مواطنون يسخرون من الحكومة لأنها تخاف من الفيسبوك

مازال المواطنون يتساءلون عن الوقت الذي ستنتهي فيه أزمة قطع الانترنت ، إضافة الى الشوارع المغلقة في وجه حركة السيارات في بعض المناطق بالعاصمة بغداد،

في وقت تتحدث فيه الحكومة ومجلس النواب عن العمل على تنفيذ مطالب المحتجين ، وكانت الحكومة قد قررت قطع شبكة الانترنت منذ مساء يوم الاربعاء وحتى هذه اللحظة دون أن توضح ولو ببيان يشرح للناس الذين ترتبط حياتهم وأعمالهم بالشبكة العنكبوتية التي يحتفل العالم هذا العام بمرور ثلاثين عاماً على اختراعها والتي أصبحت في السنوات الاخيرة لاتفارقنا ليل نهار ، ويعود الفضل في اختراعها ليس الى الحكومة العراقية أو السيد عادل عبد المهدي الذي يبدو هذه الأيام غاضباً منها وإنما يعود الفضل الى عالم بريطاني اسمه ” بيرنرز لي ” ولد عام 1955، في أطراف لندن ، وسيتمكن وهو في سن الرابعة والثلاثين من أن يخترع ما يسمى اليوم الانترنت الذي غير حياتنا وبدّل الكثير من مفاهيمنا ..يكتب بيل غيتس إن ” من بين جميع اختراعات عصر التكنولوجيا الرقمية يرجع الفضل في ظهور الشبكة العنكبوتية الى شخص واحد هو بيرنرز لي ” والشيء المثير أن بيرنرز لي أصر أن يكون استخدام الشبكة العنكبوتية هذه بالمجان ، ومتاحاً للجميع مدى الحياة ، لأن الهدف الرئيس من الشبكة وسبب تصميمها ، كان من أجل الترويج والمشاركة والتعاون .. وقد عرف عن بيرنرز لي إنه لا يسعى إلى مطامح شخصية ويقول لوالتر إيزاكسون الذي أجرى حواراً معه ضمن كتابه الأخير ” المبتكرون ” إن تصميم الشبكة العنكبوتية بالنسبة له كان أشبه بنوع من أنواع العبادة التي يبحث أصحابها عن العدل والتسامح والسلام ومكارم الأخلاق :” سعينا الروحي والاجتماعي هو بحث عن مجموعة القواعد التي ستٌمكن الناس من العمل معاً في انسجام وتناغم ” وعندما أطلق مشروع الشبكة العنكبوتية قال :” كل شيء تم بسبب غرامي بكتب ديكارت ” ، واليوم في العراق كل شيء يتم بسبب حب البطش والاستبداد وعدم احترام حريات الناس

يقول أحمد علي – من سكنة الجادرية أنا أعمل في تاكسي ” كريم ” وعملي مرتبط بالانترنت ومنذ أربعة أيام لم يدخل في جيببي دينار واحد بسبب انقطاع شبكة الانترنيت مما يجعلني عاطلاً عن العمل ، إضافة الى قطع بعض الشوارع

وكانت منظمات معنية بحقوق الإنسان أدانت قطع شبكة الانترنت لأنه حق طبيعي من حقوق المواطن كفلته الدساتير ، كما إنه يتسبب بخسائر مالية للمهن التي ترتبط بشبكة الانترنيت بشكل كامل .

إجراءات قطع الانترنيت ومعه التضييق على حركة الناس والتي وصفها رئيس الوزراء بأنها اشبه بـ ” الدواء المر ” واجهها الناس بالسخرية ، المواطن عباس محمد قال هل يعقل أن حكومة تخاف من الفيسبوك وتدعي أنها تريد الحفاظ على التجربة الديمقراطية وأضاف عباس : إن المشكلة أن المسؤول لا يحترم المواطن ، لأن المسؤول يتمتع بكل الامتيازات والعديد من النواب غادروا العراق لكي يتمكنوا من كتابة تغريداتهم ” السمجة ” عن الوضع الدامي ، فيما الحكومة ومعها الرئاسات تتمتع بخدمة انترنت متطورة تسمح للمسؤول أن يقضي وقتاً ممتعاً مع الفيسبوك .

جهات اتصلت بها المدى أكدت أن هناك بعض خطوط الانترنت مفتوحة بموافقة مكتب رئيس الوزراء .. وقد حاولت المدى من جانبها أن تستفسر من الشركة التي تزودها بالانترنت فجاء الجواب ممكن أن تحصلوا على خدمة الانترنيت لو حصلتم على موافقة من مكتب رئيس مجلس الوزراء .. وهكذا تحوّل الانترنت الى سلعة يتحكم بها المسؤول ، بعد أن أراد لها صاحبها البريطاني ” بيرنرز لي” أن تكون في خدمة جميع البشر.

عبد الرحمن محمود من سكنة الكرادة يقول لـ المدى “هناك مسؤولون في الكرادة يتمتعون بخدمة الانترنت ، لكنها ممنوعة عن المواطن لأنه مشاغب ويطالب بحقوقه .

هيئة الاتصالات والإعلام المسؤولة عن شبكات الانترنت التزمت الصمت ، وقد حاولنا الحصول على جواب من أحد المسؤولين فكان الرد لانرى .. لا نتكلم .

ناشطون من جانبهم قرروا اطلاق حملة لرفع شكاوى قضائية ضد الحكومة ، لأن الوصول الى المعلومة حق كفله الدستور ، حيث أكد محسن البهادلي أن هذه الحملة هدفها الوقوف بوجه بعض القرار المتعسفة والتي تهدد حرية المواطن ، وأشار محسن إنهم ناشدوا الجهات التشريعية والقضائية بالتدخل وبأهمية مواجهة مثل هذه المخالفات الدستورية لأن مثل هذه القرارات تسبب ضرراً للمواطن ، وأضاف إننا سنقاضي المسؤول الذي أصدر قرار قطع الشبكة بحجة الحفاظ على الأمن الوطني ، وكانت جهات حكومية أكدت أن قطع الانترنت اتخذ بسبب صفحات الفسيبوك التي تدعو الى التظاهر ، وللتخفيف من حدة هذه التظاهرات ، فيما سخرت لمياء قاسم من محاولات الحكومة ترضية بعض المنظمات الدولية ، حيث أعادت الانترنت بعد منتصف الليل والناس نيام لمدة نصف ساعة لتثبت إنها داعمة للحريات ، وأضافت لمياء ساخرة : يبدو أن الحكومة يعجبها أن تلعب البوبجي منتصف الليل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here