حوار خارج المألوف:

عزيز الخزرجي
قلت لإبني العزيز صاحب القلب الكبير و العقل المُنير مُحمّد:

بُني محمّد حفظك الله تعالى؛ لا تتنازل في حياتك عن ثلاثة:

1- أنْ تأكل من أفضل الطعام.

2- أنْ تنام على أفضل الفراش.

3- أنْ تسكن في أفضل البيوت.

قال لي: يا أبي الحنون؛ نحن فقراء على قدر حالنا قضينا العمر بآلبحث عن أسرار الوجود, فكيف لي أنْ أفعل ذلك و عطاؤنا لا يتوقف للآخرين و للكون!؟

قلتُ له:
إذا أكلتَ, و أنت جائع؛ سيكون ما تأكلهُ أفضل طعام ..

وإذا عَمِلْتَ كثيراً ثمّ نِمتَ و أنتَ مُـتعبٌ, سيكون فراشكَ أفضل فراش ..

وإذا عامَلتَ الناس بآلمعروف ستسكن قلوبهم, و بذلك تسكن في أفضل البيوت ..

قال إبني المفكر الحليم: لقد كابدتَ أنتَ يا أبي كما نحن معك الكثير ولم نمدّ أيدينا لأحد بينما آلجّميع فعلوا مع الذل؛ فأصابنا ما أصابنا من الفقر والغربة والإجحاف, خصوصا من الحكومات ومعها الناس الذين إستبدلو قلوبهم بمعادن وأحجار لا يعلمها إلا الله.

قلتُ لهُ: يا إبني العزيز المفكّر .. أسعدكَ الله و رفع شأنكَ في الدارين: و هلْ تعتقد بأنّ الفوز برضا الله .. عملٌ سهل ينالهُ المدّعون وقساة القلوب وأهل الغيبة و النميمة و الإستجداء وآلذّل وآلعمالة .. سوى ثلّة من الأولين و قليل من الآخرين!؟

قالَ : و دمعة دفينة حزينة كادت تُحرق قلبي أرادت أن تسقط على وجنتيه الجّميلتين!

و أين هؤلاء القليل يا أبتاه!؟

هل يُمكن لقائهم يوما ما لنفرح بهم؟

قلتُ : إنّهم مثلنا .. مثل الحسين .. مظلومون .. مشرّدون و مختبؤون في زوايا الأرض .. ألله أعلم بأسرارهم لكن عددهم لا يتجاوز الآن المائة أو المائتين وربما الثلثمائة إلا قليلاً, و قد نلتقيهم يوماً.

وما علينا إلّا إكمال الطريق رغم المعاناة و الألم و الله كفيل بمُحبيّه و هو الصّديق الرّحيم ألذي لا ينسى مَنْ أحبه ساعة الصفر.
وسأكون كما أنت بإذن الله, و لن أتنازل حتى ألقاهُ لتكتمل سعادتي من دون البشر الذين سكنوا و أكلوا و ملؤوا البطون بالحرام.

ألفيلسوف الكونيّ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here