرضي لا الجوهريّ مع الفكر و الحب وآلرحمة .. بحيث لم يعد لها مكان و دور حقيقيّ لا في بيوتهم و لا مدارسهم ولا حوزاتهم ولا حتى مع أنفسهم .. إلاّ عبر بعض صفحات الروايات و دواوين ألشّعر التي هي الأخرى كانت والمناهج الدراسية عموماً سبباً لتخلف ومآسي وتحجر العقل و القلب العراقي؛ و بينما هم كذلك إلّا أنّ جلّ ثقتهم كانت و لا يزال لبعض الحدود بعد الذي كن تتعلق بآلمرجعية بإعتبارها تُمثل بحسب الظاهر نهج التواضع والرحمة؛ لأنهم أهل الله ؛ أهل البيت(ع) الذين إتفق العدو والصديق – إلّا ما ندر – على حقّهم و عصمتهم و طهارتهم بل وآدميّتهم؛ لكن هذه المرجعيّه (الموقرة ألمستقرّة) ما زالت في حيرة من أمرها بمسكها العصا من الوسط؛ فهي لا تأمن ولا تُثق بآلأمّة (العوام) لكونها – أيّ آلمرجعيّة – تعلم بأنّها خذلتها وتجاهلت صرخاتها اكثر من مرّه و العكس صحيح أيضا حين غضّت المرجعية نظرها عن مصير وحال الشعب، وكذلك من الجهة الأخرى؛ لا تأمن المرجعية من الحكومه الضعيفة التي تجمع متحاصصيها ألمنافع .. و المنافع الشخصية و الحزبية فقط, و هكذا كلّ جهة من تلك الجّهات الثلاثة؛ [ألمرجعية ؛ ألحكومة(الأحزاب) ؛ ألشّعب], لا يثق بعضهم ببعض؛ فهل ستضع المرجعيّة النقاط على الحروف و تنهي هذا السجال المعقد ألذي يتبعه مصير مجهول لشعب مجهول الهوية؟

المرجعية و بسبب سوء تصرف من يحيط بها خصوصاً أعضاء الدائرة الضيقة وعلى رأسهم إبنها الأكبر تُمثل دور (العنزه) في موسم التزاوج كما يقولون؛ دور المُتفرّج بين الفحول المتناطحه .. تنتظر الكبش ألأقوى ألمنتصر كما النحلة تنتظر الزّنبور الأقوى ليحظى بركوب ظهرها و نكاحها كما كان مع البعث الصدامي.

المرجعية هي من أعطت الضوء .. لا بل حثّت على قمع هؤلاء السوقه الحثاله المتطبلين في الحكومة والذين بدأوا مؤخراً يُظهرون علامات الامتعاض والتأفّف من مقام المرجعيه (المقدس) بعد أن خيّبت – أي الحكومة – آمال الشعب بإقامة حكم الأسلام وفشلها حتى في تطبيق العدالة النسبية بين أبناء الشعب و العمل على رفاههم, لا و حتى فشلها في بيوتها مع عوائلها، وعبد المهدي وأقرانه استجابوا للطلب المقدس .. لعلهم ينالوا على طبق من ذهب و على الحاضر مسابقة به ألفائز بعد هذا الصراع المرير ..
وأكرّر ما قلته في آخر مقال يوم أمس: [ألمرجعية و أمامها المتحاصصون إذا لم يضعوا النقاط على الحروف؛ فأنهم يتحمّلون مسؤولية عودة البعص وإن بتسميات أخرى و أغطية بألوان مغايرة].

فالقرار على ما يبدو, هكذا كان .. ليبقى كلّ شيئ في العراق رمادياً مبهماً .. لا أسود ولا أبيض .. بل أمرٌ بين أمرين كي لا يتبيّن معالم الحقّ و يبقى مجهولاً و بآلتالي يسهل إستعبادهم و إستعمارهم كما هو الحال .. خصوصا بعد ما تمّ فرض الحصار على المفكريين و الفلاسفة بشكل خاص و آلفيلسوف الكونيّ بشكل أخصّ ليضيع الحقّ المبين وسط الأحزاب و الأئتلافات الغامضة الفاسدة لأجل الأموال و الشهوة و كما هو الحال الآن, فلا الحقّ حقٌّ ليُتّبع .. ولا الباطل باطلٌ ليُجتَنَبْ, و هذه أصعب حالة يواجه شعب من الشعوب, حتى باتت المعايير مقلوبة تماماً بعد ما مُسخت الضمائر نتيجة إمتلاء البطون بآلمال و الرواتب الحرام و كلٌّ يصيح وا ليلاه, خصوصاً وإنّ تلك الأموال المُكدسة(المسروقة) و الرّواتب الحرام الجارية لبنوك الشرق و الغرب مستمرّة و مُستثمرة بإتقان لصناعة الصواريخ و الأقمار الصّناعية لدك رؤوس المستضعفين المقاومين الذين وحدهم فهموا الحقيقة .. فثاروا و صمدوا لأجلها رغم الفقر و العوز والصعاب والأمر كلّه لله, إنه خير ناصر و معين ..
الفيلسوف الكوني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here