بقلم: إيهاب مقبل
وجهتنان نظر متباينتان في قضية مقتل أبو بكر البغدادي، الأولى فرحة غامرة في نفس الأمريكيين والروس والغربيين وحلفائهم من المرتزقة في منطقتنا من أصحاب البشرة السمراء، والثانية فرحة غامرة في نفوس مقاتلي الدولة الإسلامية وأنصارهم من أصحاب البشرة السمراء والبيضاء في دول العالم.
تعتقد وجهة النظر الأولى بأن مقتل أبو بكر البغدادي سيخلصهم منه في الدنيا، وهكذا سيجنون منها ما يريدونه دون صعوبات أو عوائق تذكر. بينما تعتقد وجهة النظر الثانية بأن مقتل أبو بكر البغدادي ما هو إلا بداية مشواره في كسب ثروات الجنة والآخرة. وهكذا، فإن الشخص الذكي هو الذي لا يحزن على مقتل أبو بكر البغدادي.
في حالة صحة الأنباء المتداولة، فإن مقتل أبو بكر البغدادي لن يؤثر على إدارة الدولة الإسلامية، وذلك لأن دور الخليفة في الدولة الإسلامية رمزي، فمن يدير الولايات والوزارات هم الولاة والوزراء وليس الخليفة.
وتُعتبر الدولة الإسلامية تنظيمًا ليس عاديًا، بل دولة متكاملة بمقومات فكرية وتشريعية وقضائية وإقتصادية وعسكرية وأمنية تنتشر في عدد من الأماكن من آسيا وأفريقيا إلى أجزاء من أوروبا، وهكذا فمن المستحيل القضاء عليها نهائيًا.
ينتظر الأمريكيون حاليًا نتائج الحمض النووي للتأكد من مقتل أبو بكر البغدادي، حيث عملوا على نقل جثة مشتبه بها خارج الأراضي السورية للتأكد من أن الجثة تعود للبغدادي. وفي حالة تطابق نتائج الحمض النووي، أي صحة عملية إغتيال البغدادي، فمن المتوقع أن يظهر خلال الشهر القادم “خليفة قرشي” جديد يتم إنتخابه من “أهل العلم والاختصاص” كبديل للبغدادي ليشغل منصب القدوة، هذا في حالة لم يعهد البغدادي لأحد بعينه من بعده ليشغل منصبه. والنتيجة هي أن الدائرة ستستمر بالإنطلاق من نفس نقطة المنتصف الواقعه في مسار 180° لتحقيق هدف الوصول إلى نقطة النهاية في مسار يبلغ مداه 360°.
فيديو للعملية:
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط