د. ماجد احمد الزاملي
طبيعة وكينونة النظام الراسمالي الذي اتبعته الولايات المتحدة الامريكية وطورته نتيجة احادية القطبيه الى نظام نيوليبرالي مطلق وجشع للربح السريع ولجمع الثروات في العالم باقليه من البشر لا تتجاوز نسبتها العشرة بالمئة ورفع الحمايه الاجتماعيه والخصخصه التي طالت العالم وقروض المؤسسات الدوليه الماليه طريق الاستعمار الجديد وهجرة رؤوس الاموال والمصانع من دول المركز الى الاطراف للربح وعدم الدفع مما ادى الى ازمات ماليه في معقل الراسماليه ودوله والعولمة التي ارادت بها ان تستولي على مقدرات شعوب العالم ووقعوا بشرورها. ان اعتماد دول الراسمالية على انظمة حكم بالية ومتهالكة في العالم والذين اكلوا وسرقوا مقدرات شعوبهم خدمة للراسمالية الغربية, فزاد الفقر والجوع والبطالة ونتيجة دعم امريكا ودول رأس المال لهذه الانظمه وعلى راسها الحكومات العربية. فالرئيس الامريكي هو قائد ثوره ضد العولمة التي صنعوها اسلافه الذين اتبعوا فلسفة هنققتون نهاية التاريخ وان النيوليبرالية هي سيدة العالم ويحق لها تملك العالم وربما فكروا بانقاص البشر لكي لا يستهلكوا المزيد من ثروات العالم وهذا حصل عندما ارتفع سعر الغذاء حينها قالت المستشارة الالمانيه بان سبب الازمه الهند والصين لان شعبيهما يأكلون وجبتين في اليوم يكفيهم وجبة واحدة فوقعوا جميعا بشرورها فانتقلت المصانع من بلدانها الاصلية الى دول العمالة فيها ارخص وحدثت ازمات مالية نتتيجة نقصان الدخل والتهرب الضريبي. سيخرج ترامب عاجلا او آجلا من كل المنطقة وقريبا تنتهي أسطورة النظام العالمي ذو القطب الامريكي الواحد وسندخل مرحلة العالم متعدد الأقطاب وطبعا امريكا ليست من هذه الأقطاب وسيندم الخليجيون حين لا ينفع الندم .
النفط كسلعة استهلاكية قلّت الحاجة الامريكية اليها بصورة كبيرة ولكن قيمته الاستراتيجية والاقتصادية لم تتغير بل زادت، فعلى المستوى الاستراتيجي مَن يسيطر على نفط الخليج يؤثر بقوة على اقتصاديات الصين وغيرها التي تعتمد على نفط الخليج اساسا ،اما اقتصاديا فالنفط والغاز العربي ثروة ضخمة تحت يد امريكا تدعم بها اقتصادها المريض، ناهيك عن ان الاموال الخليجية اسيرة في بنوكها وتسخر لخدمة الاقتصاد الامريكي.ويكفي ان نشير الى ان ترامب حصل على اكثر من تريليون دولار من دول الخليج،والنهب مستمر بتزايد واضح. لقد قال ترامب ونتنياهو القدس يهوديه. وهناك من يكفر بالمسجد الاقصى بانه ليس له اهميه, وهناك ممن لم يتغير لون وجهه عندما اعلن ترامب ان القدس يهوديه والاكثر إجراما من ذلك فان هناك من كان يتودد لترامب وكأن شيئأ لم يحصل بل يساعدوه لكي يحقق رغبته. وكل الذين يتعاملون مع الامريكي والصهاينة انهم خدم لبرامج ترامب ولايعملون لتحقيق اهداف بلدانهم. مثلا محمود عباس يتعاون مع الصهاينه وهو خادم لهم ويستخدموه لحمايه المستوطنين اليهود والمستوطنات من ان لا تكون عليهم مقاومه. ولا اكثر من ذلك. والسعوديون يتعاملون مع امريكا لان امريكا تجد فيهم السهم الذي يضرب الدول الاسلاميه جميعا من ايران لليمن لمصر لقطر لسوريا, للعراق لتركيا وغزه وحزب الله ,والسعوديه تحارب كل هؤلاء لحماية الصهاينه ولا يعملون عملا لحمايه بلادهم ولذلك تتعامل امريكا معهم. واما الاردن فهو يخدم اليهود والصهيونيه بحمايه حدودهم واعطاءهم الاراضي انا شاؤا من اعطائهم الاغوار والان الضفه وقري أخرى, وكذلك دول الخليج فانما هي دول لا يوجد عندها اسلحه لحماية نفسها بل هي محميات امريكيه وبريطانيه ولا تستطيع ان تخرج عن أوامر الامريكي والصهيوني لان البلد الكبرى السعوديه تنفذ كل ما يطلب منها من الامريكي والصهيوني. ومن نتائجه المهمة ان العقود مع السعودية فقط شغلت اكثر من مليون عاطل عن العمل في امريكا، وهذا انجاز ضخم ونوعي في نسبة البطالة لم يحققه اي رئيس منذ نهاية السبعينيات، فهل زالت اهمية النفط العربي بالنسبة لامريكا؟يقينا كلا بل هو احد اعمدة الاقتصاد الامريكي المحتاج اكثر من اي وقت مضى للدعم الخارجي.وهذا إثبات اخر فامريكا شركة كبرى تجري وراء الربح اينما وجد ، فكيف حينما يكون
