موسم المظاهرات في لبنان والعراق بين ازير الرصاص وباقات الورود .

بقلم : فرح الشماس
———–
ثمة موسم واحد ضرب العراق ولبنان وهو موسم المظاهرات و الاحتجاجات الشعبية ونزول الجموع الى الشوارع مطالبة بعيش افضل و خدمات جيدة وقانون يطبق على الجميع بدون استثناء . المظاهرات في كلا البلدين تسببت في غلق المدارس والجامعات وعمل محدود لدوائر الدولة
تصرف المتظاهرون في كلا البلديين الشقيقين بنفس العفوية والغضب الانفعالي وكان الامتعاض واضح من اداء حكوماتهم وخصوصآ في الملف الاقتصادي الذي يعد عصب الحياة للشعوب ومع تزايد الاحداث وسرعة نمطها فقط شاهدنا اللبنانيون الغاضبون وقد رشقوا على قوات الامن لديهم عبوات حارقة وهذا شيء لا نشجع عليه لكن ماذا ياترى كان رد حكومة سعد الحريري على هذا الغضب الشعبي في بلده وهل يشبه ردت الفعل الحكومية تجاه المتظاهرين في العراق ؟!!!
للأسف الشديد الفرق كان واضح في التعامل الحكومي بين الدولتين ففي الوقت التي تراجعت الحكومة اللبنانية على فرض الرسوم على مكالمات الانترنيت و رفع الضرائب نشاهد في العراق عدم اطلاق اي حزمة اصلاحية قابلة للتطبيق على ارض الواقع لم تطلق الا ( فتح تقديم على رواتب شبكة العاطلين عن العمل و فتح باب الترشيحات للتعين كشرطة وجيش في الحكومة و الاستعداد لتوزيع اراضي تبعد عن مراكز المدن عشرات الكليومترات وغير مشمولة بالخدمات ) هذا من جانب المقارنة بين قرارات الحكومتين اما في مسالة التعامل مع المتظاهرين فحدث ولا حرج لم نشاهد او نسمع في لبنان عن سقوط جريح او قتيل بين صفوف المتظاهرين كما ان لم يعتقل او يلاحق اي ناشط او اعلامي وصحفي كان مع خيار المظاهرات ؟!! ايضآ لم تتعرض اي من القنوات الفضائية اللبنانية وغير اللبنانية العاملة في بيروت التي نقلت المظاهرات الى هجوم من قبل مسلحين وتحطيم اجهزتها واستيدوهاتها مثل ما تعرضت له بعض القنوات الفضائية في العراق والتي نقلت المظاهرات في سابقة خطيرة للتعدي على حرية الاعلام ..
الحقيقية المجردة لا توجد اوجه لمقارنة واقعية بين ما جرى في المظاهرات في العراق والمظاهرات في لبنان . هل هناك داعي ان نذكر بسقوط اكثر من ١٠٨ شهيد واكثر من ٦٠٠٠ جريح خلال اسبوع حسب الاحصائيات الرسمية اما غير الرسمية فالعدد اكثر بكثير ..
هل هناك داعي لنذكر بعمليات القنص التي تعرض له المتظاهرون في العراق ؟
هل هناك داعي لتعرض المتظاهرون في العراق لحملات التخوين والعمالة والاتهامات الرخيصة ؟!
انا لا اتكلم من منطق احادي الجانب واسوق الاتهامات فكل ما تحدثت عنه من احداث مؤسفة اعترفت به جهات مسؤولة في العراق ابتداء من المرجعية العليا عندما حملت الحكومة مسؤولية كل ما تعرض له المتظاهرون و نهاية بخطبة رئيس الوزراء الاخيرة بمناسبة اربعينة الامام الحسين ع يوم السبت ١٩ / ١٠ عندما قال بصراحة ان هناك تقصير من قبل اجهزة الدولة ب التعامل مع المتظاهرين وانه سوف يحاسب كل من اهان واستهدفهم كائن من يكون منصبة في الدولة وهذه اشارة واضحة الى ان من استهدف المتظاهرين هم ذو مساحات كبيرة في السلطة ،
لكن وسط كل هذا لماذا كان هناك فرق بالتعامل مع المتظاهرين بين العراق ولبنان والمطالب تقريبآ نفسها ؟!
لماذا لم تدار ازمة المظاهرات في العراق مثل اديرت في لبنان ؟!
ربما الفرق يبين ان هناك حكومة في لبنان تشارك فيها الاحزاب وان هناك حكومة في العراق تهمين عليها الاحزاب وتريدها ان تدير البلد وفق العقليات المتحزبة التي اغلبها مريض بنظرية المؤامرة ..
لابد ان نتعلم من لبنان وغيرها كيف تدار الازمات في البلاد وان يكف سياسيون بلدنا الذي بيدهم السلطة عن ادعاء الاعلمية بكل شيء وهم لا يعلمون شيئآ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here