ولاء شيطاني وقصيدتان – للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين (1770-1843)
ترجمة د. بهجت عباس
ولاء شيطاني
من أعماق قلبي أمقـتُ ارتباطَ الطّـغاة ورجالَ الدين ،
ولكنْ أكثـرَ، العبـقريَّ الذي يجعـل من نفسه
سافـلاً بارتبـاطه بهم.
الوطن
يَـتَّجـه الملاّح مُبتـهجاً إلى وطنه على النهر الهادئ
من جُـزر نـائـيـة ، حيث حصَد منهـا ؛
وأنا أيضاً أودّ العـودةَ إلى الوطن مرةً أخرى ؛
ولكن هل حصدتُ مَسـرّةً مثلما حصدتُ حزنـاً ؟-
**
أنتِ أيتها الشـواطئُ العزيزةُ التي رَعَتْني ذاتَ يوم ،
هل تُسَـكِّـنينَ لـوعـةَ الحُـبِّ ؟ عـِديـني،
أنتِ يا غاباتِ طفـولتي ، هل تعيدين إليَّ ،
عنـدما آتي ، الصَّـفاءَ الذي كان ؟
عند الغدير البارد رأيتُ تَـراقُصَ الأمواج ،
وعلى النهر تنزلـق القوارب .
هناك أكون فوراً ، أيتها الجبال الوفيّـة ،
التي حَمَتْـني ذاتَ يوم ، في الوطن.
أ ُحَـيِّي فَـوراً
حدودَ وطنـي المقـدَّسة الصّامـدة ،
و بيتَ أمي وترحيبَ أختي وأخي الحبيـبـيْن
هناك ،
وأنتِ تضمّـيـنني إليكِ ، فيُجْـبَـر قلبي ،
كما لو كان في ضماد .
**
أنتِ الحبيبة الوفـيّـة ، ولكني أعرفُ ، إني أعرف ،
معانـاةُ الحبِّ لا تـزول حالاً.
إنها لا تغـنّي تهويـدةً ، تلك التي دونها الموتُ ،
لتُريحَـني مما في صدري.
**
إنّهم ، هم الذين أعارونا النّـارَ السّماويّـةَ ،
الآلهـة تَحْـبُـونـا الحزنَ المقـدّسَ أيضاً،
لذا يبـقى هذا. وكابـن للأرض أظـهرُ أنا ،
خُـلقتُ كيْ أ ُحِـبَّ وكيْ أُعـانيَ.
**
إلى شعرائنا الكبار
سَمِـعتْ شواطئُ نهر كانجه*بانتصـار إلـه المرح ،
عندما تغلّـب على الجميع من أقاصي الهند
جاء الشاب باخوس**، مع النبـيـذ المقـدَّس
مُـوقِـظاً الناسَ من الرقاد .
**
أيّها الشّعـراءُ، أيقِـظوهـمْ أيضاً من االنَّـوم ،
إنّهم لا يزالون نيـاماً الآن ، أعطـُوا القـوانـينَ ،
أعطـونا الحـياةَ ، أعلـنوا انتصـارَكم!
أنتم وحدكم ، مثلُ باخـوس ، لكم حـقّ الانتصار.
————————–
* نهر في شمال الهند يعتبر مقدساً عند الهندوس
** باخوس، أو ديونيسوس Dionysus في الميثولوجيا
الرومانية – اليونانية، هو إله الخمر والمرح، وهو ابن
زيوس كبير الآلـهة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط