أيام لجمهورية الفساد

د. عبدالرضا الفائز

[email protected]

عجبي لرجل لا يجد قوت عياله لا يخرج للناس شاهرا سيفه، قالها الغفاري أبو ذر الذي ما حملت الخضراء ولا أظلت الغبراء أصدق لهجة منه. هكذا خرج الشباب العاطل والمحبط غاضبا يصرخ لا للفساد والمفسدين، في رجال باعوا أبا ذر بالرخيص، وتاجروا به والمبادئ. فقد مرت 16 عاما في ظل طبقة لا تهتم إلا لإمتيازاتها. تسكن وتجتمع غير خجلة في بيوت وقاعات بناها لهم صدام. عاجزين لجهلهم، عن إدارة ما ترك من مؤسسات ومصانع بعد أن رسبوا في الأمانة والبناء ونجحوا في محاصصة النهب والغباء.

لم يقدموا للعراقيين منجزا، مع رواتب ومخصصات لهم في تشريعات حرام. يصرخ الشباب المنهك والمتألم اليوم عاطلا بحرقة مذبوحا، فيضربوه بالرصاص، أو يقطعون تواصله الوطني، أو يناورون مراوغين مخاتلين. وكأن المحتجين خرجوا ضد سياسيين في المالديف أو الأرجنتين .

أخذوا السلطة وهم ليسوا لها كفؤا، خديعة بمحاصصة الطائفة والدين، وتلقفوها بالتزوير، ومرروها بحرق الصناديق. هادمين آمال الشباب، حارقين مستقبلهم، ومستمرين في تخريب الوطن. مكررين ما قاله صدام يوما “أتينا لنبقى”. فكرّهوا المقدس ودنسوا المنزه، ولوثوا روح الوطن، وسخروا من الفضيلة، واحتقروا الأخلاق والقيم.

فهل لهم فرصة في النجاة عما فعلوا؟ نعم، هي اعترافهم، إنهم ليسوا أهلا بالمحاصصة للوطن، وأن يفضحوا (إن استطاعوا) حيتان الفساد. فخارج المعقول أن نكون جمهورية للفساد، بلا فاسدين كبار. تحرس صغارهم حراسات، يخجل منها كبار كل عهود العراق. فتحية للشباب الذي بات يهدد جمهورية الفساد والفاسدين عابرا الطائفة والدين، ليُلحق عهدها بالبائدين. فليس هناك أقوى من فكرة أتى وقتها … فأين المفر، أيها الفاسدون في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here