تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ليتوقف العدوان التركي السافر على سوريا

نتابع بقلق بالغ واستنكار شديد مجريات العملية العسكرية المدانة التي تواصلها تركيا داخل اراضي سوريا الشقيقة، والتي تشكل عدوانا سافرا على دولة جارة ذات سيادة، وانتهاكا فظا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الامن الدولي، التي شددت مراراً على سيادتها وسلامة ووحدة اراضيها.

ان لهذا العدوان تداعيات كبيرة وخطيرة على المنطقة وأمن شعوبها وسلامتها، وهو مبعث قلق لاستهدافه في الاساس منطقة يسكنها الكرد ، فيما اردوغان وحكومته معروفون بمواقفهم العدائية ازاء طموحات وتطلعات الكرد في تركيا ذاتها، ثم خصوصا وان القوات التركية تقوم بعمليات قتل وعنف ضد سكان المنطقة المستباحة، وتخريب لبناها التحتية، والتخطيط لتغيير ديموغرافي من شأنه ان يؤجج الصراعات ، خاصة القومية منها . وستبرز من جديد مشكلة ملايين اللاجئين في المنطقة، التي شهدت هدوءا نسبيا إثر الهزائم المتلاحقة لداعش وما حققت القوات الكردية من دور مشهود في احراز ذلك.

ومن المؤكد ان هذا العدوان سيزيد من التعقيدات في المنطقة ويضعف التصدي بفعالية للارهاب ومنظماته ، التي ستجد بفضله فرصة لالتقاط الأنفاس ومعاودة لملمة صفوفها . كما ستكون له آثاره المؤذية على بلادنا، التي تمتد حدودها طويلة مع سوريا وتركيا ، فيما لا تزال القوات التركية تعسكر في الأراضي العراقية رغم المطالبات الواسعة بسحبها، في انتهاك مستنكر لسيادة العراق وحرمة أراضيه.

اننا نضم صوتنا الى الأصوات الدولية والعربية المنددة بهذا العدوان ونطالب بوقفه فوراً والانسحاب من الاراضي السورية، ووقف التدخل الخارجي في شؤون سوريا، ودعم جهود مكافحة الارهاب والتصدي لمنظماته الاجرامية.

ان مصير سوريا، بلداً ودولة، يقرره الشعب السوري بارادته الحرة، من دون وصاية تفرض عليه بالقوة او اي شكل آخر من التدخل الخارجي، كما انه هو من يقرر بتوافق كافة اطيافه شكل ادارة الدولة وبنائها ومنهج وآلية الحكم فيها وطبيعة نظامها السياسي.

كل التضامن مع الشعب السوري بكافة اطيافه ، ومع قواه الوطنية والديمقراطية وهو يشق طريقه نحو الامان والاستقرار وإعادة البناء ، عبر صعوبات جمة وتعقيدات شتى، منها اليوم عدوان تركيا وتدخلها السافر في شؤونه.

١٣-١٠-٢٠١٩

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here