أول صرخة للحرية في تاريخ البشرية

صرخة الأمام الحسين في كربلاء أول صرخة للحرية في تاريخ البشرية في العاشر من محرم وقف الأمام الحسين في مواجهة الفئة الباغية بقيادة ال سفيان صارخا ( كونوا أحرارا في دنياكم) لم يطلب منهم اي شي سوى ان يكونوا أحرارا فقط لم يطلب منهم ان يكونوا معه ويتخلوا عن الفئة الباغية ابدا بل طلب منهم ان يكونوا احرارا فقط

لأنه على يقين ان الأنسان الحر لا يكذب لا يخون لا يغدر لا يفسد هذه من طبيعة العبيد فقط فالعبد هو الذي يكذب ويغدر ويفسد ويخون

وهذه دعوة لكل مسئول قائد حاكم صالح صادق يريد بناء وطنه وسعادة شعبه ان يخلق شعب حر ان يمنح شعبه الحرية المطلقة اي حرية عقله فالانسان الحر لا يخاف ولا يخضع للطغاة المستبدين

في حين نرى الحكام (المسئولين) الفاسدين الكاذبين الذين يريدون سرقة ثروة شعبهم أفساد شعبهم وتخريب وطنهم مهمتهم خلق شعب عبد ذليل خائف اي محتل العقل خاضعا مستسلما للحاكم الطاغية وهذا ما كان في زمن الطاغية صدام وزمرته وما يحدث في ظل ال سعود ومن على شاكلتهم

فالحرية هي التي تمنح للأنسان أنسانيته وبدونها تمسخ انسانيته ويتحول الى دون الحيوان منزلة

وهكذا استمرت صرخة الحرية التي صرخها الامام الحسين استمرت تتسع وتسموا وتتألق تضيء عقول البشر المظلمة وتحررها من الاحتلال وتطهرها من العبودية والوحشية وبدأت تلك الصرخة تردد على لسان كل انسان حر في كل مكان من العالم حتى اصبح مرقد الامام الحسين كعبة الاحرار من كل البشر بمختلف اطيافهم وأفكارهم وأديانهم ومعتقداتهم حتى بلغ عدد الزائرين اكثر من عشرين مليون انسان بمختلف الوانهم وأفكارهم ومعتقداتهم وهذا العدد في ازدياد سنويا وبشكل مستمر

فصرخة الحسين في كربلاء (كونوا أحرارا في دنياكم) كانت صرخة انسانية حضارية كانت دعوة لرفض العشائرية والعنصرية والمناطقية والتمسك بالقيم الأنسانية ودفع الانسان حبا للحياة والأنسان وأكدت بشكل واضح ان قيمة المرء ما يحسنه اي ما يقدمه من خير للحياة والانسان مدى مساهمته في بناء الحياة وسعادة وعزة الانسان وأقامة العدل وأزالة الظلم وليس بنسبه وأصله وما يملك من مال ومنصب لهذ يرى العدل هو الهدف الاول والانسان العادل هو الاساس الاول

في أصول نهج الأمام الحسين لهذا فانه يفضل الانسان العادل الذي يختلف معه في الرأي في النهج على الانسان الذي يتظاهر انه معه في الرأي والنهج

كما ان الامام الحسين لم ير الجهاد غزو الآخرين وفرض دينهم بقوة السلاح ونهب اموالهم وسبي نسائهم وذبح شبابهم كما فعل الاعراب الذين لم يرتفعوا الى مستوى الاسلام بل انزلوه الى مستواهم وطبعوه بطابعهم لهذا رفض الامام الحسين ومن قبله الامام علي وكل من تمسك بقيم ومبادئ الاسلام المشاركة بهذه الغزوات الوحشية بل انهم كفروا من قام بها ومن آمر بها فكان يرى الجهاد هو كلمة حق بوجه طاغية مستبد بتحدي وقوة مهما كانت نتائجها حتى لو ادى الى استشاده فهو الشهيد لان مهمة الانسان الحر هو قول كلمة حق بوجه سلطان ظالم واذا استشهد فذلك هدفه وامنيته

لا شك ان صرخة الامام الحسين صرخة الحرية على خلاف صرخة يزيد صرخة العبودية فكانت صرخة الحرية تقول من رأى حاكما ظالما ولم يتصدى له بقول او فعل فكان عاصيا لله

اما صرخة العبودية التي صرخها يزيد وصدام ويصرخها الآن ال سعود لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم ومن يخرج عليه او ينتقده ولو بكلمة اف فهو عاصيا لله

لهذا بدأ اعداء الحياة والانسان دعاة العبودية والوحشية بحملة أساءة لصرخة الحرية لصرخة الحسين والمسيرة الحسينية التي بدات في العراق وانتشرت في مكان في العالم وهي تصرخ كونوا أحرارا في دنياكم حيث قام ال سعود وكلابهم بذبح محبي الحرية محبي الحسين كما قامت ابواقهم المأجورة الرخيصة بالاساءة الى المسيرة والشعائر الانسانية الحضارية الانسانية

ولكن كل ذلك لم ينل من صرخة الحرية ولم يوقف سموها ورقيها ابدا

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here