معلومات عن خلية أشقاء نفذت مجزرة كربلاء وأعداد الضحايا متضاربة

قالت مصادر مطلعة في كربلاء، إن مسؤول محلي رفيع في المحافظة يدير مع اشقائه خلية امنية بمساعدة عدد من الجماعات المسلحة “غير المعروفة”، وهي المسؤولة عما وصفتها بـ”المجزرة” التي جرت ليلة الاثنين في وسط المدينة.

وساد امس غضب شديد في ساحات الاحتجاجات ومواقع التواصل الاجتماعي على انباء فض تظاهرات كربلاء بـ”القوة المفرطة” وحملات الاعتقال التي لحقت الحادث، فيما تناقضت بشكل كبير المعلومات عن عدد الضحايا.

وقالت “رويترز” امس، نقلا عن مصادر طبية وأمنية إن 14 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 865 أثناء الليل بعدما فتحت قوات الأمن العراقية النار على محتجين في مدينة كربلاء.

بالمقابل بث ناشطون امس وليلة الاثنين على الثلاثاء، مقاطع فيديو لشباب في كربلاء يركضون وهم يصرخون بأن القوات الامنية تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين، فيما كان صوت الرصاص في المقطع واضحا.

كما صورت مقاطع اخرى، سيارة تابعة للشرطة تدهس محتجين وهي مسرعة في وسط كربلاء.

لكن محافظ كربلاء نصيف الخطابي، نفى امس، صحة تلك المعلومات. وقال إن الفيديوات التي يتم نشرها “مفبركة”. وقال ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، ان عدد القتلى في فض اعتصام كربلاء وصل الى 20 قتيلا، واكدوا ان السلطات “تتكتم” على تلك المعلومات.

وجرى امس تناقض كبير في وصف ماجرى في كربلاء واعداد الضحايا. وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبد الكريم خلف “نكذب الارقام التي اعلنت من جهات غير مخولة عن تظاهرات ضحايا كربلاء”.

واضاف في تصريح صحفي امس، “تمت اصابة 90 منتسبا و53 مدنيا باحداث التظاهرات وخرج منهم 35 مصابا بعد تلقيهم العلاج في كربلاء”.

بالمقابل أكدت قيادة الشرطة في كربلاء انه “لا يوجد أي شهيد” في احداث المدينة، سواء من القوات الامنية أو المتظاهرين. وقالت القيادة في بيان انه تم قتل شخص واحد “بحادث جنائي وبعيدا عن مكان المظاهرات شرقي المدينة حوالي 2 كم”.

وقالت الشرطة إنها مستعدة لـ”مرافقة القنوات الاعلامية” الى الطب العدلي ولعرض اي استمارة تشريح واجراء اللقاءات مع المسؤولين هناك.

واضافت في البيان بأنها “ستقاضي أي وسيلة إعلامية تحاول الإساءة الى سمعة مدينة كربلاء دون الرجوع الى المصدر الرئيس قبل النشر”.

خلية الأشقاء

مصادر امنية مطلعة في كربلاء قالت لـ(المدى) امس، إنه “في الايام الثلاثة الماضية تمت اصابة 900 شخص في المدينة بسبب حركة الاحتجاجات والمجازر التي جرت امس”، فيما نفت المصادر وجود قتلى في التظاهرات الاخيرة.

واكدت المصادر التي طلبت عدم نشر هويتها لحساسية المعلومات ان “المحافظ نصيف الخطابي يدير خلية ازمة مع اشقائه بمساعدة مسلحين غير معروفين وهم من يقومون باطلاق الرصاص الحي على المحتجين”، مشيرة الى ان الملف الامني تم “سحبه من قيادة الشرطة”.

الى ذلك اكدت المفوضية العليا لحقوق الانسان “استشهاد شخص واحد” و”إصابة 142 من القوات الامنية وخمسين من المتظاهرين”.

وقالت المفوضية في بيان لها امس ان القوات الامنية قامت “بحملة اعتقالات حيث بلغ عدد المعتقلين 140 معتقلاً تم إطلاق سراح 80 منهم والباقي 60 معتقلاً سيتم عرضهم على القضاء لتقرير مصيرهم”.

وقال احمد اياد، وهو اسم مستعار لناشط في كربلاء، في اتصال هاتفي مع (المدى) امس ان “الشباب في المدينة يخشون الخروج من المنازل بسبب عمليات الاعتقال الواسعة التي بدأت من فجر اليوم (امس الثلاثاء)”.

واكد اياد الذي تحفظ على ذكر اسمه الصريح خوفا من الاعتقال ان “القتلى في التظاهرات الاخيرة في كربلاء مسجلون ضمن قوائم الجرحى لدى الصحة لكن المستشفيات لا تعلن وفاتهم بتعليمات من السلطة”.

وتسربت معلومات في كربلاء، امس، عن نقل قتلى فض الاحتجاجات الاخيرة في مستشفيات خارج المدينة تابعة لاحدى الجهات الدينية.

كما أشيعت رواية اخرى في كربلاء، مفادها ان ما حدث في الليلة الاخيرة كان بسبب نزاع بين جهتين دينيتين للسيطرة على العتبات.

بالمقابل وصف رئيس ائتلاف الوطنية، اياد علاوي، أحداث التظاهرات في محافظة كربلاء، بـ”المجزرة”.

وقال علاوي في بيان امس، ان “واقعة، بل مجزرة كربلاء وغيرها من المدن العراقية الكريمة يندى لها الجبين، وكأن قطيعاً من الخرفان تتقاذفه العمليات المشتركة في بغداد وغيرها، لقد نادى الامام الحسين عليه السلام هيهات منا الذلة، ونحن لن نرضخ لنفرٍ من المتلونين الذين يحاولون تزيين الامور كما يحلو لهم عبر نفي تلك الجرائم”.

وتابع علاوي “ليعلم ذاك الرهط المرتزق ان يومهم لم يكن افضل من ايام الطغاة والمتجبرين الذين عاثوا الدمار والخراب لشعب العراق ونشروا ثقافة الموت والهلاك ليهلكوا هم بالنتيجة ويتوجهوا الى جهنم وبئس المهاد”.

أجواء متوترة

محافظ كربلاء نصيف الخطابي قال في مؤتمر عقده امس في المحافظة معلقا على الاحداث الاخيرة بالمدينة ان “هناك من قام بفبركة فيديوهات من أماكن أخرى على أنها في كربلاء”.

كما شدد على أن القوات الأمنية تمتعت بأعلى درجات ضبط النفس خلال الأحداث التي شهدتها كربلاء أمس. واعتبر أن هناك حملة إعلامية لتشويه صورة كربلاء المقدسة.

بالمقابل قال محمد الموسوي وهو عضو في مجلس محافظة كربلاء، ان “الاوضاع في المدينة غير مريحة وتنذر بالتصعيد” على اثر احداث ليلة اول من امس.

واضاف الموسوي في تصريح امس لـ(المدى) بانه “لم يسجل وجود قتلى في التظاهرة الاخيرة”، رغم تأكيده بوجود اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الامنية.

وبين الموسوي ان “مبنى مجلس المحافظة مازال مغلقا والمتظاهرين منذ ايام يحتجون امامه”، مشيرا الى ان بعض المتظاهرين قاموا امس “باحراق الكرافانات الخارجية للمبنى”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here