العراق يحصن حدوده مع كوردستان سوريا خوفاً من تدفق مسلحي داعش

بعد بدء الهجوم التركي على كوردستان سوريا، اتخذت الحكومة العراقية حالة استنفار خشية تدفق مسلحي داعش من سوريا إلى العراق، وقررت نشر قوات إضافية على طول حدودها مع كوردستان سوريا.

ويحذر المراقبون المحليون والأجانب ومسؤولو قوات سوريا الديمقراطية من أن يؤدي الهجوم التركي إلى فرار مسلحي داعش المعتقلين حالياً في سجون قوات سوريا الديمقراطية، وهذا ما جعل الحكومة العراقية في حالة استنفار وتنوي نشر قوات إضافية على طول الحدود مع سوريا وكوردستان سوريا بدءاً بناحية ربيعة وصولاً إلى قضاء القائم.

وتشير الإحصائيات إلى وجود عشرة آلاف من مسلحي داعش معتقلين في سجون تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وتشير إحصائيات قوات سوريا الديمقراطية إلى أسر أكثر من ثلاثين ألف عراقي (من مسلحي داعش وعوائلهم) في آذار من العام الحالي أثناء عملية استعادة السيطرة على الباغوز، وتخشى الحكومة العراقية من تمكن هؤلاء من الفرار من سجون قوات سوريا الديمقراطية.

وصرح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، هاشم بريفكاني، لشبكة رووداو الإعلامية بالقول: “يتخوف المسؤولون الأمنيون في الموصل كثيراً من تداعيات الهجوم التركي على كوردستان سوريا، لوجود خمسة آلاف مسلح داعشي في سجون كوردستان سوريا، والخوف من تمكنهم من الفرار. لهذا قررت وزارة الدفاع العراقية إرسال قوات كثيرة إلى الحدود العراقية – السورية”.

وقال بريفكاني إن موعد إرسال تلك القوات ونشرها على الحدود ليس معروفاً بعد، لكن هذه القوات سيتم نشرها على طول الحدود بين العراق وسوريا وكوردستان سوريا.

وكانت الحكومة العراقية قد قررت فتح مخيم اعتقال لمسلحي داعش وعوائلهم المتواجدين تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ويقدر عددهم بثلاثين ألفاً، لكن 1700 فقط من هؤلاء وافقوا حتى الآن على العودة إلى العراق برغبتهم.

نبه مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية التحالف الدولي المضاد لداعش عدة مرات إلى أنه في حال استمرار العمليات العسكرية التركية التي تستهدف كوردستان سوريا، فإنهم لن يعودوا قادرين على حماية السجون التي تضم مسلحي داعش.

وأضاف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى: “قسم من مسلحي داعش الذين فروا من العراق إلى سوريا ثم أسروا هناك، كانوا مسؤولين وقياديين في داعش، ولهذا يخشى العراق تمكنهم من الفرار من السجون ثم العودة إلى العراق، ولهذا قرر تشديد المراقبة للحدود مع سوريا لمنع عودة أولئك المسلحين”.

بعد الهجوم الذي شنه داعش على سنجار في آب 2014، توجه 150 من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني إلى جبل سنجار حيث شكلوا مجلس إدارة سنجار، ثم شكلوا مجموعة قوات تحت مسميات وحدات المقاومة في سنجار ووحدات حماية نساء سنجار وقوة حماية أمن سنجار، ويبلغ تعداد تلك القوات حالياً نحو خمسة آلاف مسلح، ورغم ضم تلك القوات إلى ملاكات وزارة الدفاع العراقية فإنها مازالت تأتمر بأوامر حزب العمال الكوردستاني.

وقال رئيس مجلس إدارة سنجار الذي شكله حزب العمال الكوردستاني، فارس حربو، لشبكة رووداو الإعلامية، إنهم “مطلعون على نية العراق تشديد حماية حدوده مع سوريا، لكننا مع إخواننا في كوردستان سوريا قلباً وقالباً، ومستعدون لمساعدتهم إن طلبوا المساعدة”.

ونفى حربو قدرة الحكومة العراقية على منعهم من الذهاب إلى كوردستان سوريا “لقد بدأنا مجموعة نشاطات كالتبرع بالدم لجرحى الحرب وتسيير مظاهرات ضد الهجوم التركي على كوردستان سوريا، وإذا تلقينا طلباً للمساعدة لن يستطيع أحد منعنا من الذهاب إلى كوردستان سوريا”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here