حقائق – تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يمثل خطرا رغم مقتل البغدادي

قال خبراء إن مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في غارة أمريكية يمثل ضربة جديدة للجماعة الجهادية التي سيطرت يوما على مساحة كبيرة من أراضي سوريا والعراق لكن التنظيم ما زال يمثل مع ايديولوجيته خطرا.

وبعد أن كان أنصار التنظيم المتطرف يواجهون في وقت من الأوقات جيوشا، أصبحوا في السنوات الأخيرة يشنون هجمات على غرار حرب العصابات وعمليات انتحارية. وفي بعض الحالات أعلن التنظيم مسؤوليته عن فظائع مثل تفجيرات سريلانكا في ابريل نيسان والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا.

ولا يتأكد على الدوام ضلوع التنظيم في الهجمات لكن حتى إذا كانت الصلة تتعلق بالأفكار العقائدية لا بالجوانب العملية فلا يزال التنظيم يعتبر مصدر تهديد أمني في العديد من الدول:

* العراق
بعد هزيمة التنظيم على أيدي قوات تدعمها الولايات المتحدة لجأ أفراده إلى أساليب حرب العصابات التي عُرفوا بها من قبل.

وتنفذ قوات الأمن العراقية عمليات روتينية تستهدف فلول التنظيم بعد مرور أكثر من عامين على هزيمته.

وأعادت خلايا نائمة في محافظات من بينها ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى تنظيم صفوفها حيث شنت هجمات متكررة بما في ذلك عمليات خطف وتفجيرات تستهدف إضعاف حكومة بغداد.

ورغم أن الخلايا تعمل في الغالب في مناطق ريفية وتحرق محاصيل وتبتز المزارعين المحليين فقد لقي شخصان مصرعهما وأصيب 24 آخرون في فبراير شباط عندما انفجرت سيارة ملغومة في الموصل التي كانت في وقت من الأوقات عاصمة التنظيم في العراق.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في يناير كانون الثاني إن التنظيم يعود في العراق أسرع منه في سوريا. وقدر محللون في وقت سابق من العام الماضي أن له 2000 مقاتل نشط يعملون الآن في العراق.

* سوريا
بعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية الشديدة توارى التنظيم في الظلال وراح يشن تفجيرات انتحارية وينصب كمائن. ونفذ تفجيرات في مدن وبلدات في شمال سوريا في السنة الأخيرة كما استهدف القوات الأمريكية.

وقالت قوات كردية سورية سحقت المتشددين في مختلف أنحاء شمال سوريا وشرقها بمساعدة أمريكية إنها تعتقد أن الخلايا النائمة انتشرت في شرق سوريا. وحذرت من خطر الاحتفاظ بآلاف المقاتلين في سجون بمن فيهم أجانب من مختلف أنحاء العالم.

وسُلطت الأضواء على هذا التحذير في الشهر الجاري عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا الأمر الذي فتح الباب أمام تركيا لشن هجوم يستهدف المقاتلين الأكراد قرب حدودها.

وتقول تركيا إنها أسرت حوالي 200 من المحتجزين من التنظيم الذين فروا من سجون في المنطقة التي هاجمتها ونقلتهم إلى سجون أخرى تحت سيطرة القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه سيتم تقديم أي أسرى من التنظيم للعدالة.

ولا يزال مقاتلو التنظيم يسيطرون على بعض المناطق في صحراء وسط سوريا النائية في أرض تسيطر على بقيتها الحكومة السورية.

*مصر
لم تشهد مصر هجمات ضخمة خلال العام الأخير ولكن حوادث على نطاق أصغر استمرت ويشن الجيش حملة ضد الإسلاميين المتشددين في شبه جزيرة سيناء بصفة أساسية.

ويقول الجيش إنه قتل عدة مئات من المتشددين منذ شن حملة ضخمة في فبراير شباط 2018 لدحر المقاتلين المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء.

وتم تفجير طائرة ركاب روسية بعد فترة وجيزة من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ المصري في 2015 مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن ذلك التفجير.

* السعودية
شن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية تفجيرات دامية وإطلاق نار في السعودية ضد قوات الأمن والأقلية الشيعية بعد سحق السلطات تنظيم القاعدة قبل عشر سنوات.

ودعا البغدادي إلى شن هجمات على السعودية عندما انضمت إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شن غارات جوية على تنظيمه . واستخدم البغدادي في خطبه عبارات مهينة لدى إشارته إلى الحكام السعوديين.

وقال كمران بخاري المدير في مركز السياسة الخارجية الذي مقره واشنطن في وقت سابق من العام الجاري إن تنظيم الدولة الإسلامية موجود في السعودية ولكن قوات الأمن وأجهزة المخابرات السعودية ”تسيطر بشكل كبير على الأمور“.

*اليمن
أعلن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية انشاء فرع باليمن في أواخر 2014 بعد انزلاق هذه الدولة إلى أتون حرب أهلية بين حكومة عبد ربه منصور هادي التي تدعمها السعودية وحركة الحوثي المتحالفة مع إيران.

