بعد تحرير العراق والعراقيين 9 -4 -2003 من بيعة العبودية والظلام التي فرضت على العراقيين بقوة السيف أيام حكم الطاغية معاوية قبل أكثر من 1400 عام
لا شك ان يوم التحرير كان يوم الخلاص لأول مرة يشعر العراقي انه حر انه أنسان انه عراقي المؤسف ان العراقي كان غير مؤهل للتمتع بالحرية لاسباب عديدة
لأن انتقاله المفاجئ والغير متوقع من العبودية والظلام الى الحرية والنور فأستخدم قيم وأخلاق العبودية والظلام في حكم الحرية والنور وجاءت النتائج أكثر سوءا من أيام العبودية والظلام المعروف جيدا ان للعبودية والظلام قيمها وأخلاقها الخاصة بها وللحرية والنور قيمها وأخلاقها الخاصة هذا من جهة ومن جهة أخرى لا توجد في العراق حركات شخصيات سياسية عراقية تنطلق من مصلحة العراق والعراقيين من وحدة العراق
والعراقيين للأسف كانت حركات طائفية عنصرية عشائرية عائلية وكانت اقرب الى العصابات السرقة متغطية بالسياسة هدفها مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية فقط حتى شعار الطائفة القومية العشيرة الذي ترفعه وتتباهى به مجرد وسيلة لتضليل أبناء الطائفة القومية العشيرة للصعود على أكتافهم ومن ثم سرقة أموالهم وذبحهم
والدليل ما نراه ونسمعه من خلافات وصراعات بين أحزاب وحركات وشخصيات العشيرة الواحدة الطائفة الواحدة القومية الواحدة أكثر شدة ووحشية من الخلافات بين العرب والأكراد والتركمان بين السنة والشيعة
فلو تعمقنا في فهم الصراعات الدائرة الطائفية القومية وحتى العشائرية لاتضح لنا بشكل واضح وجلي ان السبب الأول وحتى الوحيد هو نتيجة للصراعات بين ساسة الشيعة أنفسهم ساسة الكرد أنفسهم ساسة السنة أنفسهم لهذا لا يمكن القضاء على الصراعات الطائفية والعنصرية الا بالقضاء على الصراعات بين ساسة الطائفة الواحدة القومية
الواحدة الحزب الواحد فهذه الصراعات ورائها المصالح الخاصة والمنافع الذاتية وليست مصلحة الطائفة القومية حتى الحزب كما يزعمون ويتبجحون
لهذا قلت وأقول ان وحدة ساسة شيعة العراق وحدة العراق والعراقيين وتجزئة ساسة شيعة العراق تجزئة للعراق والعراقيين
وصلاح ساسة شيعة العراق يعني صلاح العراق والعراقيين وفساد ساسة شيعة العراق يعني فساد العراق والعراقيين هذه حقيقة علينا جميعا الأنطلاق منها في فهم الواقع وكيفية معالجته والبدء في أصلاحه
ربما هناك من يقول هذا حكم خاطئ لانك حصرت ما يحدث في العراق من سلبيات ومفاسد في ساسة الشيعة وكأن ساسة الكرد السنة الآخرين لا علاقة لهم بالأمر كما أنك تجاهلت تآمر الدول الخارجية ال سعود وكلابها داعش القاعدة تجاهلت الزمر الصدامية التي تحلم بالعودة وما تملك من وسائل تضليل وخداع وما تملك من مال يمكنها ان تؤجر
وتشتري الكثير من القتلة والمجرمين والفاسدين كما يمكنهم شراء سياسيين ووزراء وقادة جيش ورجال دين وشيوخ عشائر من مختلف الأجناس والألوان سنة شيعة كرد علمانيين مدنين وتدفعهم لتدمير العراق وذبح العراقيين ومنعهم من السير في طريق الديمقراطية والتعددية الفكرية التي أنعمها جورج بوش جورش بوش عليها
هاهم أعداء العراق والعراقيين وفي المقدمة ال سعود قد نزعوا جلباب الطاغية معاوية وارتدوا جلباب المدنية والعلمانية والقومية ثم أصبحوا من أنبيائها من دعاتها وحماتها والمدافعين عنها هاهم الدواعش الوهابية وعبيد صدام يدافعون عن حرية الرأي وحقوق الانسان والديمقراطية وكثير ما يقارنون بين حكم صدام وال سعود وما بعد صدام ويتمنون عودة حكم صدام او حكم ال سعود رغم ان العراقيين الشرفاء وفي المقدمة بعض من انتمى الى حزب البعث قبل غلبة صدام وعائلته كانوا يصرخون ان العراقي فقد شرفه في زمن صدام
الشي الغريب كنا نميز بين دعاة وانصار المدنية والعلمانية والديمقراطية واليسارية وبين عبيد وخدم وابواق ال سعود وزمرة الطاغية صدام اما الآن فلم نعد نميز بينهما الجميع أصبحوا عبيد وخدم لآل سعود وينطلقون من نفس المنطلق وأصبحت مهلكة ال سعود هي الكعبة التي تحميهم وتدافع عنهم لا يهمهم داعش والقاعدة كلاب ال سعود وجرائمهم ومفاسدهم في الارض الذي يهمهم هو تنفيذ اوامر ال سعود بالاساءة الى ايران الى العراق الى المرجعية الدينية الى الشيعة
انا لا انكر كل ذلك ابدا بل انه حقيقة واضحة ولكن الباب الذي تدخل منه كل هذه المجموعات الوحشية الفاسدة وتخلق لها الظرف الملائم والآمن لتحقيق نواياها الخبيثة ومراميها السيئة في البلاد هو فساد ساسة الشيعة واهتمامهم بمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية والخلافات والصراعات في ما بينهم من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا هو الذي يسهل لأعداء العراق والعراقيين سواء في داخل العراق وخارجه تحقيق
نواياهم الخبيثة ويسهل للفاسدين نشر الفساد وسيطرت الفاسدين
هل كنت خاطئا عندما حملت ساسة الشيعة وفي المقدمة الصدر الحكيم المالكي العامري ومن حولهم مسئولية تردي الأوضاع ونشر الفساد وتسيد الفاسدين وما حل بالعراق من فوضى وأرهاب ونهب لثروة العراقيين وأذلالهم والتوجه الى المجهول
مهدي المولى
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط