سيادة المطران عطا الله حنا : ” الفلسطينيون يرفضون صفقة القرن ولن تمر اية صفقات على حساب حقوقنا وثوابتنا الوطنية “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على شعبنا وممتلكاته وارضه ومقدساته انما هي في تصاعد مستمر دون اي اعتبار للقوانين والاعراف الدولية ولا للقرارات الصادرة عن الامم المتحدة والتي من المفترض ان تكون هي الحامي للشعوب المقهورة والمظلومة والمحتلة والتي آخرها وابرزها هو شعبنا الفلسطيني الذي عانى وما زال يعاني من ويلات اخر واطول احتلال في العالم ، بل وابشع واسوء احتلال عرفته البشرية وسجله التاريخ القديم والمعاصر ، فسلطات الاحتلال القمعية فاقت في ممارساتها وانتهاكاتها ما كانت تقوم به دولة التمييزالعنصري البائدة في جنوب افريقيا والتي اعتبرت وصمة عار في جبين الانسانية في ذلك الوقت وحتى يومنا هذا رغم ان شعب جنوب افريقيا حقق بنضاله الحرية والاستقلال وانهى النظام العنصري .

أما دولة الاحتلال فقد فاقت عنصريتها دولة العنصرية في جنوب افريقيا فهي قامت وتقوم بطرد شعبنا وتهجيره عن ارضه وبلاده وارض اجداده وتسن القوانين العنصرية والتي من ابرزها وليس اخرها قانون القومية والذي يعتبر دولة الاحتلال هي دولة الشعب اليهودي فقط بعد ان اقامت دولتها على انقاض شعبنا التي شردته بقوة السلاح والمجازر والمذابح والقمع والظلم بحقه .

كما ان السلطات الاحتلالية قامت وتقوم ليس فقط بهدم المنازل ولكن بعد ان دمرت القرى والبلدات اثر النكبة سعت لتهويد هذه المناطق واطلاق اسماء عبرية عليها في محاولة لتزوير الحقائق والتاريخ الذي يثبت ان هذه الارض والبلاد هي فلسطينية توارثها شعبنا ابا عن جد ، وان ما تقوم به دولة الاحتلال هو مناهض ومعاكس للتاريخ وتشويه للحقائق الدامغة .

اما المستوطنات التي بُنيت واقيمت على انقاض قرانا وبلداتنا الفلسطينية فإن هدفها هو احداث التغيير الديمغرافي لصالح المستوطنين الذين هم ايضا احد اجهزة الدولة القمعية الى جانب تهويد القدس والتطاول على مقدساتها واوقافها الاسلامية والمسيحية وغيرها من الانتهاكات التي لا عد لها ولا حصر .

وتستمد السلطات الاحتلالية قوتها من الدعم اللامحدود الذي تلقاه من الادارة الامريكية حيث هنالك سعي لتمرير صفقة القرن والغاء حق العودة وشطب القدس من الهوية الفلسطينية والفلسطينيون جميعا اعلنوا رفضهم لصفقة القرن المشؤومة فلا تنازل عن حق العودة ولا تنازل عن القدس ولا تنازل عن حقنا في ان نعيش احرارا في وطننا.

والسؤال الذي يطرحه الفلسطينيون الى متى ستبقى السلطات الاحتلالية دون حسيب او رقيب والى متى سيبقى شعبنا مشردا ومطاردا تمارس بحقه ابشع الجرائم دون ان يتخذ المجتمع الدولي اي اجراء حاسم بحق هذه الغطرسة الاحتلالية الغاشمة ؟ .

نقول لشعبنا الفلسطيني ” لا يحك جلدك الا ظفرك ” والتغيير يجب ان يبتدأ عندنا اولا قبل ان ينتقل الى سوانا وما هو مطلوب منا هو التوحد وانهاء الانقسام الاسود والبغيض لان وحدتنا هي قوة لنا وهي طريقنا نحو الانتصار .

وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه اليوم لدى استقباله وفدا من مخيم الدهيشة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here