ولكن التنظيم واجه بعد ذلك مقاومة شديدة من الفرع المحلي للقاعدة- تنظيم القاعدة في جزيرة العرب- ووقعت اشتباكات بين التنظيمين و لاسيما في محافظة البيضاء بجنوب اليمن. ويقاتل التنظيمان أيضا الحوثيين الشيعة الذين يعتبرونهم كفارا.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن عدة اغتيالات وتفجيرات في جنوب اليمن ولكنه لم يسيطر مطلقا على أراض. ويعتقد خبراء إن تنظيم القاعدة الأقدم والذي له اتصالات أعمق بالقبائل يشكل تهديدا أكبر في اليمن الذي تمزقه الحرب.

*نيجيريا
شنت جماعة بوكو حرام النيجيرية هجمات في شمال شرق نيجيريا منذ 2009 في سعيها لإقامة الخلافة الإسلامية. وقتلت الجماعة أكثر من 30 ألف شخص وأجبرت مليونين آخرين على النزوح من ديارهم. وانقسمت تلك الجماعة في 2016 وبايعت جماعة منشقة عنها تنظيم الدولة الإسلامية.

وركز تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا على مهاجمة القواعد العسكرية خلال العام الماضي. وأصبح التنظيم القوة المسلحة المهيمنة في المنطقة.

ولم يتضح حجم الدعم الذي يقدمه تنظيم الدولة الإسلامية لفرعه في غرب أفريقيا ويقول خبراء أمنيون كثيرون إن هذه الصلة تتعلق بالاسم فقط بشكل أساسي وليس بتقديم تمويل ودعم لوجستي مباشر.

*أفغانستان
ظهر تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان،الذي اشتق اسمه من منطقة تاريخية تشمل معظم أفغانستان الحديثة وأجزاء من آسيا الوسطى، أواخر 2014 في إقليم ننكرهار بشرق أفغانستان حيث يوجد معقل له . وأعلن إنشاءه في يناير كانون الثاني 2015.

وبايعت قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان البغدادي لكن لم يتضح ما إذا كان للتنظيم علاقات مباشرة في مجال العمليات مع التنظيم الرئيسي.

وأعلن التنظيم شن هجمات على أهداف مدنية في مدن من بينها كابول وقاتل حركة طالبان الأفغانية من أجل السيطرة على عدد من المناطق الريفية. ويقول قادة أمريكيون إن عدد أفراده أقل من ألفين.

وهذا التنظيم غير مفهوم على نحو يذكر ويشك مسؤولون أفغان كثيرون في كابول في صحة إعلانات التنظيم مسؤوليته عن هجمات.

*سريلانكا
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن تفجيرات وقعت في كنائس وفنادق في عيد القيامة في أبريل نيسان وبثت وكالة أنباء أعماق التابعة للتنظيم مقطعا مصورا ظهر فيه ثمانية رجال يعلنون ولاءهم للتنظيم.

وقال التنظيم إن الرجال الذين ظهروا في المقطع المصور هم الذين نفذوا التفجيرات الانتحارية.

وأنحى مسؤولون سريلانكيون باللوم في التفجيرات على جماعتين إسلاميتين محليتين لهما صلة بتنظيم الدولة الإسلامية.

*إندونيسيا
إندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان ويعتنق معظم الناس هناك الإسلام الوسطي. ولكن إندونيسيا شهدت صعودا للتشدد وقالت السلطات إنها تعتقد أن آلاف الإندونيسيين يعتبرون تنظيم الدولة الإسلامية مصدر إلهام لهم في الوقت الذي يُعتقد فيه أن نحو 500 إندونيسي ذهبوا إلى سوريا للانضمام للتنظيم.

قضت محكمة بإعدام رجل الدين أمان عبد الرحمن العام الماضي لتدبيره هجمات دامية. ويعتبر عبد الرحمن الزعيم العقائدي لجماعة أنصار الدولة وهي جماعة فضفاضة للمتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في إندونيسيا.

وأدت تفجيرات انتحارية في سورابايا في مايو أيار من العام الماضي إلى سقوط أكثر من 30 قتيلا وتم الربط بين هذه التفجيرات وخلايا جماعة أنصار الدولة.

*الفلبين
تخشى الفلبين من إمكان أن يجد المتطرفون الفارون من العراق وسوريا ملاذا آمنا في الأدغال والقرى النائية بمناطق المسلمين في مينداناو التي تشهد منذ فترة طويلة فوضى وتناحرا قبليا وتمردا انفصاليا وإسلاميا.

وبايع العديد من المنشقين عن جماعات مسلحة كثيرة في جنوب الفلبين تنظيم الدولة الإسلامية.

وكثيرا ما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن تفجيرات واشتباكات مع القوات الحكومية في مينداناو ولكن ذلك غالبا ما يكون محل شك.

تغطية صحفية آرون روس ولينا المصري وإلن فرنسيس وتيم كوكس ورايا الجلبي وستيفن كالن والكسيس أكواجيرام وفيستون ماهامبا وإدوارد ديفيز ومارتن بيتي وجيمس ماكنزي – إعداد منير البويطي وأحمد صبحي خليفة – تحرير أحمد حسن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here