النفط والغاز مجانيان ؟المعروف هو أن الحکّام فی أمريكا في سياساتهم الإستراتيجية لا يحكمون بأمرهم إنما هناك الدولة العميقة تصوغ لهم و هم ينفذون، علي هذا لا أتصور انسحاب ترامب من سوريا كان بإرادتة أو غباء منه بل هي إستراتجيات و خطط جديدة تحاك للمنطقة، أكيد لا خوف علي الصهاينة في هذا المنعطف الجديد مادام اللوب اليهودي في أمريكا هو المسيطر علي مقتضيات الحكم و لا خوف علي إيران لأنها تحملت ما فيه الكفاية من الأمريكي و صمدت و تعلمت كيف تعيش معتمدة علي نفسها و ذاتها، لكن الخوف علي الحكام العرب الذين كانوا ومازالوا يلهثون وراء أمريكا. لايعني ادعاء ترامب بسحب قواته من الشرق الاوسط انه سينسحب كليا من المنطقة فهذه القوات التي قال انه بدأ في سحبها عدد بسيط ولعب به في الانتخابات السابقة ثم لم يسحبها لا من الشرق الوسط ولا من افغانستان ايضا فمن تابع ترامب في تلك الانتخابات يعرف انه لعب على عقول الامريكان بكل طلباتهم من العنصرية الى الاقتصاد ولكن بعد ان تولى المنصب لم ينفذ ربع مما وعد به وكان همه فقط الصراع مع الدول الضعيفة لاشغال الشعب الامريكي رغم انه وجد في فترة كان اغلب الحكام والحكام العرب خاصة اضعف حكام مروا في تاريخ دولهم هاهي تركيا تهجم على الاكراد في سوريا لانه واجه زعيم قوي يهتم بمصلحة بلده ويتصف بالعناد ايضا فلم يكن من ترامب سوى سحب قواتة من المنطقة بتسيق مع السوريين. ونشكره على صراحته اعني ترامب على اعترافه بان الهجوم على العراق كان بمزاعم باطلة وليس حقيقية وقبله اعتذر توني بلير عن هذا الهجوم وقائد الاركان الامريكي ايضا جون باول وننتظر اعتذار جورج بوش الابن عن تلك الجريمة ويظهر ان ترامب انتهي من تصفية كل اعمال وحسنات الرئيس الذي قبله لانه يظهر ان يكون هناك اعمال يذكرها التاريخ لرئيس اسود وجاء الدور على رئيس اخر ولكن هل يتوقف الوضع على هذا ام تتوسع الحمله في حالة استمراره رئيسا ننتظر لنري وهذا مثل النار اذا لم تجد من تاكله اكلت نفسها .
ترامب كأي رأسمالي يعتقد ان ادارة الدولة مثل ادارة اعماله في السوق وفي شركاته علما بانه لايوجد رئيس امريكي سيتخلى عن الشرق الاوسط فمن تحكم به حكم العالم والقاعدة يظهر عند الروساء الامريكان خاصة ان ثروات هذه المنطقة لم تعد على الاقل كما استلمها ملكية خاصة لترامب و قبله اوباما لا يريدان حرباً مع ايران ليس لان امريكا خائفة او عاجزة أمام ايران و إنما لان المنتقعين العراقي و الأفغاني اثبتا عملياً انه لا جدوى من تلك الحروب الطويلة لمنفعة اسرائيل على حساب سلامة و ازدهار المواطن الأمريكي. الثمانية تريليونات دولار خسرتها امريكا في حروبها على الشعبين الأفغاني و العراقي و ليس بسبب ايران. على العكس، ايران ساعدت الاجتياح الأمريكي للعراق و افغانسان باعتراف قادة ايران و امريكا أنفسهم. لطالما كانت سياسة امريكا هي احتواء ايران و توجيه اطماعها عن الدول العربية لتفتيتها و تقسيمها على أساس طائفي لتحقيق مطلب الصهيونية.
الصهيونية العالمية ممتعضة من انسحاب امريكا من سورية لان حلمهم بخلق دويلات تهدد وحدة تركيا و العراق و ايران و سورية تحطّم. ترامب اتخذ قرارا صائبا تماما، و صحح وضعا مدمرا انتجته السياسة الامريكية السابقة بعهد بوش المجرم و كوندليزا رايس، في بث الفوضى و تدمير دول المنطقة ، دولة بعد اخرى مما انتج وضعا فوضويا و المئات من التنظيمات الارهابية و انتشارها في كل ارجاء المعمورة، كل مصائب الشرق الاوسط كانت بسبب الوجود الامريكي و مع الاسف سيكون من الصعب اصلاح هذا الضرر الفادح و سيكون العراق ووسوريا هدفا لاطماع دول اقليمية، ايران و تركيا و لكن و مع انحسار دور الامريكي اعتقد ان شعوبنا واعية و ستتغلب على التناحر الطائفي و بمساعدة روسيا ستتم استعادة سيادتها و استقلالها رويدا رويدا ، هذا ليس حلما و انما يقينا.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط