الله ولحد… لاعدالة.. لا إنصاف

عبد جعفر

في منتصف السبعينيات، عندما كنا في جريدة (طريق الشعب) كان معنا زميلتان هما (إنصاف وعدالة) وهما تعاونان الشهيد شمران الياسري (أبوكاطع) في بعض اعمال الجريدة الادارية. مرة جاء أبو كاطع مبكرا ولم يجد الزميلتين، فقال نادبا بشكل ساخر:

-الله ولحد.. لا عدالة.. لا إنصاف!

فماذا يقول وهو يرى ماذا يحدث اليوم؟ فأي انصاف وأي عدالة بقيت بعد دخول عبد المهدي نادي (أكثر رؤساء الحكومات دموية) وكونه (عادلا) في سفك الدم العراقي في المحافظات المنتفضة.

ولهذا تصبح الدعوة الى محاكمته مع طاقمه القمعي بتهمة الإبادة الجماعية، مهمة ملحة ، فليس من يقتل أحدا يعد مجرما والذي يقتل الاف يصبح بطلا. فالجريمة واحدة.

فقبل أيام، يعلن لنا، مستشاره (للقمع) الوطني( الفياض) بأن (الحشد الشعبي والبيشمركة) جاهزان لإحباط أي المؤامرة. ولا نعرف أي مؤامرة يتحدث؟ وهل سيعمل غير القتل وزيادة الضحايا؟ وهل الحشد أصبح جزءا من منظومة وزارة الدفاع ام اصبح رديفا للجيش؟ وكيف يعتبر الحشد و

البيشمركة بمواقفهم وتاريخهم ونضالهم المجيد، مرتزقة، لقمع المتظاهرين وقت الحاجة؟

وأين كان الفياض أو عرابه المهدي في الرد على القصف الإسرائيلي لبعض معسكرات الحشد؟

وربما يكرر الفياض ما يريده المسؤولون الإيرانيون (بسحل المتظاهرين) باعتبارهم جزء من مؤامرة قامت بها (اقلية!) على حد تعبير وزير خارجية ايران.

البعض يرى ومنهم اياد علاوي في ضرورة إعطاء فرصة أخرى لعبد المهدي و منحه صلاحيات اكبر واطلاق يديه في اتخاذ القرارات. ولا ندري أي صلاحيات ؟ واذا كان يشعر بأنه مقيد ولا يستطيع فعل شيء فلماذا لم يستقيل قبل فترة، ويرح نفسه ويرحنا من طلعته البهية. كما يحمل مسعود البارزاني (الانتهازيون) المسؤولية في احراج الحكومة بالتظاهرات, والسبب كما هو معروف للجميع هو تغاضي المهدي عن سرقة الإقليم لموارد النفط، ولم نسمع من مسعود باعتباره رئيس (حزب ديمقراطي) أدانة لجرائم القتل والقمع المتظاهرين الشباب السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة.

ان رموز النظام يسندون بعضهم البعض، محاولين بذلك وقف سقوطه، مثل قطع الدومينو واحدا بعد الأخر، بعد ان سقطت أخر ورقة التوت عنهم.

فمحاكمة رأس الحكومة ومن يقف معه ورفعها كشعار مطلبي وآني، هي مهمة ملحة، وألا فأن القضية سيطويها النسيان مثلها مثل الملفات الاجرامية الأخرى كمجزرة سبايكر وسقوط الموصل و الاغتيالات التي طالت المثقفين والناشطين المدنيين وغيرها من حوادث الأجرام التي لا تعد ولا تحصى في عموم العراق.

واما التعويل على تحسين المسار و(عفو الله عما سلف) هي الهدف منه ذر الرماد بالعيون، وهي وعود ستنطفأ حالما تدخل دهاليز دوائر الدولة المظلمة.

ان تفعيل هذه القضية سيكون افضل رد اعتبار للشهداء والضحايا، وكما سيكون فاتحة لمحاكمة رموز الاجرام والفساد وسحب البساط من شرعية هيمنتهم التي بدأت بسفح الدم ولا نعرف الى اين تنتهي. وقد قال المتنبي:

١ وما انتفاع أخي الدنيا بناظـــره

إذا استـــوت عنده الأنوار والظلم

وجاهل مدَّه في جهله ضحكي

حتى أتتــــه يــد فرَّاســة و فم

إذا رأيـــت نيوب الليــث بارزة

فلا تظنـَّــن أن الليــث يبتســم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here