المتظاهر الوطني و الحريص لا يعتدي على الممتلكات العامة والخاصة !

بقلم مهدي قاسم

من المتوقع أن تخرج ــ كامتداد متواصل لتظاهرات سابقة
ــ موجات جديدة ومتتالية من تظاهرات جماهيرية جديدة و حاشدة وطوفانية هادرة و كاسحة لتهز الأرض تحت أقدام اللصوص الفاسدين بغية كنسهم إلى مزبلة التاريخ و بشكل نهائي بغية تخليص الشعب العراقي من تبعات فسادهم وسرقاتهم و التي تجسدت بالفقر والحرمان والعوز والبطالة
الكبيرة و تلكوء الخدمات و ارتهان السيادة الوطنية لأجندة أجنبية..

و لكي تكتسب هذه التظاهرات العارمة تعاطفا و دعما وتأييدا
شعبيا واسعا من أجل تحقيق أهدافها المرجوة ، يجب إن تكون في منتهى المعاني السلمية والشفافية و بعيدة عن أبسط مظاهر عنف أو تخريب أم تدمير أو حرق مقارات و مكاتب سواء بحق ممتلكات عامة أم خاصة ، فممتلكات الدولة هي ملك الجميع بما فيهم المتظاهرين أيضا ومن يعتدي عليها
إنما يعتدي على ممتلكاته الخاصة أيضا ، بينما الممتلكات الخاصة تخص أملاك المواطنين التي لا يجوز الاعتداء عليها لا قانونا ولاعرفا ولا بأية مسوغ أخرى ومن يفعل ذلك إنما سيرتكب جرما سيقع تحت طائلة القانون في كل الأحوال ، و كتحصيل حاصل ــ وفقا لاعتقادي ــ فإن المتظاهر
الوطني و الحريص والغيور على الممتلكات العامة والخاصة سوف لن يقدم على اعتداء من هذا القبيل ، بقدر ما يجد نفسه افتراضا ــ وبدافع من حرصه الوطني ــ على حماية هذه الممتلكات ومنع من يسوّل لنفسه الاعتداء عليها بدافع إثارة الفوضى والاضطراب لغرض إلحاق إساءة إلى سمعة
المتظاهرين و إلى أهداف التظاهرة نفسها و إظهارها بمظاهر سلبية وعلى عكس من ما عُقد العزم على تحقيقه..

نقول كل هذا لأننا نتوقع وجود مندسين من أحزاب الفساد
والمفسدين سوف يحاولون الاندساس ـــ دائما ــ إلى صفوف المتظاهرين والقيام بأعمال شغب و اضطراب وإشعال حرائق و تخريب ، ربما بإطلاق نار أو قنابل مولوتوف على رجال الأمن بغية إثارتهم واستفزازهم ودفعهم إلى إطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين السلميين .

لذا فيجب على المتظاهر أن يكون هو المحافِظ على الأمن
و النظام و في الوقت نفسه الحارس الحريص الذي يحمي الممتلكات العامة والخاصة ، أثناء قيامه بالتظاهرة السلمية ….

مع اعتقادنا و علمنا بأنه من الصعب السيطرة على تظاهرات
شعبية واسعة و كبيرة سيما ذات حجم مليوني ، حيث يوجد دائما ثمة ” مندس ” من ذوي نوايا سيئة أو مشاغب يحاول إثارة الفوضى والفلتان والتخريب لغاية في نفس يعقوب ..

فمن هنا ضرورة الحذر و شدة الانتباه ..

بل يجب تحويل شحنات الغضب والنقمة المشروعة في صدور المتظاهرين
إلى تنفيس طريف و مريح عبر احتفالات غناء و رقص شعبي و أجواء أفراح على غرار ما يفعله المتظاهرون اللبنانيون في شوارع بيروت و غيرها ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here