أبعاد قمة روسيا –إفريقيا

بقلم / محمد الفرماوى

منذ تولى مصر رئاسة الاتحاد الافريقى وتبنى خطة التنمية فى افريقيا 2063 ,لم تدخر مصر جهدا فى سبيل تدعيم أواصر التعاون المشترك مع جميع دول القارة السمراء على المستوى السياسي أو الإقتصادى أو الثقافى من أجل ترسيخ قيم الشراكة والتعاون فى ربوع القارة, كما أنها تسعى الى حث الشركاء الدوليين على المساهمة فى دعم التنمية فى افريقيا من أجل القضاء على مشاكل الفقر والتصحر ورفع مستوى المعيشة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة,وفى هذا الإطار تعقد قمة روسيا- افريقيا بمدينة سوتشى الروسية برئاسة كل من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد الافريقي خلال الفترة من 23 و24 أكتوبر الجارى, والتى تعتبر أول حدث فى تاريخ العلاقات الروسية الافريقية يعقد على مستوى الرؤساء حيث تم دعوة جميع رؤساء دول القارة للحضور وكذلك الشركات والاتحادات والمؤسسات الاقليمية,وتأتى أهمية هذه القمة فى الوقت الذى تواجه فيه القاره والمنطقة بل والعالم أزمات كثيرة,ولعل الإهتمام الأكبر فى إطار العلاقات الروسية الافريقية سوف ينصب على البحث فى كيفية تدعيم

التعاون فى شتى المجالات الخاصة بالتنمية سواء السياسية أو الاقتصادية والثقافية والإنسانية ,ومناقشة القضايا الملحة التى يواجهها الأمن الاقليمي والعالمى ومنها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة السلاح وغيرها, ويعد إنشاء تلك الآلية فى تدعيم العلاقات الروسية الافريقية خطوة هامة فى سبيل تنويع اشكال واتجاهات التعاون بين الطرفين وهو ما يتيح الفرصة لتوقيع عدد من الاتفاقيات والبرتوكولات التى تنمى هذه العلاقة وبخاصة فى الجانب الاقتصادى والتجارى.

إن روسيا الاتحادية تسعى منذ تولى الرئيس فلاديمير بوتين الى تدعيم علاقاتها التاريخية مع دول العالم ولاسيما في المنطقة العربية وافريقيا ,فى محاولة لاعادة التوازن الى النظام الدولى , حيث يتيح هذا التوازن فرصة الدفاع عن مصالح دول العالم الثالث وبخاصة حقها فى التنمية والاحترام المتبادل , وتعد افريقيا سوقا اقتصاديا واعداً كما أنها قارة غنية بالموارد الطبيعية والتى لو احسن إستغلالها سوف تصبح من أقوى القارات إقتصادياً, ولطالما نادت مصر بضرورة اجراء اصلاحات فى النظام الدولى من أجل ضمان صوت العالم الثالث فى مجلس الأمن بما يحقق التوازن في المصالح الدولية ويتيح للدول الافريقية فرص التنمية والحفاظ على مصالحها ومقدراتها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here