لا يكفي أن تكون ” شيعيا ” ما لم تكن ولائيا !!..

بقلم مهدي قاسم

لا يكفي في هذه الأيام أن يكون المرء شيعيا فقط سواء بالولادة
أو إيمانا بالعقيدة والمذهب ، ما لم تكن شيعيته هذه مقرونة قولا و فعلا بالولائية ، و نعني بالولائية ، الولاء المطلق لنظام ولاية الفقيه و الدفاع عنه أو من أجله قتالا أو ردحا إعلاميا و سواء عن تقليد مباشر لخامنئي أو انخراطا فعّالا بأحد الأحزاب والميليشيات الموالية
له بالمطلق يعني : إذا كنتَ لستَ لا هذا و لا ذاك ، فمعنى ذلك ، نقصد ، بالنسبة لهم ، أنت لم تُعد آنذاك شخصا غريبا و دخيلا فقط ، و مرفوضا بالكامل فقط ، إنما مشبوها و معاديا ، فربما ستتعرض للأذى و التنكيل أو التشنيع وللقتل و التصفية أيضا و حتى … نقول و حتى ولو
كان اسمك أو اسم والدك عبد الزهرة ! ، ذلك الاسم ذات الرنين و النغم الخاصين بالانتماء المذهبي الواضح و الصريح و المكشوف من تلقاء نفسه ، كهوية انتماء مذهبي لا يطاله أي شك أو ريبة ..

ففي النهاية مطلوب منك أن تكون من ضمن السرب و الرهط الإيرانيين
في العراق ، ليس تقليدا أو دفاعا فقط عن نظام ولاية الفقيه ، إنما تغييرا في الوعي الوطني أيضا ، أي ينبغي عليك ، لكي تكون ” شيعيا ” مقبولا و يُثاق بك تماما في هذه الأيام ، أن تستبدل منتزعا وعيك الوطني أو العراقي بالآخر الإيراني ، وتعتبر إيران هي وطنك الأصلي
و الحقيقي الذي يجب أن تكون مستعدا التضحية بنفسك من أجله في أي مكان وزمان يحدده المرشد الأعلى حسب مصالح إيران القومية في الخارج ، حتى ولو تحت ذريعة الدفاع عن ” المقدسات ” ، بينما العراق يجب لا يكون في نظرك ليس أكثر من ” كيان مصطنع و دخيل ” سينتهي عاجلا أم
آجلا ..

و عندما تكون هكذا و ضمن هذه المفاهيم المقاييس الولائية
و بالتمام والكمال ، فآنذاك ستجري معاملتك ك” شيعي ” قح ومضبوط ، مائة بالمائة ، يعني شيعي خوش ولد و حباب !!، ومن خلصاء القوم ، بل و ضمن الطليعة ” المقدسة ، من يعلم ؟ ، و ربما انت بدورك قد تكون” مقدسا” أيضا في نظرهم حينذك ، وفي الوقت نفسه وقد تكون قريبا من
مصدر المال العام الذي مالكه مجهول ونهبه حلال بشكل مهول !!..

لذا فلا تتوهم بسبب اسمك كعبدالزهرة أو عبد السادة مثلا
، كأنما المسألة تحصيل حاصل و منتهي ، حتى تعده دلالة راسخة على شيعتك أبا عن جد و جد ثالث أو رابع و حتى الجد الأكبر و الأخير، لا ، فليس من ثمة أهمية لهذا الاسم بعد الآن ، بدون انخراط بين صفوف الولائية المطلقة ..

علما لو مسكتك عصابات داعش أو القاعدة و يلاحظون اسمك في
هويتك مكتوبا بعبد الزهرة ـــ مثلا ـــ فسيذبحونك حتما ، وفوق ذلك ، على الطريقة الإسلامية ” المضبوطة ” لأنهم سيُعدونك رافضيا أو مجوسيا مشركا !!..

و هكذا فلا أهل الولائية يتقبلوك ويثقون بك ويعدونك
واحدا من صفوفهم ” الشيعية ” الخالصة ولا أهل التكفيرية والسلفية يتسامحون معك ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here