قل لي من شركاؤك الطبيعيون

بقلم: أسرة التحرير

هآرتس- 6/10/2019

انطلق وزير المواصلات ورئيس الاتحاد الوطني، بتسلئيل سموتريتش، يوم الجمعة بهجوم عنصري بشع ضد النواب من القائمة المشتركة، الذين تغيبوا عن احتفال أداء الكنيست اليمين القانونية كي يتمكنوا من المشاركة في مظاهرات الاحتجاج ضد اهمال الشرطة في معالجة العنف في المجتمع العربي. هكذا كتب القومجي اليهودي المتطرف، كاره العرب، على حسابه في التويتر: “من حظنا أنهم قاطعوا جلسة افتتاح الكنيست. فقد كانوا سيطلقون النار هناك كإعراب عن الفرح/الحزن/الاحتجاج/ او لمجرد العادة (وعندها بالطبع كانوا سيتهمون الشرطة…”).

هذا هو الرجل الذي يتباهى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشراكته الطبيعية والذي عينه وزيرا في حكومة اسرائيل. هذا هو الرجل الذي يمثل التيار الديني الصهيوني في البرلمان الاسرائيلي. لا يدور الحديث عن زلة لسان عنصرية، بل عن منهجية من الشوفينية اليهودية، التي لشدة العار والخطر لا يوجد أي من اعضاء الحكومة يشجبها.

منذ بداية السنة قتل أكثر من 70 مواطنا عربيا في اسرائيل. آلاف المواطنين من كل ارجاء البلاد، رؤساء سلطات محلية، نواب ورجال دين، يحتجون في الايام الاخيرة على اداء الشرطة في مكافحتها للجريمة. وردا على ذلك عقد وزير الامن الداخلي جلعاد اردان مرة اخرى اجتماعا “لبحث طارئ” واشار من جديد الى أن على الشرطة “ان تكافح العنف بالضبط مثلما تكافح الارهاب”.

ولكن هناك بالضبط تكمن المشكلة. عندما يفكر أردان بالجمهور العربي فانه يفكر به كعدو داخلي، وعندما يقرر التعاطي بجدية مع مشاكل العنف في البلدات العربية فانه يصف الصراع بتعابير الارهاب. هذا هو المكان الذي يتضح فيه بأن الفوارق بين اردان وسموتريتش هي فوارق في الاسلوب ليس الا.

ان رفع نسبة الحسم، قانون القومية، التحريض ضد العرب في الحكومة، في الكنيست، في الشارع وفي الشبكات الاجتماعية بلورتهم وعززتهم سياسيا. وتوجد هذه المسيرة الان في ذروتها، مع توصية القائمة المشتركة ببني غانتس. والان فإن الغالبية اليهودية مطالبة بثورة في الوعي شاملة بالنسبة للأقلية العربية. وضمن أمور اخرى يجب الغاء وزارة الامن الداخلي واعادة وزارة الشرطة. ولعله هكذا سيكون من يقف على رأسها سيتذكر بان وظيفته هي الدفاع عن عموم مواطني دولة اسرائيل، عربا ويهودا على حد سواء، والا يرى نفسه رئيس اركان جيش الاغلبية للدفاع عنها ضد الاقلية.

ان اسرائيل بحاجة الى ائتلافات جديدة، تتشكل ممن يؤمنون بانه يوجد أمل في الحياة المشتركة بين العرب واليهود. لقد حان الوقت لان يذهب اردان، سموتريتش وباقي رفاقهما في الائتلاف اليهودي “الطبيعي” كاره العرب الى بيوتهم، كي يعطوا الفرصة لأناس يريدون حل المشاكل لا ان يخلقوها فقط.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here