قانون الطبيعة وطبيعة التخلف

قانون الطبيعة وطبيعة التخلف – بهجت عباس

قال شاعر ألمانيا الكبير فريدريش شيلر قبل أكثر من مائتيْ عام:

يا صديقي هكـذا كانتْ وتـبـقــى دائـمـاً فــي ذا الطّريـــــق ِ

إنَّ للضّعـفِ قوانـينَ، بها** يُصبح العاجزُ في هَـمٍّ وضيق ِ

لكــنِ القـوَّةُ مـعـقـودٌ لها **كلُّ نصرٍ في غروبٍ أو شروق ِ

(ترجمة بهجت عباس)

وقال الشيخ حسن البدري الحجازي الأزهري (توفِّيَ عام 1131 هـ ):

احذَرْ أولي التسبيح والسّـُبحةِ***والصوف والعكّاز والشَّملةِ(1)

قد صـار إبليس لهم تابـعاً *** يقـول يــا لَلْعَـــوْنِ والنَّجــــدةِ

ممّا حَـويْـتمْ عَلِّمونـي فما *** لي عنكمُ في المَكْر من غُـنْيـةِ

لكمْ قيـادي وانقيادي ومـا *** مثـلكُـــمُ فـــي النّـادِ والنَّـدوةِ (2)

وأنتمُ تاجي على هـامتـي *** ما هِمتُ إلاّ كـنـتـــُمُ هِــمَّـتـي

==========================

الشملة: شال كالطيلسان يوضع على المنكبين والصدر.
الناد: النادي حذفت الياء لضرورة الشعر.

وقبله بثمـانية قرون قال فيلسوف المعـرّة :

كم وعظَ الواعظون فينـا ** وقـام في الناس أنـبـياءُ

فانصرفوا والبـلاءُ بـاقٍ ** ولمْ يـزل داؤكَ العَـيـاءُ

حكمٌ جَرى للملـيك فينـا**أمْ نحن في الأرض أغبياءُ؟

وهنا أستميح الفيلسوف العظيم فأجيـبه على تساؤله:

ليس غبـاءً وليس حُكـمـاً ** لكـنّـه الحـقــــدُ والـرِّ يـــاءُ

مذ يُولَد الطِّفلُ وَهْوَ طُهْـر** بصفـــحــةٍ جُـلّـها نَـقــــاءُ

يُنـقَـشُ فـيها كـــمــا يُشاءُ ** زيـفٌ وجـهـلٌ وكـبـريـاءُ

فَيـزحف العـقلُ في ظلامٍ** يَـبرَعُ في نَـشْرِه الأوليـــاءُ

إنْ كانت الشّمسُ في كسوف** فهل تُرى يَسطَعُ الضِّياءُ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here