هكذا هم الشيوعيون لا يمكن المزايدة على وطنيتهم

جواد وادي

كعهدنا بهم دائما ومنذ البذرة الأولى للتأسيس وما سبقها بكثير حين تعرّف العراقيون المنحازون لقضايا الوطن والناس، بأن الشيوعيين أصحاب مواقف اصيلة ما خذلوا يوما أبناء وطنهم من الفقراء والمسحوقين، وما توانوا أو تخلوا عن مواقفهم ومبادئهم للدفاع عن القيم النبيلة، تلك المواقف التي لا يمكن التنكر لها او استغفالها، حتى من لدن الحاقدين والمناوئين لهذا الحزب العتيد، المعروف بمواقفه عند المحن والانحرافات التي يقوم بها ويمارسها السياسيون ممن يرهنون مصيرهم ومواقفهم وتحيزهم لأجندات لا يختلف اثنان من المراقبين، بأنها تغلّب المصالح النفعية والانتهازية على مصالح الوطن والناس.

منذ أن وعينا على ابجديات السياسة ونحن نحبو صوب الاكتشافات الأولى التي يمكن أن تبين لنا الطريق السوي الذي ينبغي التمسك به، رغم نعومة تحسسنا لتلك المواقف الكبرى، لكنها كانت العتبات التي اعانتنا كثيرا للامساك بتلابيب القيم التي أضاءت لنا دروب المعرفة الحقيقية والطريق السوي الذي لا ريب سيصنفنا ضمن شرائح المسحوقين والفقراء والمهمشين، اذا ما اضفنا لذلك انتماءنا الفعلي لطبقة فقراء العراق المحرومين من ابسط شروط الحياة الكريمة، حيث ولدنا وترعرعنا في بؤس وشقاء وحسرة، ونحن نقارن البؤس الذي نحن فيه واقراننا من أبناء الطبقة الثرية والميسورين. من هنا تولّد لدينا الإحساس الحقيقي بالظلم والتمايز الطبقي والهوة بين ما نحن عليه وما هم فيه.

لعلي وانا ابوح بهذا الوجع الحقيقي أن أوجه كلامي للأجيال الناهضة من الشباب العراقيين ممن يجهلون، وللأسف الشديد، تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ومدى تضحياته الجسيمة من اجل الدفاع عن كرامة وحريات وحقوق الفقراء والمعدمين، دون أن يتخلى في الدفاع عن كافة شرائح المجتمع العراقي بكل مكوناته وتلويناته الجميلة، والتاريخ يشهد على ما

ذهبنا اليه، سيما أولئك الذين في نفسهم مرض أو احقاد أو شك إزاء هذه الحقائق.

لكن مما يؤسف له أن هناك من يدير ظهره لهذا الفصيل الوطني الأصيل، بدل أن ينهلوا من تضحياته ونضالاته، خصوصا ونحن نواجه هجمات رثة وموغلة في التحريف والسادية من لدن بعض الحاقدين ممن يسعون لتشويه الحقائق والتاريخ، لأغراض لا تخفى على أي وطني نبيل، تلك المتمثلة بالنزوع لتحريف المسار، خوفا من سطوة الفكر الشيوعي التي لا يمكن ان يضاهيها او يقترب منها أي فكر آخر.

أن ما دفعنا للكتابة عن هذا الموضوع وتحديدا في هذه الأيام التي يشهدها العراق متمثلة بالحراك الجماهيري المبارك والهبة الوطنية العظيمة لتصحيح المسار الذي حرّفه الفاسدون والخونة والمنافقون وأعداء الوطن والناس. ما أقدم عليه الرفيقان العزيزان: الدكتور رائد فهمي والسيدة هيفاء الأمين بتقديم استقالتهما من البرلمان دعما واسنادا ووقوفا مع المنتفضين الأحرار، لأن الاحتفاظ بعضوية هذه المؤسسة التي تضم أعضاء يعارضون التصحيح ومحاسبة اللصوص والفاسدين وايلاء العناية والتوجه الحقيقي لبناء الدولة ومؤسسات التمدن والقانون الذي ينبغي أن يكون جميع العراقيين تحت مظلته، ليست من شيم وقيم الشيوعيين، حيث لا أن يتحول البلد الى كانتونات ودكاكين ومؤسسات مشبوهة ومليشيات منفلتة ونظام محاصصة مقيت وطائفية لعينة، وغيرها من التوصيفات التي عادت هي السمة التي اساءت للعراق والعراقيين وإشاعت روح التحزب والانتماءات الطائفية التي باتت القناطر لكل المنتفعين والمخربين والفاسدين وناهبي قوت الفقراء ومخربي الوطن وتشويه تاريخه المجيد.

أن ما أقدم عليه الرفيقان وما تبعها من استقالات لرفاق اعزة أعضاء في مجالس المحافظات، لهو دليل لا غبار عليه، بانتماء الشيوعيين للناس والمسحوقين والمهمشين، ولتذهب المنافع والمناصب والامتيازات الى الجحيم، لأن من أولويات الشيوعيين، وكما عهدناهم منذ عقود هي

الانحياز المطلق لمطالب الجماهير وطموحاتهم والدفاع عن الكرامة والخبز والحرية.

فتحية اجلال وتقدير لحزبنا المناضل ومرحى لرفاقنا في هذه الإضافة النضالية التي الجمت الالسن وأوقفت التخرصات والتشكيك في مواقف حزبنا المشهود لها من لدن الأعداء قبل الأصدقاء.

ولنبارك الحراك الجماهيري الذي بيّض وجوهنا ومنحنا الامل واليقين بأن العراقيين شعب حي وأصحاب جولات وصولات ولا يرضون بالذل والهوان.

والى الانتصار الكبير بإزاحة الفاسدين والطارئين والطائفيين وكل من يريد الشر وإشاعة الفتنة بين أبناء الشعب العراقي والخراب لعراقنا الأبي المظلوم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here