عبثية الجهد في مخاطبة المجرم السياسي عادل عبد المهدي نحو مسار قويم

عبثية الجهد في مخاطبة المجرم السياسي عادل عبد المهدي نحو مسار قويم
بقلم مهدي قاسم

منذ أيام عديدة و نحن نقرأ رسائل رجاء مختلفة من هذا المواطن
أو ذاك ، موجّهة لعادل عبد المهدي يرجون منه إعادة النظر في مواقفه المتصلبة و المتشبثة بالكرسي المخملي بشكل هستري ، فيدعونه إلى مرونة وتفهم عقلاني لمجرى تطورات الأمور و الأحداث التي بدأت تأخذ مجرى خطيرا و حساسا كقنبلة موقوتة قابلة لانفجار هائل في أية لحظة
ممكنة و قادمة ، و تدعوه في نفس الوقت إلى القيام بخطوات جدية نحو إحداث تغييرات جذرية و كبيرة في أسس النظام السياسي المشوه والهجين القائم في العراق ، و ذلك قبل فوات الأوان و إجبار الناس على مزيد من عنفوان ، ربما إن أصحاب هذه الرسائل ينطلقون من حسن نواياهم إزاء
عادل عبد المهدي ، معتقدين بوجود ما تبقى من قطرة حياء و خجل وطنيين أو إنسانيين ــ حسب تعبيره هو ذات يوم ــ في جبينه و جبين باقي فرسان المنطقة الخضراء للمحاصصة المفرهدة والنهب المنظم ، غير إنهم يخطئون ويبالغون في اعتقادهم هذا ، فعادل عبد المهدي عندما وافق على
أن يكون رئيس حكومة جديدة كان يعلم ـــ وهو من الرواد الأوائل في المنطقة الخضراء ــ أنه ماذا يفعل و على ماذا مقبل بإرادة وطنية مقيدة ومسلوبة ـــ أن لم تكن معدومة أصلا ــ و في وسط أية ظروف سياسية واجتماعية و اقتصادية شائكة ومتداخلة ومعقدة محليا و إقليميا و دوليا
، و أنه حتما سيتخاذل أمام الفساد يفشل أمام تنفيذ إجراءات جذرية للتغيير ، حاله في ذلك حال باقي أقرانه من ساسة وزعماء أحزاب فاسدين من ذوي إرادات مرهونة لأجندة أجنبية ، غير أن إغراءات السلطة و أضواءها و امتيازاتها أعمت قلبه وبلدّت ما تبقى من وعيه و ذهنه ، لذا
فكان الأحرى به أن لا يلطخ يديه بدماء مئات من الشباب العراقيين السلميين الذين خرجوا مطالبين بالخبز والعمل الشريف ، نقول كان الأحرى به أن لا يلطخ يديه بدماء شباب عراقيين طالما هو عاجز أصلا عن توفير الخبز والعمل والأمان و المستقبل الزاهر لهم ..

فهو الآن لا يعدو أن يكون مجرد مجرم سياسي على صعيد كونه
بات مسؤولا أول عن زهق أرواح عشرات من شباب عراقيين وجرح آلاف آخرين منهم ، طبعا دون أن يعي حتى الآن جسامة و فداحة الفعل الإجرامي الذي أقدم عليه ، حاله في ذلك حال نوري المالكي على سبيل المثال وليس الحصر..

ربما نتفق بأن المجرم السياسي عادل عبد المهدي لا يتحمل
كل المسؤوليات منذ سقوط النظام وحتى الآن ، ولكنه في نفس الوقت يتحمل دوما جزءا من هذه المسؤوليات ، لكونه كان ولا زال واحدا من الساسة والمسؤولين الذين ساهموا في إقامة وتأسيس النظام السياسي الفاسد والمحاصصتي المقيت ، و كذلك من خلال تبوأ مناصب عديدة كوزيرللمالية
و من ثم نائبا لرئيس الجمهورية بنثريات جيب كان مقداره مليون دولار شهريا ، و الآن وهو مسؤول أيضا ولكن بصفة رئيس حكومة قاتل !!..

و آخر دليل على ما نقوله هو خطابه الأخير الذي يبدو من
خلاله أنه لا زال في واد : وادي الفاسدين و فاقدي الوعي بالواقع المحيط ، و الشعب في واد آخر وادي الفقر والعوز والبطالة وسوء الخدمات و آلاف مصائب و نائب اخرى لا زال يعاني منها الشعب العراقي أفظع معاناة وعذابات ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here